“المهم هو التعليم حتى تحت ظل الشجر” .. ومنذ هذه الكلمات النيرة التي جاءت في الخطاب السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثاني، وترسخ مبدأ أهمية التعليم في وجدان كل عماني، ليصبح الشغل الشاغل للدولة بكافة مؤسساتها هو إعلاء صرح التعليم كمًّا وكيفًا حتى تصبح مخرجاته قادرة على مواجهة متطلبات العصر.
فمن ناحية الكم انتشرت المدارس باختلاف أنواعها في كافة ربوع السلطنة لتستوعب الأعداد المتزايدة من الملتحقين بالتعليم، حتى بلغت مؤشرات الالتحاق بالتعليم بالسلطنة معدلات قياسية تقارب 100% لتنخفض بالمقابل معدلات الأمية وترتفع معدلات القرائية.
لكن إعلاء صرح التعليم بالسلطنة لم يتوقف على الكم، سواء كان بعدد الفصول الدراسية التي يتم إضافتها بشكل سنوي أو بكم مخرجات العملية التعليمية، بل واصلت السلطنة ممثلة بوزارة التربية والتعليم جهودها الرامية إلى تجويد عناصر العملية التعليمية بما يحقق الهدف الأساسي من هذه الجهود، والمتمثل في جودة المخرجات التعليمية التي تحقق أهداف التنمية على مستوى السلطنة ومتطلبات سوق العمل، وتعمل في ذات الوقت على تمكين الطلبة من المهارات والمعارف والكفايات التي تعينهم على التعامل مع الثورة الصناعية الرابعة بكل كفاءة واقتدار.
كما تعمل السلطنة دومًا على الاهتمام بالمعلم وتنمية مهاراته من خلال جملة من المشاريع والبرامج التربوية التطويرية التي تطرحها كل عام؛ إيمانًا منها بأهمية الدور الذي يقوم به المعلم باعتباره القيمة التربوية الثابتة التي لا غنى عنها.
كما تعد الاختبارات الوطنية من أهم الأدوات العلمية المقننة والفاعلة لقياس جودة التعليم والتعلم من أجل تطوير وتحسين مخرجات التعليم من خلال توفير بيانات ومؤشرات إحصائية دقيقة وصادقة؛ للدلالة على ما يمتلكه الطلبة من المهارات والمعارف والكفايات الأساسية.
وتستخدم هذه الاختبارات لقياس المعارف والمهارات التي يمتلكها الطلبة بعد إكمالهم مرحلة دراسية معينة، مبنية على المخرجات التعليمية الأساسية للمناهج المطبقة في مدارس التعليم العام والمدارس الخاصة بالسلطنة .
ولعل أبرز دليل على سلامة الجهود المبذولة في تطوير العملية التعليمية هو النجاحات التي يحققها طلبة وطالبات السلطنة في مشاركاتهم المختلفة على المستويات الإقليمية والعالمية التي تعد مؤشرًا واضحًا.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن