عباس أمام (الإفريقي): عملنا على إنجاز سلام قوضته إسرائيل
القدس المحتلة ـ الوطن ـ وكالات:
قالت وزارة الخارجية والمغتربين إنه بالرغم من مئات بل آلاف التقارير الدولية والأممية وتقارير مراقبين مختصين من عديد الدول في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في فلسطين المحتلة، وعلى الرغم من تقارير منظمات حقوقية وإنسانية واقتصادية محلية وإسرائيلية وأجنبية مُستقلة، في مقدمتها التقارير الدورية الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، التي أجمعت بمجملها على أن الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين هو السبب الرئيس للتدهور الحاصل في الأوضاع الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة في مختلف مجالات الحياة، بالرغم من ذلك كله، تُصر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على إعادة إنتاج الطروحات والمواقف الإسرائيلية الاستعمارية التوسعية القديمة بأثواب جديدة، التي تدعو إلى التعامل مع القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير بوصفها (مسألة سكان)، يحتاجون إلى (برامج إغاثية)، بعيداً كل البعد عن السبب الرئيس والجوهري لهذه المعاناة المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي. وأكدت الوزارة في بيان ، ومن خلال متابعاتها الحثيثة لتحركات الإدارة الأميركية الحليف الأكبر للاحتلال وسياساته، أن مُحاولات إبراز المعاناة الإنسانية لشعبنا في هذه المرحلة بالذات، تقع في هذا السياق، بهدف تبرئة الاحتلال ومنحه شرعية الاستمرار في مخططاته لابتلاع ما تبقى من أرض دولة فلسطين، وأن هذا التحرك الأميركي ينسحب ليس فقط على قطاع غزة ومعاناته الكبيرة والواسعة، وإنما أيضا على الضفة الغربية المحتلة، في استغلال بشع لتلك المعاناة وتسويقها للعالم بمعزل عن بُعدها السياسي الحقيقي. وأضافت” وفي الإطار نفسه تتواصل محاولات الإدارة الأميركية ودولة الاحتلال لإسقاط القضايا الجوهرية للصراع، وفي مقدمتها قضية القدس من خلال إعلان ترامب المشؤوم، وقضية اللاجئين عبر تفكيك وكالة “الأونروا”، وإعادة تركيبها من جديد للقيام بدور (إغاثي عام) يشمل الفلسطينيين بعيداً عن الدافع الحقيقي لإنشاء الوكالة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ويفضح مواقف الإدارة الأميركية وتبنيها المطلق للاحتلال وسياساته: أين المنطق والعقل من الدعوات الأميركية لمساعدة الفلسطينيين في رفع معاناتهم الإنسانية، في ظل تجاهل الاحتلال وإجراءاته وتدابيره اليومية واستيطانه التي تدمر أي مقومات للحياة؟، أليس ذلك قمة الاستغباء للمجتمع الدولي؟!.” وأكدت الوزارة أن هذا ما تعمل على توضيحه للدول وللأمم المتحدة وللرأي العام العالمي، من خلال حراك دبلوماسي نشط سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد، وهو ما سيوضحه بصراحة وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي في القمة الإفريقية التي تستضيفها نواكشوط، بشكل يترافق مع التحذيرات التي تطلقها الوزارة للجهات الدولية كافة من مخاطر ما تروج له الولايات المتحدة وإسرائيل تحت مُسمى (صفقة القرن)، والنتائج السلبية والكارثية للتعاطي معها على مستقبل الشعب الفلسطيني وفرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين. تؤكد الوزارة أن شعبنا بصموده ووعيه الجمعي قادر على إسقاط هذه المؤامرة كسابقاتها. من ناحيته قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية عملت خلال العقدين الأخيرين على إنجاز سلام، يضمن تحقيق الحد الأدنى من الحقوق التاريخية المغتصبة للشعب الفلسطيني، وهو ما قوضته إسرائيل. ودعا سيادته في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية والمغترين رياض المالكي في الدورة الحادية والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي، المنعقدة تحت شعار “الانتصار في مكافحة الفساد: مسارٌ مستدامٌ لتحول أفريقيا”، الاتحاد الأفريقي إلى مراجعة العلاقات مع الدول والأنظمة السياسية العنصرية المعتدية، على الصعد السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، والتي تمثل إسرائيل نموذجها الصارخ في القرن الحادي والعشرين.
وأضاف الرئيس أن القضية الفلسطينية، التي كانت وما زالت مفتاحا أساسيا، لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، قادرة بما تتسم به من قوة دفع سياسي وتضامن عالمي، على إفشال كافة المخططات العدوانية، وذلك لما تتمتع به من عدالة جعلتها نقطة ارتكاز تضامني، لكافة أحرار العالم، الذين يتقدمهم رفاقنا وشركائنا في القارة الأفريقية. وأكد عباس أن الإدارة الأميركية، التي ارتضت على نفسها أن تكون خارج الإجماع الدولي، لحل القضية الفلسطينية، وأعلنت بقرارها المتعلق بالقدس، عدم احترامها لنضالات وحقوق الشعوب التي تناضل من أجل استقلالها وحريتها وحقوقها، باتت غير مؤهلة أخلاقيا أو سياسيا، لفرض أي حل، أو تمرير أي صفقة، تقوم على هضم واجتزاء الحقوق الفلسطينية، لصالح شرعنة الاحتلال الإسرائيلي. من ناحيته قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن بوابة مواجهة ما يسمى “صفقة القرن” هو إزالة كل آثار الانقسام والشراكة في حكومة وحدة فلسطينية. وشدد الخضري في تصريح صحفي صدر عنه امس الأحد ، على أن الصفقة هدفها الأساسي تصفية شاملة للقضية الفلسطينية، وإنهاء حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ضمن خطط أمريكية إسرائيلية مدروسة، بدأت بنقل السفارة الأميركية للقدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، والتنكر للحق في القدس عاصمة دولة فلسطين. وأشار إلى أن كل المخططات التي يتم إعدادها للنيل من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة يمكن مواجهتها فلسطينيا من خلال إنهاء كل الأزمات التي نتجت عن الانقسام، وفي مقدمتها أزمة الرواتب. ودعا الخضري إلى ضرورة بناء شراكة حقيقية بين كافة القوى، والشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، تكون قادرة على معالجة كل آثار الانقسام، ومواجهة صفقة تصفية القضية الفلسطينية وتعزيز صمود شعبنا. وقال ” لا بد من الوقوف صفا واحدا فلسطينيا عربيا اسلاميا دوليا أمام كل المخططات التي تنتقص من حقوقنا.. وأقصر الطرق لتحقيق السلام والأمن في المنطقة هو بحصول شعبنا الفلسطيني على حقوقه كاملة غير منقوصة”. وأكد الخضري أن الكل مسؤول بحسب مسؤوليته وموقعه، مشيراً إلى أن الوحدة هي السبيل الأوحد لمواجهة كل التحديات، واستمرار الحال على ما هو سيكون وبالا على الجميع.
المصدر: اخبار جريدة الوطن