باريس ـ وكالات: بدأ الروبوت “فايلاي” الذي استقر على سطح المذنب “67 بي/تشوريوموف-جيراسيمنكو” بالعمل كما كان مقررا، لكن يبدو أنه هبط في منحدر قد لا يصله الكثير من أشعة الشمس، ما قد يطرح مشكلات لديه في جهاز الطاقة. وقال فيليب جودون مدير مشروع “روزيتا” في المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء في حديث إن الروبوت “يعمل جيدا” لكنه هبط “على الأرجح في منحدر مائل بزاوية 30 درجة”. وأظهرت المعلومات الأولية التي تلقاها المسؤولون عن المهمة أن كل تفاصيل العملية جرت كما كان مقررا لها، وأن “فايلاي” هبط “بصحة جيدة” على سطح المذنب “67 بي/تشوريوموف-جيراسيمنكو” الذي تلاحقه المركبة غير المأهولة روزيتا” منذ عشر سنوات. لكن التحليل المغناطيسي كشف أنه “هبط ثلاث مرات”، كما كتبت الوكالة الأوروبية في تغريدة على تويتر. وهذا يعني أنه ارتد مرارا على السطح بسبب تعطل الأجهزة المصممة لتثبيت الروبوت بالمذنب ذي الجاذبية الضعيفة. فهذا الروبوت الذي يزن مائة كيلوجرام على الأرض لا يزن أكثر من جرام واحد فقط على سطح المذنب. وتركت المعلومات الأولية التي أرسلها الروبوت بعد استقراره على نواة المذنب انطباعا لدى العلماء أن الأمور تجري على ما يرام، ووفقا لما كان مخططا لها. لكن يبدو أن الارتدادات عن السطح جعلته يستقر مائلا، وعلى قائمتين بدلا من ثلاث.
وقال مارك بيرشر من المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء في مؤتمر صحافي في مدينة تولوز إن الارتدادات لم تؤد إلى أي عطب في الأجهزة، ومن حسن الحظ أنه استقر بحيث بقيت هوائياته موجهة إلى الأعلى بما يتيح إمكانية التواصل معه”. لكنه استقر في موقع لا تصله أشعة الشمس سوى ساعة ونصف الساعة في كل 12 ساعة. وجرى تأجيل عمليتي الحفر اللتين كانتا مقررتين، لكنها لم تلغيا. وقال فيليب جودون “نحتاج إلى أن يكون مثبتا تماما حتى يتمكن من الحفر وجمع العينات”، وهي أمور ذات أهمية عالية في مهمة ترمي أصلا إلى دراسة تركيبة المذنب لإلقاء الضوء على نشوء المجموعة الشمسية وظهور المياه والحياة على سطح كوكب الأرض. لكن ذلك لم يحل دون أن يحتفل المسؤولون عن المهمة بتكليل جهودهم المتواصلة منذ عشرين عاما، وأن يبدوا سعادتهم الكبيرة بنجاح أول عملية من هذا النوع في تاريخ استكشاف الفضاء. وقال جان جاك دوردان المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية “لقد كنا السباقين في مهمة من هذا النوع، وسيسجل لنا ذلك الى الابد”. وقلل من اهمية اي مشكلة قد تكون طرأت على الروبوت بالقول “الاتصالات اللاسلكية تعمل، وهذا امر بالغ الاهمية، وجهاز الطاقة يعمل ايضا، وعندما يتوافر هذان الامران يمكن بالتالي جمع المعلومات”. وسيبدأ الروبوت فعلا بإجراء مهامه التي لا تتطلب حفرا في سطح المذنب، لكن وتيرة العمل ستكون بطيئة بسبب مشكلة الموقع الذي يحول دون القدرة على التزود بالطاقة الكافية يوميا من اشعة الشمس.