– برانكو يتجاهل تجربة الوجوه الجديدة و«عودة» الثقة لـ«عصام» أبرز مكاسب اللقاء
متابعة ـ صالح البارحي:
أنهى منتخبنا الوطني الأول تجربته الدولية الودية أمام شقيقه المنتخب اللبناني والتي أقيمت مساء أمس الأول بساحة مجمَّع السُّلطان قابوس الرياضي ببوشر وسط حضور جماهيري ضعيف للغاية بالفوز بثنائية نظيفة عن طريق عصام الصبحي، حيث تُعد هذه المباراة بمثابة الظهور الأول للأحمر على أرض سلطنة عُمان بعد العودة من مشاركته في خليجي 25 بالبصرة.
كما تأتي بعد آخر ظهور للفريق العُماني أمام نظيره الألماني الذي كان يستعد في تلك الفترة للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر، الشوط الأول انتهى 1/صفر لمنتخبنا سجَّله الصبحي في الدقيقة (27) قبل أن يسجل ذات اللاعب الهدف الثاني في الدقيقة (80). الأداء على مدار الشوطين لم يكن مقنعًا بالنسبة للطرفين، حيث ظهر الرتم بطيئًا جدًّا على عكس المسار الذي ظهر عليه منتخبنا في مناسبات سابقة مثل التصفيات الآسيوية المزدوجة، ومنافسات كأس العرب بالدوحة، وأخيرًا في منافسات خليجي 25 والتي حصل فيها الأحمر على المركز الثاني والميداليات الفضية، في حين لم يظهر المنتخب اللبناني بالشكل الأفضل، بل ظهر بطيئًا أكثر عن السابق ولم يصنع الكثير من الفرص، حيث اعتمد على التسديد من خارج منطقة الجزاء ولكن كل ذلك كان برعونة بعيدًا عن التركيز.
الهدف لم يتحقق
من وجهة نظري الشخصية أن الهدف من المباراة لم يتحقق بنسبة 100%، ولا أجد لذلك مبررًا من قبل الجهاز الفني بأن لا يسعى لأن تكون فائدته المرجوة من المباراة هي تحقيق أكثر المغانم التي نحتاجها في مثل هذه المباريات التي من المفترض أن تكون (تجريبية) وأهدافها تتجاوز تحقيق الفوز من عدمه، حيث إن القائمة المستدعاة حاليًّا لمنتخبنا تضمُّ عددًا من اللاعبين الذين يشاركون للمرة الأولى في القائمة وعن قناعة تامة بقدراتهم من الجهاز الفني، لذلك كان من الأجدى أن نشاهدهم ولو لعدد قليل من الدقائق في مباراة أمس الأول، حيث إنها كانت فرصة مواتية لبرانكو للوقوف على قدراتهم الفنية قبل الحكم عليهم بالبقاء أو الاستبعاد في المرحلة القادمة، خصوصًا وأن المنتخب اللبناني لم يكن فريقًا مخيفًا حتى يصل (برانكو) إلى هذه الدرجة من الخوف بإجراء التبديلات، ناهيك عن أن المنتخب أنهى الشوط الأول بهدف نظيف وكان واضحًا سيطرته على مجريات اللقاء رغم البطء الشديد في العطاء.
أضف إلى ذلك، أن برانكو لديه من الأسماء التي تشارك منذ فترة طويلة في القائمة ولم تأخذ فرصتها كافية في اللعب بالمباريات الدولية سواء الرسمية أو الودية، حيث إن وجودهم أصبح لمجرَّد سد النقص ليس إلا، وهذا ما يحدث حاليًّا مع خالد البريكي على وجه التحديد الذي وجد نفسه من قلب دفاع متمكن إلى لاعب ارتكاز وهو في ذات الوقت لم يأخذ الفرصة كاملة للتواجد بهذا المركز. أضف إلى ذلك كمية الإحباط التي قد تصيب لاعبي الدكة الذين لم يجدوا الفرصة لتقديم مستوياتهم التي يمتلكونها والتي خولت لهم المشاركة مع المنتخب، وبالتالي قد لا يكون ذلك اللاعب وما سواه في قمة عطاءاتهم متى ما فرضت الظروف على برانكو الاستعانة بهم، وحينها قد يحدث أمر لا يخدم مسيرة اللاعب الشخصية ولا المنتخب في تلك الفترة، وكان من الأجدى على برانكو أن يجرب أكبر عدد من اللاعبين في المباراة ويمنحهم عددًا من الدقائق حتى يأخذوا الثقة تدريجيًّا ويقتنعوا بأن وجودهم في المعسكر لم يكن لمجرَّد سد النقص بقدر ما هو قناعة المدرب بقدراتهم الفنية.
عودة الثقة
ربما أبرز مكاسب المباراة هي عودة الثقة لمهاجم منتخبنا وهدافه عصام الصبحي بعد أن غابت عنه النجاعة الهجومية طويلًا، وطاله الكثير من الانتقادات اللاذعة من الوسط الرياضي بالسلطنة، خصوصًا في ظل عطاءاته غير الجيدة في خليجي 25 بالبصرة على وجْه التحديد، حيث تمكَّن الصبحي من تجاوز هذه المرحلة بتسجيله هدفي منتخبنا بطريقتين رائعتين للغاية، حيث ارتقى للأولى برأسية متقنة فيها الكثير من التكنيك والتوقيت الدقيق في طريقة لعب الكرة بالشباك، فيما الثاني جاء بعد مجهود رائع ومراوغة المدافع بطريقة مثالية للغاية قبل أن يسدد الكرة بالشباك بقدمه اليسرى (الضعيفة) في تلك الوضعية تحديدًا، وبالتالي فإن هذين الهدفين سيمنحان الصبحي ثقة أكبر في المرحلة القادمة والتي لا بُدَّ أن يرتقي بقدراته أكثر عن ذي قبل، ويُسهم في قيادة الأحمر لإنجازات من الممكن أن تكون متفردة في حالة قدَّم فيها المنتخب شبيه العطاء الذي كان عليه في المنافسات السابقة.
أين الجماهير؟!
لعلَّ الأمر الذي شاهدناه في لقاء أمس الأول لم يكن معتادًا في شأن الجماهير العُمانية التي دائمًا تقف خلف المنتخب مهما كانت النتائج والظروف، ومهما كانت قوة المباراة ودية كانت أم رسمية.
حيث خلت مقاعد مجمَّع السُّلطان قابوس الرياضي ببوشر بشكل كبير، على الرغم من إقامة المباراة في وقت مثالي وجو رائع للغاية، وقد أشرنا سابقًا بأنها أمسية رمضانية كروية ممتعة، ومن باب أولى فإن ذلك لا يُعدُّ ثابتًا بقدر ما هي وقفة لأوفياء الأحمر بأن يعدُّوا العدَّة للمرحلة القادمة التي لا يجب أن يكون فيها الأحمر وحيدًا بعد الكثير من التعديلات التي تصبُّ في مصلحة مَسيرة الكرة العُمانية إن قمنا باستغلالها، وأعني هنا عدد المقاعد التي منحت لآسيا في المونديال القادم، إضافة إلى الكثير من الجوانب الايجابية التي ستخدم مَسيرتنا الكروية إن شاء الله تعالى.
المصدر: اخبار جريدة الوطن