كأحد أهم منجزات التنمية الشاملة التي تشهدها السلطنة، يأتي قطاع الصرف الصحي لينضح بالعديد من الفوائد الاقتصادية والبيئية، حيث يتعاظم الإنجاز مع مواجهته لتحديات الطبيعة الجغرافية والتضاريس.
فرغم هذه التحديات نجحت السلطنة في تشييد نظام حديث للصرف الصحي، وذلك باستخدام تقنيات مبتكرة حافظت على المخزون الجوفي وزادت من المساحات الخضراء، وأمنت مياه معالجة خالية من الملوثات.
فقد نجحت محطات المعالجة التابعة لشركة “حيا” للمياه، والتي تأسست عام 2002م كشركة مساهمة عمانية مقفلة مملوكة بالكامل لحكومة السلطنة، في إنتاج ما يقارب 80 مليون لتر من المياه المعالجة يوميًّا مع اتجاه لرفع هذه الكمية عند اكتمال المشروع بحلول عام 2020م، حيث سيتم توصيل ما يقارب 80% من سكان محافظة مسقط بخدمة الصرف الصحي إلى 220 مليون لتر يوميًّا، الأمر الذي يسهم في زيادة نسبة التشجير والمساحات الخضراء في ولايات محافظة مسقط، بالإضافة إلى الزراعة المنتجة في بعض الولايات على ساحل الباطنة.
ومن ضمن العوائد الاقتصادية للقطاع إنتاج السلطنة لحوالي 40 ألف طن من سماد كلأ الطبيعي.. فهذا السماد يمزج بين الفائدة الاقتصادية والبيئية، حيث إنه يعمل على تحقيق الاستغلال الأمثل للمخلفات الخضراء (أوراق وأفرع الأشجار) والحمأة المستخرجة من مياه الصرف الصحي التي يتم تدويرها لتصنيع سماد طبيعي، لتتمكن السلطنة من تحويل 100% من المخلفات الخضراء إلى سماد طبيعي بدلًا من إلقائها في مكب النفايات، كما جرت عليه العادة في السابق.
وإذا كان الهدف الرئيسي لنظام الصرف الصحي هو حماية وتعزيز صحة الإنسان، فإن السلطنة تكون قد قطعت أشواطًا واسعة في سبيل تحقيق هذا الهدف، حيث أضافت السلطنة لهذا الهدف تحقيق عوائد بيئية واقتصادية لتمضي السلطنة في استخدام أحدث التقنيات، وتسخير البحث العلمي لتعظيم الاستفادة من منظومة الصرف الصحي.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن