احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / في الحدث : دروس حيوانية للإنسان في معنى الحرية

في الحدث : دروس حيوانية للإنسان في معنى الحرية

طارق أشقر

عندما يذكر اسم سيلفستر، يتبادر إلى أذهان الكثيرين من معاصري حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بطولات أفلام (الآكشن) الهليودية للمثل الأميركي سيلفستر ستالوني، الذي شغلت الدنيا حينها أفلامه المعروفة باسم رامبو، وروكي، والقتلة، وجميعها مليئة بالإثارة وبتغمس شخصية ( البطولة)…….البطولة ذلك المفهوم الذي كان يعشقه ويبحث عنه الكثيرون من جمهور السينما العالمية في تلك الحقبة.
غير أن سيلفستر الذي فرض نفسه هذه الأيام التي تطورت فيها الرؤى المفهومية للشعوب بتحقيقها نقلة نوعية من البحث عن البطولة المفقودة التي كانت تجسدها سينما هوليود، الى البحث عن مفاهيم الرقي الإنساني، والانفتاح الذهني، والإبداع والابتكار، والسلوك الحضاري، والحرية التي لا تعرف القيود إلا في إطار عدم تعديها على حريات الآخرين….. أن سيلفستر هنا هو اسم لأسد جنوب إفريقي، أعلنت عن هروبه الثلاثاء الماضي الإدارة العامة لحدائق الحيوان في جنوب إفريقيا.

وفيما توضح إدارة حدائق الحيوان بجنوب افريقيا بأن الأسد سليفستر هرب للمرة الثانية خلال عامين حيث ظل مستمتعا بحريته ثلاثة أسابيع خلال هروبه الأول حتى عاود الانطلاق نحو الحرية مرة أخرى في هذا العام في منطقة غير مكتظة بالسكان، ترجح المتحدثة باسم ادارة الحيوانات، بأن الأسد سيلفستر ربما تمكن من الهرب زحفا تحت سياج مكهرب، مقترحة اعادة تسميته باسم (هوديتي) الأميركي الهنجاري الأصل الذي ترى المتحدثة انه من اشهر الاسماء في عالم فنون الإيحاء والتخلص من القيود.

وكيفما كان الاسم الجديد المقترح للاسد سيلفستر، هو هوديتي، او نيلسون مانديلا المناضل الأفريقي الأشهر والأحق بتسمية سيلفستر المتطلع للحرية عليه، لما اشتهر به من حكم ذهبية في فلسفة الحرية بينها مقولته المشهورة:(أن تكون حرا ليس مجرد ان تتخلص من القيود، بل ان تعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين).. فكيف ما كان الاسم المقترح له، فان النتيجة الأهم ان سيلفستر لقن الانسان الذي كبل حريته بالسياج درسا في الحرية التي يعتبر التمتع بها وعيشها ليس حكرا على بني البشر فحسب، بل هي حق أصيل للحيوان ايضا.
ان أبلغ رسالة تركها الأسد سليفستر للانسان الأفريقي هي ضرورة ان يسعى للتخلص من قيوده التي كبلته والتي أهمها انصرافه عن ادراك حقوقه، وعن سعيه لمكافحة الجهل والمرض، وعن ضرورة انطلاقه للاستفادة من مقدراته الذاتية وموارده الكامنة على سطح الأرض وتحتها، سواء كانت موارد زراعية او معدنية او نفطية او غيرها.
كما تمكن سيلفستر بهروبه الثاني متحديا الموت صعقا بالكهرباء من واقع السياج الكهربائي المضروب عليه في منطقته، من ان يبعث برسالة أخرى مفادها بأن الحرية لا تشترى بثمن التدليل والمراقبة الجوية بالطائرات، بل هي القدرة على حرية الحركة في الغابة والاصطياد من ما توفره الطبيعة من نعم، وذلك في عالم خاص به ليس للانسان وقوانينه دخل فيه.
أما على المستوى الانساني، فان هروب الأسد سليفستر، يمكن ان يفهمه البعض بأنه تذكير بأن الحرية مبتغى وهدف قابل للوصول اليه باتباع اذكى الاساليب التي تتفق مع تطور الذهنية والعقلية الانسانية دون اعتداء على الآخرين، حيث سيلفستر لم يعتدي على أحد، بل استخدم ما اتيح له من ذكاء ولو كان محدودا في تخطي قيوده. فهل يعجز الانسان في عصرنا الحالي عن استخدام قدراته الذهنية الفائقة في ممارسة الحرية بأذهى صورها الحضارية حتى يبلغ منتهاها دون ان يقتل اخيه الانسان أو يفجره او يعتدي عليه ؟

عن المشرف العام

في الحدث : دروس حيوانية للإنسان في معنى الحرية

طارق أشقر

عندما يذكر اسم سيلفستر، يتبادر إلى أذهان الكثيرين من معاصري حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بطولات أفلام (الآكشن) الهليودية للمثل الأميركي سيلفستر ستالوني، الذي شغلت الدنيا حينها أفلامه المعروفة باسم رامبو، وروكي، والقتلة، وجميعها مليئة بالإثارة وبتغمس شخصية ( البطولة)…….البطولة ذلك المفهوم الذي كان يعشقه ويبحث عنه الكثيرون من جمهور السينما العالمية في تلك الحقبة.
غير أن سيلفستر الذي فرض نفسه هذه الأيام التي تطورت فيها الرؤى المفهومية للشعوب بتحقيقها نقلة نوعية من البحث عن البطولة المفقودة التي كانت تجسدها سينما هوليود، الى البحث عن مفاهيم الرقي الإنساني، والانفتاح الذهني، والإبداع والابتكار، والسلوك الحضاري، والحرية التي لا تعرف القيود إلا في إطار عدم تعديها على حريات الآخرين….. أن سيلفستر هنا هو اسم لأسد جنوب إفريقي، أعلنت عن هروبه الثلاثاء الماضي الإدارة العامة لحدائق الحيوان في جنوب إفريقيا.

وفيما توضح إدارة حدائق الحيوان بجنوب افريقيا بأن الأسد سليفستر هرب للمرة الثانية خلال عامين حيث ظل مستمتعا بحريته ثلاثة أسابيع خلال هروبه الأول حتى عاود الانطلاق نحو الحرية مرة أخرى في هذا العام في منطقة غير مكتظة بالسكان، ترجح المتحدثة باسم ادارة الحيوانات، بأن الأسد سيلفستر ربما تمكن من الهرب زحفا تحت سياج مكهرب، مقترحة اعادة تسميته باسم (هوديتي) الأميركي الهنجاري الأصل الذي ترى المتحدثة انه من اشهر الاسماء في عالم فنون الإيحاء والتخلص من القيود.

وكيفما كان الاسم الجديد المقترح للاسد سيلفستر، هو هوديتي، او نيلسون مانديلا المناضل الأفريقي الأشهر والأحق بتسمية سيلفستر المتطلع للحرية عليه، لما اشتهر به من حكم ذهبية في فلسفة الحرية بينها مقولته المشهورة:(أن تكون حرا ليس مجرد ان تتخلص من القيود، بل ان تعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين).. فكيف ما كان الاسم المقترح له، فان النتيجة الأهم ان سيلفستر لقن الانسان الذي كبل حريته بالسياج درسا في الحرية التي يعتبر التمتع بها وعيشها ليس حكرا على بني البشر فحسب، بل هي حق أصيل للحيوان ايضا.
ان أبلغ رسالة تركها الأسد سليفستر للانسان الأفريقي هي ضرورة ان يسعى للتخلص من قيوده التي كبلته والتي أهمها انصرافه عن ادراك حقوقه، وعن سعيه لمكافحة الجهل والمرض، وعن ضرورة انطلاقه للاستفادة من مقدراته الذاتية وموارده الكامنة على سطح الأرض وتحتها، سواء كانت موارد زراعية او معدنية او نفطية او غيرها.
كما تمكن سيلفستر بهروبه الثاني متحديا الموت صعقا بالكهرباء من واقع السياج الكهربائي المضروب عليه في منطقته، من ان يبعث برسالة أخرى مفادها بأن الحرية لا تشترى بثمن التدليل والمراقبة الجوية بالطائرات، بل هي القدرة على حرية الحركة في الغابة والاصطياد من ما توفره الطبيعة من نعم، وذلك في عالم خاص به ليس للانسان وقوانينه دخل فيه.
أما على المستوى الانساني، فان هروب الأسد سليفستر، يمكن ان يفهمه البعض بأنه تذكير بأن الحرية مبتغى وهدف قابل للوصول اليه باتباع اذكى الاساليب التي تتفق مع تطور الذهنية والعقلية الانسانية دون اعتداء على الآخرين، حيث سيلفستر لم يعتدي على أحد، بل استخدم ما اتيح له من ذكاء ولو كان محدودا في تخطي قيوده. فهل يعجز الانسان في عصرنا الحالي عن استخدام قدراته الذهنية الفائقة في ممارسة الحرية بأذهى صورها الحضارية حتى يبلغ منتهاها دون ان يقتل اخيه الانسان أو يفجره او يعتدي عليه ؟

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى