■ إرث وحضارة وتاريخ .. شاهد على إنجازات شاملة عمت جبال المحافظة وسهولها حواضرها والبوادي
■ اهتمام وعناية كبيرة للتعليم للنهوض بالأوطان واعتباره رافدا أساسيا فـي تنمية وازدهار البلاد
■ نهضة تنموية كبيرة فـي كل المجالات ونقلت المحافظة من البدوية الى منطقة تتمتع بسمعة طيبة داخل عمان وخارجها
صلالة ـ من أحمد أبو غنيمة:
■■ تعد محافظة ظفار (أرض اللبان) منارة التنمية في السلطنة ومهد صانعها ومشيدها المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله.
حيث ترعرع علي أرضها الطيبة التى أعطته تقاليدها وثوابتها الوطنية، والتي حافظ عليها، ونهل من مدارسها تعليمه، ثم أكمل تعليمة بالخارج وعاد إلي أرض الوطن سلطانا يحمل معه راية عُمان الخفاقة، والتى قادها إلى بر الأمان بكل حنكة وإقتدار. حيث شكل المواطن العُماني على إمتداد سنوات النهضة المباركة الخمسين والتى قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ حجر الزاوية والقوة الدافعة للتنمية والإنطلاق على كافة المستويات وفي شتي المجالات، ومثلت الثقة العميقة والرعاية السامية الدائمة والمتواصلة من لدن جلالته ـ طيب الله ثراه ـ ركيزة أساسية من ركائز التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة، فجعل من عمان أرضاً وشعباً مثالاً يحتذي به في المنطقة، بل ومعلم من معالم السلام والمحبة والوئام بين المجتمع فيما بينه وبين عمان ومثيلاتها من دول العالم أجمع. ■■
ولمعرفة المزيد عن هذا الفكر السامي من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ والعمل الدؤوب والمثابرة في تحقيق عملية التنمية الشاملة التي شهدتها السلطنة في الـ(5) عقود الماضية كان لنا تلك اللقاءات ..
في البداية التقينا بمحمد بن علوي صالح باعمر مدير المدرسة السعيدية بصلالة حيث قال: إن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ جعل من العلم أول لبنة لبناء عمان وجعل من العلمِ مشكاة ترسم طريق عمان الحديثة، فقد كان ـ رحمه الله ـ يحث في خطاباته على أهمية العلم والتعلم، فكان يعلم بأن الأمم لا تقوم إلا بسواعد العلم والمتعلمين، وأن الأمم لا ترقى إلا بسواعد أبنائها من خلال الحصول على العلم وطلبه، وخطابات عديدة كان يحث فيها ـ رحمه الله ـ على أهمية العلم ويتجلى ذلك في أول خطاباته:(سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة) .. مقولة خالدة قالها جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ قبل نصف قرن من الزمان، يحفظها كل عماني وحفرت في قلوب أبناء هذا الوطن الغالي .. عبارة بسيطة في كلماتها لكنها بليغة في المعنى. معبرة بدلالات لا تقبل التأويل، وتبرهن على صدق الاهتمام السامي بالتعليم، وإيمان جلالته الراسخ بأنه السبيل الأوحد لتقدم الأمة العمانية، فضلاً عن كونه المفتاح الحقيقي للنماء والتطور في المستويات كافة .. مقولة رسمت خارطة الطريق وكانت بداية لمسيرة التعليم التي شقت طريقها منذ اللحظة الأولى لميلاد النهضة العمانية المباركة، وغيرت مجرى تاريخ التعليم بعمان, ومدى التحول والخروج من تلك المراحل العصيبة التي كانت عليها البلاد من الجهل والفقر، وكيف كان حال التعليم في هذه الفترة، وكيف أصبح التعليم اليوم لتكون هذه المقولة قاعدة عامة من قواعد وأسس مدرسة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ وتتعلم منها الأجيال مبادئ الاصرار والتحدي والمثابرة والتفاؤل والاخلاص في العمل وحمل الأمانة، وتكون منهاجاً يدرس للأجيال جيلاً بعد جيل للمشاركة في النهضة التعليمية كل حسب موقعه وامكانياته ودوره الذي كلف به للمحافظة على مكتسبات هذا الوطن العزيز.
كلمات سجلها التاريخ
وأضاف باعمر: أذكر أيضاً كلمات لا تنسى من الخطاب الخالد للمغفور له باذن اللهوالتي قال فيها (أيها الشعب سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل).كلمات من خطاب تاريخي كتبه التاريخ بحروف من نور، تتجلى في معانيه الرؤية والحكمة والنظرة الثاقبة لملحمة البناء والإنجاز .ولا ينسى أحد ما ورد في خطاب جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ عام 1986 تلك الكلمات الخالدة والتي سجلها التاريخ العماني بحروف من ذهب: (إننا نعيش عصر العلم، ونشهد تقدمه المتلاحق في جميع المجالات، وإن ذلك ليزيدنا يقيناً بأن العلم والعمل الجاد هما معا وسيلتنا لمواجهة تحديات هذا العصر وبناء نهضة قوية ومزدهرة على أساس من قيمنا الإسلامية والحضارية) .. رسمها باني نهضة عمان السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ عند توليه مقاليد الحكم في البلاد في عام 1970م لمستقبل عُمان وأهلها، تحمل في طياتها مقومات النجاح من اصرار وتحدي ورؤية مستقبلية ثاقبة وبصيرة من أجل تحقيق العيش الرغيد والرفاهية والرخاء والمثابرة في العمل والعطاء .. كلمات كتبها التاريخ وسجلها بين طياته لانطلاقة عهد جديد، ومسيرة قائد وشعب، بل انها كانت البشرى التي تناقلتها الألسن في كل بقعة وصوب من أرض عماننا الغالية بكل بهجة وفرح وسعادة غامرة، بل كانت بارقة الأمل التي ملأت كل بيت ببشاشة ورحابة ومشاعر ابتسامة في الوجوه بين محيا الجميع رجالًا ونساءً كبيرًا وصغيرًا.
رعاية وإهتمام
وأشار محمد باعمر الى أنه ومن أدرك عقود ما قبل النهضة وأدرك ما نحن عليه اليوم من نهضة تعليمية ضخمة تشهدها عمان يدرك أن جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ قد كرّس اهتماماً وعناية كبيرة للتعليم، لنظرته الثاقبة بأهمية التعليم في النهوض بالأوطان واعتبره رافداً أساسياً في تنمية وازدهار البلاد، ومحوراً مهماً في تطوير الإنسان، فعلى مدار نصف قرن قد أولى جلالته وبرؤيته المستقبلية الحكيمة اهتماما بالغا لقطاع التعليم في تطوير جميع مراحل التعليم وتطوير المؤسسات التعليمية، وتم ترجمة هذا الاهتمام إلى أرض الواقع من نهضة، وإنشاء مدارس في جميع ربوع السلطنة. ومراجعة المناهج في جميع المستويات وتهيئة الأجواء المدرسية حتى تساعد المعلمين والطلاب على تحصيل إنجاز أكاديمي بمخرجات تربوية وتعليمية تسهم بالقدر الكبير في دفع عجلة التنمية، ووصل عدد المدارس من 3 مدارس في أنحاء السلطنة الى أكثر من 1100 مدرسة، ووصل عدد المؤسسات التعليمية إلى أكثر من 69 مؤسسة حكومية وخاصة تسهم مُخرجاتها التعليمية في رفد أسواق العمل في جميع التخصصات.
إنجاز وتطوير
وبما أنني أحد أبناء محافظة ظفار ولدت فيها وترعرعت طفولتي وتعلمت بمدارسها وقمت بالتدريس في مؤسساتها التعليمية، والآن أتحمل قيادة صرح تعليمي يشهد له الجميع منذ انشاءه حتى يومنا هذا، ألا وهو المدرسة السعيدية بصلالة فكان لزاماً علي أن أذكر ما تنعم به محافظة ظفار من انجازات تنموية واسعة منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ مقاليد حكم البلاد، فقد شملت الانجازات مختلف المجالات وخاصة مجالات العلم والمعرفة، وهيأت النهضة المباركة كل سبل الحياة الكريمة لأبناء ظفار والسلطنة بشكل عام، فمنذ انطلاق النهضة المباركة شهدت ظفار نهضة عمرانية وتنموية كبيرة وفي كل المجالات، ونقلت المحافظة من البدوية الى منطقة تتمتع بسمعة طيبة داخل عمان وخارجها لدرجة يصفها الزائرون بـ(لؤلؤة الخليج) لما شهدته من تطور الحياة العصرية الحديثة، وأصبح كل شبر في المحافظة ينعم بالخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والخدمية والتحتية من شبكات طرق عالمية وخدمات الكهرباء والماء والمواصلات والاعلام وبناء المدارس في كل مكان لينهل منها الشباب والفتيات وانشاء أجيال تعي قيمة العلم والتعليم، ومن ثم يكملون مسيرة التقدم والازدهار لعماننا العزيزة. وبكل تأكيد يصعب الإحصاء والإحاطة بكل ما قدمه المغفور له باذن الله السلطان قابوس للوطن والمواطنين في سطور كلمة أو مقال، وقد سطَّر التاريخ بأحرف من ذهب صفحات من المنجزات الوطنية العظيمة على مدى نحو 50 عاماً متواصلة من العطاء والعمل والجهود التي لا تعرف الكلل ولا الملل من أجل رفعة الوطن وازدهاره وتقدمه.
ويقول عادل بن محسن اليافعي ـ مدير عام مجمعات ليا الطبية بصلالة: إن الحديث عن تقدم أي مجتمع يقاس بما يتلقاه من جودة في الرعاية الصحية والتعليمية، فمنذ بزوغ النهضة المباركة وعلى مدى 5 عقود ماضية بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ كان للصحة والتعليم التوجه الأساسي في مسيرة النهضة وفق نظم وأسس وإستراتيجية بعيدة المدى، حيث عملت وزارة الصحة على إنشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في كافة مناطق السلطنة والتي تتمتع بالكادر الطبي المؤهل ووسائل التشخيص المواكبة للتطور، كما اهتمت وزارة الصحة بعامل أساسي وهو التثقيف الصحي لأفراد المجتمع وإبتعاث الكادر الوطني للحصول على الخبرات العالمية، وإلى جانب القطاع الحكومي فقد فتحت وزارة الصحة المجال للقطاع الخاص وشجعته علي الإستثمار في إنشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة ليكون هذا القطاع رديفاً وشريكاً في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين لما لهذا القطاع من القدرة والمبادرة في سرعة إستجلاب الخبرات العالمية حتى يستفيد منها متطلبها وهم في بلدهم وبتكلفة أقل عمّا هو خارج السلطنة.
المهندس حسين بن حثيث البطحري عضو غرفة تجارة وصناعة عمان رئيس فرع الغرفة بظفار يقول: لقد أولت السلطنة أهمية كبيرة للنشاطات الإقتصادية وعملت على بناء إقتصاد متين يعتمد على مصادر عديدة متنوعة تقوم خلالها السلطنة بدعم القطاع الخاص ورفع كفاءة الجهاز الإداري للدولة وتطوير مرافق الخدمات واستكمال هياكل البنية الأساسية، وحددت استراتيجية التنمية طويلة المدى (1996 ـ 2020م) إطاراً كُلياً مُستقراً للاقتصاد العُماني يوفر معدلات نمو مستهدفة للاقتصاد العماني، وتحسناً محسوباً في نصيب الفرد من الدخل القومي وذلك عبر تنويع مصادر الدخل القومي للسلطنة بزيادة إسهامات قطاعات الغاز الطبيعي والصناعة والسياحة، والحد من الاعتماد على النفط مع تنمية القطاع الخاص وتنشيط سياسات التخصيص وتحقيق تنمية متطورة للموارد البشرية وجذب المزيد من الاستثمارات في إطار تنمية مستدامة تحقق مزيداً من الاندماج في الاقتصاد العالمي والوفاء بمتطلبات العولمة وإجراءات منظمة التجارة العالمية التي انضمت إليها السلطنة منذ سنوات عدة، وخلال الأعوام السابقة تواصلت جهود السلطنة في دعم ومساندة القطاع الخاص وتعزيز دوره في الاقتصاد الوطني ومساندته والعمل على تشجيع قيام المزيد من الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية بهدف زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل جديدة لقوى العمل الوطنية، كما أولت حكومة السلطنة عناية خاصة بالقطاع الزراعي وعملت على توسيع الرقعة الزراعية وتحسين الإنتاج الزراعي من خلال تنفيذ العديد من البرامج البحثية والعلمية في مختلف المجالات ما أدى إلى اتساع الرقعة الزراعية، كذلك تم التوسع في استخدام الميكنة الزراعية وإنشاء مراكز التنمية الزراعية كما تم إدخال تقنيات حديثة للحد من هدر المياه، كما شهدت قطاعات الكهرباء والماء و قطاع الاتصالات والإعلام والإسكان بالسلطنة تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث تم إدخال التقنية الحديثة والأنظمة المتطورة في تلك المجالات.
من جهته أشار المهندس علي بن سعيد المسهلي الى أن عجلة البناء والتنمية في السلطنة متبصرة طريقها نحو ما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن، وبما يحقق الاستقرار والطمأنينة ويحافظ على المكتسبات الوطنية والمنجزات المتحققة، ولأن المواطن العُماني هو الهدف الأسمى لعجلة التنمية ومحورها الأول في الفكر السامي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وفي كل ما تخطه من منجزات وإنجازات في جميع المجالات والميادين الإقتصادية والتنموية والثقافية والإجتماعية حرص باني نهضة عمان ـ رحمه الله ـ على فتح المجال أمام الإستثمارات الجادة ليس ذلك فحسب بل العمل علي جذب المستثمرين وتشجيعهم داخلياً وخارجياً، ولأجل ذلك رحبت السلطنة بكافة الإستثمارات الداخلية والخارجية بكل صدر رحب وقامت حكومتنا الرشيدة بتذليل كافة الصعوبات التي تواجه هذا القطاع الحيوي والهام مع الحفاظ على الثوابت الوطنية للدولة ومع ما يتماشى مع سياسة السلطنة ولذلك نجد اليوم وبعد 50 عاماً تقريباً من العمل الجاد العديد من الإستثمارات الناجحة في السلطنة في كافة المجالات وبكافة مناطق السلطنة مما جعل السلطنة وجهة إستثمارية بالمنطقة واعدة وجذبت العديد من المستثمرين العرب والأجانب الذين شرعوا في إقامة العديد من المشروعات الإستثمارية العملاقة والتي تصب جميعها في النهاية بعجلة الإقتصاد الوطني وتقويه وتعززه، فعُمان وبفكرٍ سامٍ ورؤية إقتصادية حكيمة من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ جعل عمان وطن قوي يملأه الحب والتسامح، فقد كان جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ أباً عطوفاً ونبراساً نستنير به في دروب شتى مجالات الحياة.
كما أوضح أحمد بن علي قطن بقوله: يُعدُّ قطاع النفط والبترول من أهم الصناعات التي يرتكز عليه الإقتصاد بدول الخليج العربي بشكل عام، ولذلك فقد أوصى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ وبفكره المستنير أن تستثمر عائدات النفط في بناء البنية الأساسية للبلاد لسرعة تلك العوائد والخروج بعمان من بحر الظلمات الذي كانت تعيش فيه، حيث تُساهم صناعات النفط والبترول إسهاماً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة، ففي عام 2013م شكلت عائدات النفط حوالي 66% من صادرات السلطنة، وحوالي 39% من الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة، ويُقدّر احتياطها من النفط بحوالي 5.5 مليار برميل، ولكن تكلفة استخراجه مرتفعة، وذلك بسبب عمق براميل النفط، حيث شهد عام 1964م اكتشاف النفط بكميات كبيرة في السلطنة، وفي عام 1967م تمّ تصديره لأول مرة، ومنذ تلك الفترة أصبح استخراج النفط وتصديره واحداً من الأمور التي تُسيطر على اقتصاد البلاد. حيث نمت عائدات النفط، ومثّلت حوالي خمسي الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وثلاثة أرباع دخل الحكومة، أما بالنسبة للغاز الطبيعي فتختص شركة تنمية نفط عُمان بغالبية إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي، وهذا أيضاً يرجع الفضل فيه إلى الفكر السامي والمثابرة من جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ على إستخدام كافة الموارد بشكل سليم في عملية بناء عمان وحداثتها في شتى المجالات بحيث تتحكّم شركة الغاز العمانية في شبكة أنابيب غاز البلاد، ويصل طول هذه الشبكة إلى حوالي 1,770 كيلو متراً، ويُذكر أنّ السلطنة استثمرت الكثير في تطوير احتياطياتها من الغاز، حيث قُدّر استثمارها بنحو 30 تريليون قدماً مكعباً، إلّا أنّ الاحتياطات لا تكفي لتلبية الطلبات المحلية الحالية والمستقبلية، ولذلك قامت شركة تنمية نفط عمان بزيادة استثماراتها في مجال إنتاج الغاز الطبيعي.
كما أشار أحمد قطن إلى أن قطاع السياحة يساهم بحوالي 3.3% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، حيث تتميّز السلطنة بسواحلها الجميلة ومناظرها الجبليّة الرائعة ومواقعها التاريخية المتعدّدة، وللدراية الواسعة والثقافة العالية من جلالة السطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ في إستخدام موارد البلاد الإستخدام الأمثل في تنمية عمان وعدم الإرتكاز على النفط والغاز، حيث أوصى بالإستثمار في القطاع السياحي وأنشأ وزارة تختص بها لتطويرها وتقديم الخدمات اللوجستية لجذب الإستثمار إلي هذا القطاع الحيوي والهام، حيث أن بعض الدول تعتمد وبشكل أساسي في دخلها على هذا القطاع الحيوي، وقد كان ما تمناه السلطان الراحل ـ طيب الله ثراه ـ حيث أن البلاد يوجد بها وبكافة المناطق ومنها محافظة ظفار العديد من الفنادق ذات الـ (5) نجوم والمنتجعات السياحية .. وغيرها الكثير كل ذلك بفضل الفكر المستنير والوعي الكبير من جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ بكل شبر في عُمان، حيث أن محافظة ظفار على وجه الخصوص لديها فصل الخريف والذي تكتسي فيه البلاد بحله من الخضار وتتساقط عليها الأمطار والرزاز مما يجري العيون والشلالات وتجد فيها المناظر الطبيعية الخلابة والتي تجذب المواطنين قبل الزوار ويأتون السياح إليها أفواجاً من كافة دول العالم للإستمتاع بهذا الجو الخريفي الرائع، وها هي اليوم عُمان تستقبل كلّ عام 1.96 مليون سائح، ويوفّر قطاع السياحة فرص عمل لنحو 37,000 شخص، ونتيجة لهذا زادت الحكومة استثماراتها في العديد من المشاريع، ومنها توسعة مطار مسقط الدولي وتوسعة مطار صلالة الدولي.
كما أوضح أحمد قطن بأن قطاع الزراعة تسود فيه زراعة الكفاف ورعي الحيوانات في السلطنة، حيث تمتلك البلاد حوالي 22 ألف كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية المروية. وتستخدم السلطنة قرابة 5.7% من إجمالي مساحة البلاد في المحاصيل الدائمة، وتُنتج نحو 1.57 مليون طن من المنتجات الزراعية المختلفة، ويتمّ استهلاك هذه المنتجات محليّاً وتصديرها أيضاً، ولقد أولى جلالة السلطان الراحل ـ رحمه الله ـ إهتماماً كبيراً بهذا القطاع لتطويره والنهوض به من خلال إنشاء وزارة تختص بهذا القطاع وتلبي إحتياجاته، وأيضاً توزيع المزارع لتشجيع أصحابها على الزراعة والكسب ليجعلهم يعيشون حياة كريمة، وبحمد من الله تم إنشاء العديد من الشركات المتخصصة في الزراعة والتي تعمل على توفير الخضروات والحشائش للمواطنين، كما تم جذب إستثمارات جيدة إلى هذا القطاع الهام من خلال التشريع والقوانين المشجعة للإستثمار في هذا المجال الحيوي.
ويقول عبد الله بن أحمد الشيخ مدير عام شركات الشنفري وشركاه: مما لا شك فيه أن أي تنمية أو رقي ببلد ما تجد أن الطرق هي هي العامل الأول والأساسي في تلك التنمية، ونحن هنا بالسلطنة تعتبر شبكة الطرق المرصوفة والممهدة التي تم أو يتم تشيدها بمواصفات علمية ثمرة من ثمار النهضة المباركة والتي تمتد إلي كافة مناطق وولايات ونيابات السلطنة على مدار الـ(50) عاماً الماضية، حيث كان لجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ فكره المستنير بأن الطرق سوف تساهم وبشكل كبير في عملية النهضة والتنمية التى أرادها جلالته لتعم كافة محافظات السلطنة، وقد كان لجلالته ـ رحمه الله ـ ما تمناه بالرغم إنه لم يكن لها وجود حتى عام 1970م، ويعمل قطاع النقل بخطى متسارعة ومدروسة في توسيع شبكة الطرق الرئيسية والثانوية التابعة له وتحديث هذه الشبكة من خلال رفع كفاءة الطرق إما ازدواجيتها أو إنشاء جسور علوية مع إعطاء السلامة المرورية أهمية كبرى أثناء تصميم وتنفيذ الطرق، كما يعمل القطاع على ربط المناطق الريفية بالمراكز الحضرية عن طريق توسيع شبكة الطرق الترابية بالسلطنة مما يساهم في تطوير قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة مما ينعكس إيجابياً على الإقتصاد الوطني، كما تقوم وزارة النقل بالسلطنة بجهود حثيثة في هذا المجال حيث تقوم الوزارة بشكل دائم بصيانة شبكة الطرق الأسفلتية والترابية للمحافظة علي إستثماراتها الكبيرة ولسلامة مستخدمي الطرق ولتقليل تكلفة تشغيل المركبات وتقليل الحوادث، وقد كان للقطاع الخاص بصمة واضحة في هذا المجال من خلال وجود شركات محلية تعمل في هذا المجال، مؤكداً بأن قطاع الطرق هو من أهم البنى الأساسية لعمل أي تطور وإزدهار في أيٍّ من المجالات الأخرى ولذلك فقد تبنت الحكومة الرشيدة مستنيرة بفكر جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ حيث شرعت في سفلتة الطرق وتمهيدها للمواطنين في كافة ربوع الوطن.
وتقول نور بنت حسن الغسانية رئيسة جمعية المرأة بصلالة: يحق لكل عمانية أن تفخر بالإنجازات التى حققتها في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ وهي كثيرة والفضل لله ثم لجلالته ـ رحمه الله ـ الذي ساندها وشجعها وأخذ بيديها لمستقبل يملأه التفاؤل لتكون عامل مساعد ومعاون في عملية التنمية ومنها المرأة الظفارية التي وجدت النور بعد ظلام دامس، ونظراً لتلك الثقة السامية والتأهيل المعنوي والفكر المستنير وصلت المرأة العمانية إلى أعلى المناصب بالدولة وتحملت المسئولية جنباً إلى جنب مع الرجل هذا إنجاز كبير والتجربة العمانية أصبحت صرحاً من صروح المنطقة والخاصة بتطور بالمرأة، فأصبحت المرأة العمانية منارة بالمنطقة وتجربة فريدة يشار إليها بالبنان وهذا لم يكن لولا الثقة والعطاءات المتتالية من قائد البلاد ـ طيب الله ثراه ـ فاليوم المرأة العمانية تشارك الرجل في بناء الوطن في كافة المجالات المختلفة، وعلى صعيد آخر يوجد لدى المرأة العمانية الآن وعي وثقافة وإدراك، وعي بما وصلت إليه وثقافة بأنها يجب أن تبذل الجهد دون توقف أو ملل والعمل الدءوب للتقدم إلى الأمام وإدراك بأنه ليس هناك مستحيل تلك الأسس أصبحت لدى المرأة العمانية ولذلك نقول أن المرأة العمانية سبقت نظيراتها بالمنطقة وكثير من دول العالم في أن تكون مميزة بجهدها وعملها وأخلاقها الضاربة من أعماق تقاليدنا العمانية وديننا الحنيف، ونحن كعنصر نسائي من الواجب علينا أن نرد ولو جزء بسيط لعُمان وهو الحفاظ على ريادة المرأة العمانية في كافة المجالات وتحمل الأمانة بكل جدية وإقتدار وكل عام وعمان وشعبها وقائدها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مجددين العهد والولاء للقيادة الجديدة لمستقبل مشرق يملؤه كل التفاؤل والحب والسلام فمولانا السلطان خير خلف لخير سلف.
المصدر: اخبار جريدة الوطن