العودة للدراسة يجب ألا تُنسي الطالب وجود الوباء.. والتعلم الإلكتروني حل مؤقت وليس دائما
استطلاع ـ حفصة بنت محمد الجهورية:
مع عودة الدراسة بالكليات والجامعات في السلطنة اختلفت الطرق والأساليب المتبعة من قبل إداراتها في تقديم المادة الدراسية، فكما نعلم أصبحنا في عالم تسيطر عليه تكنولوجيا الاتصالات، ويتميز بالتطور السريع في وسائط الاتصال المختلفة، من هنا نجد أن الكليات والجامعات قامت بتوظيف هذه التقنيات بما يتلاءم مع الوضع الحالي، وما تراه مناسبا لخططها الدراسية المجدولة، كما اتبعت إجراءات عدة واحترازات كثيرة لحماية الطلاب والكادر التدريسي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
(الوطن) تواصلت مع عدد من الطلاب من مختلف الكليات والجامعات لتستوضح وضع الطلاب في فترة العودة للدراسة وتطلع على طريقة التدريس المتبعة في بعض تلك الكليات والجامعات..
تحدٍّ للعقول
قال محمد بن عبدالله البلوشي من الجامعة الوطنية: بسبب الوضع الراهن، وعدم المقدرة على تدريس بعض المواد بالشكل المعتاد، يقوم الدكاترة بإرسال الكثير والكثير من البحوث والاختبارات في آنٍ واحد بإمكانك تصوّر هذا الحصار التعليمي والفكري، وما شاهدناه هو تحدٍّ لعقول الطلاب ليس إلا، والتعليم عن بُعد من وجهة نظري فاشل بكل المقاييس، وهناك الكثير من المعلمين شرحهم ممتاز قبل الجائحة والآن في الدراسة عن بُعد شرحهم ليس كما كان سابقًا فليس الجميع يملك المقدرة على التدريس عن بُعد. مؤكدًا أنه في الجامعة الوطنية سيبدأ التعليم المدمج مع بداية شهر أكتوبر، والتعليم المدمج مقتصر على التخصصات التي تحتاج إلى مختبرات فقط، وفي كل فصل ١٥ طالبًا كحد أقصى، حقيقةً يسعدني جدًّا العودة إلى الدراسة النظامية في الكليات والجامعات مع مراعاة تعليمات اللجنة العليا، لأنه من غير المنطقي أن تقدم الدروس عن بُعد بنفس الطريقة التي كانت تقدم داخل الصف الدراسي، لاختلاف الظروف والتحديات، منها التحديات التقنية، ووضع الأسرة خلال العملية التعليمية كذلك، لذلك لا بد من مراعاة الوضع الذهني والنفسي لكل من الطالب والمعلم.
ضحايا للاستهتار
حنين بنت زايد المعنية من كلية البيان قالت: الوضع الدراسي جيد كالعادة في كليتنا، وكما اعتدنا منذ بداية الجائحة على التعليم عن بُعد أو الإلكتروني بنظام canvas))، والدراسة عن بُعد لها جانب إيجابي من وجهة نظري فهي تُسهّل للطالب الدراسة وهو بين أهله، وثانيًا: كوني من الطلاب الذين يعانون بُعدهم عن الكلية وأحتاج حوالي نصف ساعة للوصول للكلية، وفي بعض الأحيان نتأخر بسبب الازدحام، فالدراسة عن بُعد سهلت علي هذه المشكلة وأصبحت لا أتأخر في زحمة الطرق ـ ولله الحمد ـ فشرح المواد مفهوم ولا توجد فيه صعوبة بالنسبة لي.
وأضافت المعنية: كليتنا ليست من ضمن الكليات التي تطبق نظام التعليم المدمج، فنحن ندرس (١٠٠%) من المواد في المنزل، ولو كانت كليتنا تتبع هذا النظام فبالتأكيد كان جميع الطلاب سيتخذ الاحترازات وستكون هناك توعية للطلاب عن خطورة هذا المرض وما هي الاحترازات المتبعة أو أنه يتم قبول فقط (١٢) شخصًا في كل فصل (section)، وبالنسبة لما يمر به العالم من أزمة فلا أؤيد فكرة العودة للدراسة النظامية، فهناك من يجهل خطورة المرض وهناك من لا يصدق بوجوده حتى الآن بالرغم من توعية الحكومة والقطاع الصحي بخطورته إلا أن الناس لا تأخذه بعين الاعتبار كـ(وباء عالمي) ومرض فتاك لذلك لا أريد أن أكون ضحية للاستهتار.
الطلبة غير ملتزمين
كما قالت بسمة بنت علي الصائغية من كلية التقنية العليا: ندرس المواد النظرية عن بُعد بطريقتين: إما أن تنزّل المحاضرة مع تسجيل صوتي بالشرح كاملًا في بعض الدروس أو يكون درس مباشر نتناقش فيه مع الدكتور، أما المحاضرات المتعلقة بالحاسب الآلي فنتلقى الدروس في الكلية، والدراسة ـ والحمد لله ـ جيدة حتى الآن وجميع الدروس واضحة وجميع دكاترة الكلية متعاونون ويوصلون لك المعلومة بجميع الطرق اللازمة، موضحة بما أننا نتبع نظام التعليم المدمج فهناك العديد من الاحترازات التي تتبعها الكلية مع طلابها مثل ضرورة وجود المسافة بين الطلاب ولبس الماسك ونلبس القطعة الشفافة على وجوهنا وتعقم مختبرات الحاسب الآلي قبل دخولنا ويتم قياس درجة حرارة كل طالب ونعقم أيدينا ونعبئ استبانة حول الحالة الصحية لعائلاتنا, وبالرغم من كل ما وضعته الكلية من أنظمة لحماية الطلاب فإن الالتزام ضعيف من قبل الطلاب فهم معتمدون فقط على حماية الكمام، أما المسافات التي يفترض أن يضعوها فيما بينهم فهم غير ملتزمين البتة بها، لذلك لا أتمنى أن تعود الدراسة النظامية أبدًا، فالاستهتار في تصرفات الطلاب لا يمكن الاستهانة به، وبالرغم من أن الكلية قالوا بأن التشديد على الاحترازات سيكون أكبر وسيوقفون غير الملتزمين إلا ان الوضع غير مطمئن وأنا هنا أفكر إذا كان طلاب الجامعات والكليات غير ملتزمين بالاحترازات فكيف سيكون الوضع في المدارس؟!
يجب أن نتقدم خطوة
أما ظبية بنت ناصر الشبلية من كلية مزون فقالت: لقد اتبعت كليتنا نظام التعليم عن بُعد خلال شهر سبتمبر الجاري، أما في شهر أكتوبر القادم فسنبدأ نظام التعليم المُدمج، وأعتقد أن الدراسة عن بُعد طريقة ممتازة لمجاراة الأوضاع الحالية، فهي ساهمت في بداية العام الدراسي وعدم التأخر في المناهج الدراسية وأعتقد أن ذلك ساعد في تقليل عدد الإصابات أيضًا نظرًا لكونه لا يوجد حضور للجامعات والكليات، ولكن من الجهة الثانية أعتقد أنه يوجد مواد لا يجب أن تكون في نظام التعليم عن بُعد لأنها تحتاج لشرح مفصل من قبل المُعلم وكما هو واضح فإن التعليم عن بُعد لا يساعد في ذلك لأنه يواجه الكثير من المشاكل سواءً في شبكات الإنترنت أو في مواقع الكليات والجامعات، وذلك كله سيساهم في انخفاض درجات الطلاب.
وأضافت الشبلية: التعليم المدمج سيُطبق من بداية شهر أكتوبر القادم، وسيكون الطالب متواجدًا في الكلية خلال اليوم الذي يحدده المُعلم من كل أسبوع لتجنب الازدحام في الكلية، كما أنني مُؤيدة لهذه الفكرة لعدة أسباب، أولًا: لأنه يجب علينا التقدم بخطوة والبدء في التعايش الوضع الراهن مع علمنا جميعًا بأنه من المحتمل أن يستمر هذا الوباء لعدة شهور قادمة لذلك لا يمكن أن نقضي هذه الفترة كلها في التعليم عن بُعد أو التعليم المدمج، وثانيًا: أعتقد أنه من حق الطالب أن يتعلم ويدرس بالشكل المعتاد عليه سابقًا لأن الاستمرار في التعليم عن بُعد سيؤثر على درجات الطالب وفي النهاية يؤثر على معدله وتخرجه وإلى آخره، وثالثًا: وجود الطلاب في الجامعات والكليات سيوفر الجهد والوقت لكل من الطالب والمعلم، لأن التعليم عن بُعد صعب جدًّا لبعض الطلبة بسبب اِفتقارهم للأجهزة المطلوبة من حاسب آلي أو من شبكة إنترنت وغيره .. والأمر نفسه عند المعلمين، فبعض الأوقات تحتاج مواقع الكلية للصيانة .. وغيرها فهذا كله سيصعب التدريس للطرفين، وأخيرًا تواجد الطلاب في الجامعات والكليات لا يعني أن ينسى الطالب وجود الوباء فيجب على كل فرد في الجامعة أو الكلية أن يدرك أن الأوضاع الحالية ليست سهلة ويضع ذلك في عين الاعتبار، ويتأخذ الإجراءات الاحترازية من تعقيم، ولبس القناع (الكمامة)، والالتزام بالتباعد بينه وبين الآخرين، وعدم مشاركة أغراضه مع الآخرين، وعدم المصافحة .. وغيرها الكثير من الإجراءات.
وجود النية يوجد الطريقة
وأخيرًا يشاركنا الحديث شاذان بن علي المحروقي ـ دكتور جنائيات بكلية مزون ـ الذي قال: بناءً على عبارة (عندما تتواجد النية تتواجد الطريقة) واجهنا صعوبات في تعليم طلبة كلية مزون في فترة انتشار جائحة كورونا ومنها إيجاد منصة تعليم إلكتروني مناسبة تساعدنا على التأقلم مع مستجدات الجائحة، الأمر الجيد أنه كان لدينا منصة (مودل) والتي قد بدأنا باستخدامها قبل أن ينتشر المرض في السلطنة والذي ساعدنا في تطويره ليواكب تطور التكنولوجيا في هذا العصر، مؤكدًا أن الطلاب واجهوا مشاكل تقنية في البداية منها كيفية الدخول إلى منصة (مودل) والطريقة الأمثل في استخدامها ولكن مع استمرارية التدرب على ذلك استطاع الطلاب أن يستخدموا المنصة بالشكل الصحيح، وأحبَّ الطلاب سلاسة النظام وسهولة التعلم عن بُعد ولكن سرعان ما بدأ أحد طلابي بالشكوى وذلك بسبب تفضيل الدراسة في حرم الكلية عوضًا عن التعلم عن بُعد، فأوافق رأي هذا الطالب لأن التعلم الالكتروني حلٌّ مؤقت وليس دائمًا بحيث إن مشاهدة المحاضرة عبر الشاشة تختلف عن حضورها في داخل الصف الدراسي، والتعلم الإلكتروني هو شبيه بمشاهدة فيلم في البيت عوضًا عن مشاهدته في صالات العرض والذي يحدث فرقًا كبيرًا في فهم الطالب، وهناك طرق أخرى تستخدم لتحسين فهم الطلبة للمحاضرات التي يتلقونها بنظام التعلم عن بُعد مثل برنامج (Google Meet) والذي يُعدُّ برنامجًا له إمكانيات كبيرة تسهل على الطالب والمحاضر التواصل خلال المحاضرة ويستطيع الطلاب التفاعل لفظيًّا عبر (المايكروفون) الموجود في حواسيبهم المحمولة ومرئيًّا عبر الكاميرات، مؤكدًا أن استخدام هذا البرنامج سهّل تجربة التدريس عن بُعد وفهم ومتابعة وتفاعل الطلاب مع المحاضرات، وفي حالة عدم استجابة الطلاب لهذا النظام سيطلب منهم ان يحضروا إلى الكلية والتعلم داخل الصفوف الدراسية بالنظام المعتاد، كما أن من الممكن أن يستدعى الطلبة عندما يتطلب الأمر بحيث إنهم يحضرون إلى الكلية في حالة كان لديهم درس عملي يتطلب حضورهم الشخصي، والتعلم عن بُعد تجربة قاسية وتعلمنا منها الكثير ولكن من لا يتألم لا يتعلم.
المصدر: اخبار جريدة الوطن