– أقضي يومي كإنسان عامل أتلو القرآن بعد صلاة الفجر وأعمل نهارا ومساء وأقرأ المجلات وأسمع الراديو وأنام بعد الحادية عشرة ليلا
– «..بكثير من الغبطة والتقدير، تلقيت خبر صدور أول جريدة فـي عمان، لا أريد أن أتحدث عن الذوق الرفيع فـي تبويبها وإخراجها، أكثر مما أتحدث عن هذه الهمة والمجازفة فـي إصدار جريدة..»
– لا أريد أن يكون الطالب العماني كالببغاء بل عليه أن يفكر ليضيف إلى علمه من تفكيره الخاص
كتب ـ هيثم العايدي:
بسم الله .. تبدأ «الوطن» اليوم عامها الخمسين بعد أن اختطت في الـ28 من يناير 1971 أول حرف في الصحافة العمانية، مراكمة في ذاكرتها أدق مراحل وتفاصيل النهضة المباركة، موثقة بأمانة ومسؤولية ومهنية ما تحقق من إنجازات على أرض عمان، وما ساهمت به السلطنة من جهود بارزة سعيا نحو إرساء السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم.
وإذ تدخل (الوطن) عامها الـ50 فإنها تستذكر الحوار الذي أدلى به المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ لـ(الوطن) والمنشور على جزءين في عددي (الوطن) الصادرين في الأول والثامن من أبريل 1971 ـ أي بعد نحو 8 أشهر فقط من بدء مسيرة النهضة المباركة، حيث يشكل هذا الحوار علامة بارزة في ذاكرة الصحافة العمانية.
فهذا الحوار الذي أجراه رئيس تحرير (الوطن) آنذاك المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ الأستاذ نصر بن محمد الطائي يعد أول حوار صحفي يجريه مؤسس الدولة العمانية الحديثة مع صحفي عماني, كما أنه لم يكن استكشافا لمرحلة فارقة من التاريخ العماني فحسب, بل كان أيضا استشرافا لنهج أسسه جلالة السلطان الراحل, وتجلت ثماره على مدار العقود الماضية, ونقلا لوعد قطعه باني عمان الحديثة وأوفى به، وكانت (الوطن) شاهدة على هذا الوفاء، وستبقى سائرة على هذا النهج، مجددة العهد والولاء لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه. مؤدية رسالتها بأمانة ومسؤولية.
ولم يكن اختيار جلالة السلطان الراحل لـ(الوطن) لتكون منبرا لأول حوار صحفي يجريه فقيد الوطن مع صحفي عماني إلا تعبيرا عن تقدير من لدن الأب القائد لأول صحيفة تصدر في عُمان، حيث أبدى ـ رحمه الله ـ سعادة بالغة بالأداء المهني والإخراجي ومقدار شجاعة قرار إصدارها بما يحمله من مجازفة كبيرة، حيث قال “…بكثير من الغبطة والتقدير، تلقيت خبر صدور أول جريدة في عمان، لا أريد أن أتحدث عن الذوق الرفيع في تبويبها وإخراجها، أكثر مما أتحدث عن هذه الهمة والمجازفة في إصدار جريدة..”.
كما تناول هذا الحوار جانبا من شخصية جلالة السلطان الراحل ـ طيب الله ثراه ـ والحياة اليومية لفقيد الوطن حيث قال ـ رحمه الله ـ أقضي يومي كإنسان عامل أتلو القرآن بعد صلاة الفجر وأعمل نهارا ومساء وأقرأ المجلات وأسمع الراديو وأنام بعد الحادية عشرة ليلا.
كذلك كشف الحوار عن رؤيته ـ رحمه الله ـ في الهدف الرئيسي من العملية التعليمية إذ قال «لا أريد أن يكون الطالب العماني كالببغاء بل عليه أن يفكر ليضيف إلى علمه من تفكيره الخاص».
المصدر: اخبار جريدة الوطن