يغبطنا الكثيرون على الموقع المهم والاستراتيجي الذي تمتلكه السلطنة بوجود أهم الممرات البحرية ولكونها حلقة الوصل بين الشرق والغرب هذا بجانب ما تمتلكه السلطنة من ثروات طبيعية ومقومات واعدة للاستثمار فمنذ تولى السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – مقاليد الحكم عمل على انتشال عمان وتأسيس قوانين واستثمارات شجعت الشركات للعمل فيها وتم استغلال الكثير من هذه الثروة في التأسيس لبنية أساسية من طرق ومطارات وموانئ ومدارس ومستشفيات وشبكات اتصالات وغيرها من مقومات الدولة العصرية التي كان معدومة قبل عام ١٩٧٠م ولذلك تم تسمية تلك الحقبة بعصر النهضة المباركة، وجاء من بعده من أوصى به خيرا لعمان وأهلها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مكملا المسيرة مجددا النهضة بل مراجعا لكل القوانين والتشريعات من أجل التطوير والتحسين وهو ما أكد عليه جلالته – أعزه الله – في خطابه في فبراير المنصرم وعزم جلالته لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وأخذ نهج الشفافية والمحاسبة فكل هذا لا شك بأنه سيصب في مصلحة الدولة وزيادة الميزانية العامة وتخفيض المديونية من خلال ايجاد بيئة صلبة وجاذبة للمستثمرين فهناك يد في الخارج تمد السلام وتدعو للاستثمار بسهولة ويسر وضمان ويد في الداخل تهيئ وتبني الأرضية وتدعو أبناء الوطن للمساهمة في مواصلة مسيرة النهضة من خلال ايجاد بيئة محفرة للتنمية وهذه العوامل لابد لها من تضحيات مجتمعية فقد يتأثر الفرد أو المجتمع لفترة من أجل تحقيق ما نصبو إليه وهو ما أكد عليه جلالته ـ أعزه الله ـ عندما قال: (إن الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله) وهذا يحتاج منا جميعا الى وقفة جادة لتحقيق ذلك الطموح بصبرنا وتحملنا، وها نحن بدأنا نرى بعض ثمار ذلك الصبر والتضحية في تقليص العجز خلال الاشهر الماضية ولله الحمد.
إننا أمام مرحلة عمل جديدة وملفات كثيرة وأولويات عديدة تحتاج إلى عمل ووقت والمواطن كل ينظر بحاجته سواء للتوظيف او الترقية او رفع المستوى المعيشي وكل هذه تطلعات من حق المواطن ان يضعها ضمن طموحاته ولكن لابد أن نعطي فرصة لأجهزة الدولة للعمل من أجل تحقيق تلك الرغبات والتطلعات التي ينشدها الجميع خاصة في هذه الظروف التي تعصف بالعالم والتي جعلت أكبر الدول الاقتصادية تتخذ إجراءات تقشفية لتقليل الآثار ونحن ولله الحمد تمكنا وفي هذه الظروف ان نحد من تلك الآثار على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية.
طموحنا دائما عالٍ وليكن صبرنا صبرا جميلا وغدا الأفضل إن شاء الله وسنري عمان وجهة للعالم في الاستثمار والسياحة وسترفد الميزانية العامة وتخفض الديون بتوفيق من الله وبتكاتفنا جميعا سنخرج من هذه الازمات المتتابعة بايماننا وعزيمتنا وصبرنا.
رحم الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – مؤسس النهضة العمانية الحديثة ووفق الله السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – لما فيه الخير والنماء لعمان وشعبها الأبي وعاشت عمان بين عهدين ونهضتين شامختين لمواصلة مسيرة البناء والتنمية لنهضة تنموية زاهرة.
مبارك بن سعود الحرسوسي
مراسل «الوطن» بولاية هيماء
المصدر: اخبار جريدة الوطن