لم يكن قرار كل من السلطنة وجمهورية الصين الشعبية إقامة علاقات استراتيجية إلا محطة لتتويج ألفي عام من العلاقات مع شريك حضاري وثقافي، قبل أن يكون اقتصاديا ومرحلة جديدة من التعاون بين بلدين طالما كانت لهما إسهامات ملموسة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
فمن أول بحار عماني وطأت أقدامه الأراضي الصينية قبل عدة قرون مرورا بإقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 40 عامًا تستند العلاقات العمانية الصينية إلى العديد من المشتركات إذ يحرص البلدان على تعزيز التواصل الإنساني القائم على المحبة والسلام بين الشعوب، كما يعمل البلدان على نهج سياسي قائم على تعزيز المصالح المشتركة والحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.
وطالما كان التبادل الثقافي والانفتاح بين الحضارتين عنوانًا للعلاقات مثلما ظل التبادل التجاري داعمًا رئيسيًّا خاصة بالدور الذي لعبته السلطنة في طريق الحرير القديم.
ومع انتقال العلاقة إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية يضع البلدان دفع التنمية والرخاء المشترك هدفًا مشتركًا يتحقق عبر عدد من الشراكات على رأسها مبادرة ”الحزام والطريق” الصينية والتي ترحب بها السلطنة وتحرص على المشاركة النشطة في مشاريع بنائها.
وفي هذا الصدد يعمل الجانبان على التوظيف الكامل للمزايا التكاملية لديهما في الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة التقليدية والمتجددة، وفي البحث العلمي والثقافة والسياحة والإعلام والشباب والرياضة وغيرها من المجالات التي تحقق المزيد من الرخاء والازدهار للدولتين والشعبين العماني والصيني الصديقين في الحاضر والمستقبل أيضا.
كذلك يعي الجانبان أهمية التواصل والتشاور ومواصلة التنسيق الدائم بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية بهدف توسيع الرؤى المشتركة وتوطيد وتعميق الثقة السياسية المتبادلة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن