رحلاته مع الحياة البرية العمانية مليئة بالتحديات والمغامرات
ازكي ـ من يوسف بن سعيد المنذري
يتذوق المصور طعم النجاح بعد تخطي عقبات المصاعب التي تقف عائقا في طريقه المليء بالتحديات والمغامرات وشغف الوصول إلى القمة التي لا يلامسها من وضع حدا لطموحه،
ففي ظل الطفرة الهائلة التي يشهدها العالم في التقانة الحديثة لم يصبح التصوير كالسابق كبسة زر وتوثيق الضوء بداخل أسوار الإطار إنما سباق مرتبط برفع راية التحدي من أجل نيل علامة التميز وكتابة سطر النجاح الذي يترجم أسرار العين الثالثة في الالتقاط قبل نتاج الكاميرا التي بدأت متواضعة جدا وأصبحت مليئة برموز لا يفك شفراتها سوى المثابر، وهنا نقف لمعرفة تفاصيل رحلة المصور فيصل بن سليمان الرواحي للتعرف عن قرب بمغامراته وأسرار نجاحه في التقاط 3000 صورة من الحياة البرية العمانية .
بدأ الرواحي ملامسة الكاميرا في مرحلة الثانوية بالمدرسة كهواية يستغلها في قضاء وقت الفراغ وكانت البداية من أجل التوثيق فقط ثم قص شريط البداية الفعلية عام 2004 باحثا عن كنوز الإبداع ضاربا مع المستقبل موعدا لنثر نتاج سحري يجعل المتابع متسمرا امام الصورة، متمعنا في تفاصيلها، مندهشا أمام قوة الصبر التي يمتلكها في قضاء ساعات من وقته لأجل صوره، ولكل صورة حكاية أخرجها المصور بحرفية عالية.
اختيار
اما عن اختياره لتصوير الحياة البرية فقد بدأ يشق طريقها عندما قام بزيارة محمية المها العربية ليجد لعدسته تناغما يوحي بمواصلة المشوار برحلة تلو الأخرى رغم الصعوبات التي واجهته في البداية والتي ذابت مع التجارب المتكررة حيث يتطلب من صميم تجاربه لعاملي الوقت والجهد، بالإضافة إلى اختيار الوقت المناسب الذي يلعب دورا كبيرا في نجاح مصور الحياة البرية خاصة في تصوير الطيور حيث تزخر السلطنة ببيئة ذات تضاريس متنوعة تجد من خلالها الطيور موطناً وتصل اعدادها لحوالي 460 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة في البيئة العمانية، مشيرا إلى أن الصور التي تأخذ حيزا كبيرا من وقته هي التي تتمثل في تصوير مراحل حياة طائر او حيوان بري وتتطلب لمعرفة وتقصي مكامن تواجدها إضافة الى الأوقات الموسمية لتكاثرها ومتابعة تحركاتها بدقة وعناية فائقة للخروج بعمل تصويري مختلف وباهر للمتابع ومرضٍ للمصور بعد سلسلة من المتاعب .
مهارات فائقة
وأضاف الرواحي: غالبية المبتدئين في عالم الحياة البرية يعتقدون بأنه مماثل لتصوير الطبيعة لكنه في الواقع مختلف تماما حيث يتطلب تمكن المصور من مهارات فائقة السرعة في التعامل مع الكاميرا أحيانا لكي لا يفوت المشهد الذي قد يأتي في أجزاء من الثانية وهي ما تسمى باللحظات الحاسمة بجري حيوان بسرعة كبيرة في الأرض او تحليق طائر في السماء وغالبا ما يشد الانتباه تفاعل الطائر او الحيوان بما يطرأ حوله، وقدرة التحمل على مواجهة ظروف الطقس كالحرارة المرتفعة او البرودة في فصل الشتاء، كما أن الإلمام التام بما يتطلبه تصوير الحياة البرية يسهل بشكل كبير في عملية الالتقاط بتوافر العدة المناسبة واختيار الزاوية الصحيحة أو المناسبة.
تنوع وثراء
وأشاد الرواحي بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها الحكومة في الحفاظ على البيئة التي تتميز بتنوع ثري في الجبال والصحاري والسواحل والأودية بسن قوانين تمنع الصيد او المتاجرة بالحيوانات البرية والحفاظ عليها بإنشاء المحميات والتي بدورها مهدت الطريق للمصور العماني بالتميز محليا وعالميا والمنافسة على الألقاب في المسابقات العالمية التي أصبحت العدسة العمانية في مقدمة المنافسين عليها كما اسلفت للثراء والتنوع الذي تمتاز به البيئة العمانية.
ويعد المصور فيصل الرواحي عضوا فاعلا في فريق ضوء عمان ومشرفا لجماعة التصوير بجامعة نزوى منذ عام 2006 إلى 2017 وحاز على عدة إنجازات محليا منها : حصوله على المركز الثاني في مسابقة ( نصون عماننا الجميلة ) كما حاز على المركز الأول في مسابقة التصوير التي تزامنت مع ملتقى ازكي الثقافي الثاني والذي اشرف على تنظيمها فريق ازكي للفنون البصرية .
المصدر: اخبار جريدة الوطن