”.. نحن نلتزم لأشخاص بمهمة يمكن ان تتطلب أرواحهم وهذا من المفترض ان يكون ضروريا لنا، وكل ما هو معلن هو انه خلال اقل من ثلاث سنوات لن يكون هناك أي من تلك القوات هناك. وتكرر الخطة بشكل واضح النموذج العراقي في وضع وظائف التدريب والتزويد بالمعدات ومكافحة الإرهاب داخل سفارة ومكتب للتعاون العسكري. وهذا هو الطريق للفشل.”
ــــــــــ
بقراره إبقاء نحو 10 آلاف من القوات الاميركية في أفغانستان فيما بعد عام 2014 ثم يتم سحبهم بعد ذلك كلية بنهاية عام 2016، يكون الرئيس باراك اوباما قد اتخذ نصف قرار جيد فقط ليتطلب الأمر التوصل إلى توافق جدي مع النصف الآخر.
يمكن أن تكون افغانستان ناجحة على الأرض، في حين ان الولايات المتحدة يمكن ان تغير الرؤية العالمية السائدة بالضعف بشأنها. غير ان ذلك يمكن ان يتطلب التزاما محددا بقوات لإنجاز المهام وليس فقط لتلبية جدول زمني.
نؤمن بقوة بالحاجة إلى ابقاء قوات من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في افغانستان. لكن قبل تحديد المدى الزمني الذي يمكن ان تبقى فيه القوات، ثمة عوامل أخرى ينبغي اخذها بعين الاعتبار.
الأول هو إدراك أو الولايات المتحدة تفتقد الصرامة في التصدي لتحديات النظام الدولي. والترياق الوحيد لعلاج ذلك هو التصرف الأميركي وان توفر افغانستان الموقع والمهمة المناسبين لهذا التصرف. فإبقاء قوة قوامها نحو 10 الاف من القوات الاميركية يمكن ان يضيف للزخم الذي تمت ملامسته في الانتخابات الافغانية التي اظهرت رفضا شعبيا قويا لحركة طالبان والتقدم الكبير للجيش الأفغاني. ولدينا الكثير الذي يمكن ان نبني عليه، غير ان المساعدة الاميركية ضرورية لإبقاء الجيش مقاتلا.
ثم هناك النصف الآخر من القرار: تقسيم القوة الاميركية في سنة وسحبها في سنتين. فهذا يفتقد المنطق. فنحن نلتزم لأشخاص بمهمة يمكن ان تتطلب أرواحهم وهذا من المفترض ان يكون ضروريا لنا، وكل ما هو معلن هو انه خلال أقل من ثلاث سنوات لن يكون هناك اي من تلك القوات هناك. وتكرر الخطة بشكل واضح النموذج العراقي في وضع وظائف التدريب والتزويد بالمعدات ومكافحة الإرهاب داخل سفارة ومكتب للتعاون العسكري. وهذا هو الطريق للفشل.
عندما حاولنا ذلك في العراق عام 2011، عقدت العراقيل البيروقراطية من المسائل المتعلقة بالحصانة القانونية إلى معارك الميزانية جهودنا. وكان العراقيون رافضين السماح بالمراقبة وتقديم المشورة عن طريق مؤسسة دبلوماسية كما كانت هناك المعارضة للشراكة العسكرية. ولعل الأسوأ، انه بدون قوة تخاطر وقيادة لتعبئة الاهتمام، تفقد واشنطن التركيز.
ان القدرة على القول بأن البيت الأبيض لأوباما انهى تماما حربين بحلول عام 2016 يخاطر بتقويض جهود أكثر من عقد من الزمن. والحل سهل وهو تغيير تاريخ الانسحاب ليكون عندما يتم انجاز هدف المهمة التي خاطرت تلك القوات بأرواحها من اجلها.
جيمس جيفري ورونالد نيومان* جيمس جيفري سفير الولايات المتحدة لدى العراق في الفترة من 2010 إلى 2012 ومساعد مستشار الأمن القومي في إدارة جورج بوش الابن. ورونالد نيومان سفير الولايات المتحدة لدى أفغانستان في الفترة من 2005 إلى 2007 ورئيس الأكاديمية الأميركية للدبلوماسية. خدمة واشنطن بوست ـ بلومبيرج نيوز خاص”الوطن”