مع الحمد والشكر لله العلي القدير على ما تنعم به سلطنة عُمان من أمن وأمان لِتعدَّ هذه النعمة منطلقًا لنَعمٍ أخرى عديدة كالازدهار والرخاء، جاءت خطبة عيد الأضحى المبارك لتؤكِّد على هذا الشكر الواجب مع اقترانه بالعمل لصون هذه النعمة حتى لو ألِفناها.
وقد جدَّدت الخطبة التأكيد على أنَّ أسمى المقاصد هي أمان الأوطان وطمأنينة الأنفس، مستشهدةً بهذه الأيَّام المباركة أيَّام الحجِّ والأشْهُر الحُرم باعتبارها عنوان الأمان، وكذلك ارتكاز عمارة الأرض على دعامة الأمن والاستقرار وربطوا الأمن بالبلاد عامَّة والأرزاق بأهل البلاد خاصَّة، إعلاء لمبدأ حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار، وأنَّ المصلحة العامَّة مقدَّمة على مصالح الأفراد.
وسلَّطت خطبة العيد الضوء على المنهاج القويم الواجب اتِّباعه لصون نعمة الأمن وذلك بالوحدة والائتلاف، والعصمة من الفرقة والاختلاف لتتَّجه عناية الفرد إلى البناء والتعمير، في ثلاث دوائر النَّفْس والآخر والمُجتمع لتُبنى السواعد في الأرض وتتطلع الأعين لرضا السماء مع أهمِّية أن يقترنَ ذلك بالسمع والطاعة لوليِّ الأمْر والالتفاف حَوْلَ قيادته والعمل معًا بروح الفريق الواحد، وتجاوز الفرديَّات، والبُعْد عن الهوى الذاتي، استلهامًا من قول الحقِّ: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا، فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ).
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن