بمشاركة باحثين ومتخصصين من السلطنة وعدد من البلدان العربية
رئيس اللجنة العلمية للندوة : الندوة ليست رد فعل ، والتراث العماني تراث واسع والاهتمام به يقع على عاتق جميع المؤسسات المعنية
متابعة ـ فيصل بن سعيد العلوي :
تبدأ بجامع السلطان قابوس الأكبر غدا الأربعاء الندوة الدولية حول المهلب بن أبي صفرة العماني التي تنظمها جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية وتستمر ليومين ، حيث يقام حفل افتتاح الندوة تحت رعاية معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية ، فيما يقام حفل ختام الندوة تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء مساء الخميس ، حيث تهدف الندوة إلى التأكيد على عمانية المهلب و تقديم شخصيته من خلال المصادر و المراجع التاريخية و الأدبية القديمة و رسم صورة و اضحة عن حياته و دور آبائه في عمان و الحجاز و العراق ، كما تهدف الى إبراز الدور العسكري و السياسي الكبير للمهلب و دراسة الأدوار التاريخية للمهالبة في العراق و عمان وإفريقيا و جرجان و تحديد المعالم الأثرية للمهالبة في مدينة أدم.
اهتمام علمي
حول الندوة وتفاصيلها يقول الدكتور محمد بن ناصر المحروقي مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بجامعة نزوى (رئيس اللجنة العلمية للندوة) : ” تأتي ندوة المهلب بن ابي صفرة الازدي العماني في إطار الانشطة العلمية التي تقوم بها جامعة نزوى خدمة للتراث والفكر العمانيين بالتعريف به ونشره وإحيائه وقد سبق للجامعة ان نظمت عدة ندوات في الإطار نفسه الأولى ندوة الشيخ درويش بن جمعة المحروقي والثانية عن الامام محمد بن عبدالله ودوره الحضاري والعلمي في عمان والثالثة عن الشيخ منصور بن ناصر الفارسي حياته وفكره وهذه الندوة عن المهلب بن ابي صفرة تأتي في هذا الإطار العلمي وهناك مجموعة من الندوات والمؤتمرات العالمية التي يسعى المركز لتنظيمها وتحقيقها بهدف خدمة التراث العماني وتقديمه والتعريف به في الداخل والخارج.
وأضاف “المحروقي” هذه الندوة ليست رد فعل انما هي ضمن اتجاه جامعة نزوى للاحتفاء بهؤلاء الأعلام كما ذكرت سابقا ولدينا خطة متواصلة سوف نعلن عن تفاصيلها لاحقا لهذا الاهتمام العلمي ونحن في الجامعة فاننا نحتفي بتقديم انتاجها محققا مدققا ودراسته دراسة موضوعية ونقده نقدا علميا ولا نسلم بكل ما جاء في التراث كونه نتاجا بشريا قابلا للنقد والتمحيص والأخذ والعطاء ، فالتراث العماني تراث واسع ومعطاء ومن الصعوبة ان تحتويه مؤسسة واحدة وواجب الاهتمام به يقع على عاتق جميع المؤسسات الحكومية والمدنية الفردية والجماعية وشركات القطاع الخاص مطالبا بدعم المراكز البحثية ماديا لبلوغ اهدافها.
ويقول مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي بجامعة نزوى تهدف الندوة إلى نقد المصادر العربية والعمانية والغربية التي تحدثت عن المهلب بن ابي صفرة والنقد لا يعني الانتقاد انما دراستها وتحليلها والمقارنة بينها والترجيح والاخذ بالأدق منها حيث يشارك في الندوة باحثون من بلاد عربية مختلفة .
وعن ابرز المصادر التي تثبت عمانية “المهلب بن ابي صفرة” يقول “المحروقي” : لا توجد مصادر عمانية او غير عمانية نفت عمانية المهلب فهو عماني وولد في عمان وهاجر إلى البصرة وعاش فيها مثله مثل الخليل بن احمد وابن دريد وغيرهما فالحركة بين البصرة وعمان في القرنين الثاني و الثالث الهجري حركة دائبة ومستمرة ، وحينما نقول انه عماني فهو عماني باعتبار أصوله العمانية فهو من الازد وابوه ابو صفرة سارق بن ظالم كان ضمن الوفد الذي وفد على أبي بكر الصديق بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا ثابت ولا توجد مصادر أخرى تشير إلى أن المهلب ينتمي إلى أي دولة أخرى، فالتاريخ يدحض أي ادعاءات أخرى غير عمانية المهلب ، اما اذا شاءت البصرة ان تقول ان المهلب بصري فلا مشاحاة في ذلك فهو علم برز في البصرة وارتبطت به وارتبط بها وحماها وامنها وثبت دعائم حكم بني أمية بمحاربته الخوارج اذ اطبق عليهم في السماء والأرض كما كانوا يصورون الازارقة نفوذ المهلب ، فللبصرة حق في ذلك وعرفت ببصرة المهلب بن ابي صفرة وكذلك شخصية الخليل بن احمد الفراهيدي العمانية المنشأ العراقية الثقافة والإنتاج ، لا يوجد اي خلاف في هذا الأمر.
وسيشهد الافتتاح المؤمل إقامته في العاشرة من صباح الغد تحت رعاية معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية جلسة افتتاحية بعنوان “دور آل المهلب بن أبي صفرة في المشرق الإسلامي خلال العصر الأموي 41 – 132 هجري / 661 _ 750 ميلادي ” ويتحدث فيها الأستاذ الدكتور فاروق عمر حسين فوزي ، ثم يتحدث جمال بن محمد الكندي حول “تاريخ آل المهلب من خلال المسكوكات الإسلامية” ، يلي ذلك قصيدة شعرية يقدمها يونس بن مرهون البوسعيدي .
الجلسة العلمية الأولى
وفي الجلسة العلمية الأولى التي تتناول المحور التاريخي ويديرها الباحث التاريخي الدكتور محمد بن حمد الشعيلي من الجامعة العربية المفتوحة يقدم الورقة الأولى الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالمنعم سلامة من جامعة الإسكندرية بعنوان ” أضواء جديدة على دور المهالبة السياسي والثقافي في جرجان ( 97 _ 386 هـ / 715 _ 996 م ) ، اما الورقة الثانية فيقدمها الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس ويتناول “أصول المهالبة نسبا وموطنا” ، بينما يقدم الأستاذ الدكتور حيدر عبدالرضا حسن التميمي من قسم التاريخ بجامعة البصرة بالعراق الورقة الثالثة بعنوان “دور ـ العماني الأزدي ـ المهلب بن أبي صفرة في الفتوحات الإسلامية ـ حربه على الخوارج أنموذجا ـ ، يعقب ذلك جلسة نقاشية على الأوراق المطروحة.
التاريخي والحضاري
أما الجلسة العلمية الثانية والتي تتناول المحور “التاريخي والحضاري” فيترأسها الدكتور حميد بن سيف النوفلي من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ، حيث يقدم فيها الدكتور سالم بن سعيد بن ناصر البوسعيدي من وزارة التربية والعليم ورقة بعنوان “المهلب بن أبي صفرة العتكي، حياته وشخصيته قراءة في كتابات الشيخ سيف بن حمود البطاشي”
اما الورقة الثانية التي تتناول “المهلب بن أبي صفرة في بعض المصادر الغربية” فيقدمها الدكتور سليمان بن سالم الحسيني من جامعة نزوى ، فيما يقدم الدكتور ناصر بن علي الندابي من وزارة التربية والتعليم ورقته بعنوان “الجانب الحضاري للمهالبة” ، يلي ذلك الجلسة النقاشية للأوراق المطروحة.
المحور الأدبي
وفي اليوم الثاني الخميس 10 مايو تقام الجلسة العلمية الثالثة والتي تتناول المحور الأدبي ويترأسها الدكتور محمد بن سعد المقدم من جامعة السلطان قابوس وتبدأ الأولى بعنوان ” رموز عمان الثقافية وإشهارها” ويقدمها سعادة الدكتور عبدالله العمري عضو مجلس الشورى ، يعقبها الورقة الثانية التي تتناول “ملامح من شخصية القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة” ويقدمها الاستاذ الدكتور محمد الديباجي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالمغرب ، يلي ذلك الورقة الثالثة بعنوان “الحركة الأدبية في بلاط المهالبة” ويقدمها الدكتور محمود بن ناصر الصقري من جامعة نزوى ، اما الدكتور عبدالله بن سعيد الحجري من وزارة التربية والتعليم فيقدم الوراقة الرابعة في الجلسة الثالثة بعنوان “أدب المهالبة، القيم الأخلاقية والخصائص الفنية” ويعقبه النقاشات المخصصة لهذه الجلسة.
الجلسة الختامية
وسيقدم في الجلسة الختامية التي يترأسها الدكتور محمود بن يحيى الكندي من جامعة نزوى ، سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء كلمة بهذه المناسبة ، يلي ذلك كلمة المشاركين ويقدمها الأستاذ الدكتور عمر فاروق فوزي ، يعقبه البيان الختامي الذي يقدمه الباحث يونس بن جميل النعماني من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم .
برنامج ثقافي حافل
وقد خصصت اللجنة المنظمة للندوة برنامجا للمشاركين يتضمن زيارة آثار المهالبة في ولاية أدم منها مسجد المهلبية وجامع الإمام أحمد ابن سعيد البوسعيدي وحارة البوسعيد ، إضافة إلى زيارات معالم ولاية نزوى منها فلج دارس والسوق القديم وقلعة الشهباء .
المصدر: اخبار جريدة الوطن
