بيروت ـ (الوطن) ـ وكالات:
اهتز لبنان على وقع ثالث تفجير إرهابي في أقل من شهر أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالعشرات وسط دعوات للتوحد أمام الإرهاب وعدم تبريره.
وتبنى التفجير الذي استهدف حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقلا لحزب الله ما يسمى “جبهة النصرة في لبنان”.
وأعلن الجيش اللبناني أنه “حوالي الساعة 11.10 من قبل الظهر (بتوقيت بيروت)، انفجرت سيارة رباعية الدفع في محلة حارة حريك – الشارع العريض، وهي مسروقة ومعممة أوصافها سابقاً”.
وفي بيان أصدره لاحقا، قال الجيش إن التفجير “ناجم عن تفجير ثلاث قذائف من عيار 120 و130 ملم قدرت قوتها بحوالي 15 كلج من مادة +تي ان تي+الشديدة الانفجار”، مشيرا إلى “العثور على حزام ناسف لم ينفجر مع أشلاء جثة الانتحاري”.
وأفاد المتحدث باسم الصليب الأحمر اللبناني إياد المنذر إن التفجير أودى بأربعة أشخاص وجرح 35 آخرين على الأقل.
وتعد حارة حريك منطقة سكنية مكتظة، تضم العديد من المحال التجارية والمقاهي.
ودعا وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فايز غصن إلى التوقف عن تبرير الأعمال الإرهابية التي تضرب لبنان.
وطالب غصن بالتوحد لمواجهة “الهجمة الإرهابية”. وقال غصن في بيان إن ” الإرهاب حين يفعل فعلته لا يستثني أحدا. لذلك ، فلنتحد ونتضامن في مواجهة هذه الهجمة الإرهابية، وليتوقف البعض عن تبرير هذه الأعمال، لأن الإرهاب حين يجد بيئة حاضنة له سيتكاثر ويزداد وحين يتغلغل في نسيجنا الوطني سيقطع أوصال البلد وسيعيدنا آلاف السنين إلى الوراء”.
وأضاف أن “ما حصل في منطقة الضاحية الجنوبية يأتي في إطار مخطط جهنمي تكفيري هدفه الأول والأخير رؤية دماء اللبنانيين تسيل”، لافتا إلى أن “عبارات الاستنكار والشجب لم تعد تكفي لمواجهة المؤامرة الإرهابية التي تتعرض لها بلدنا”.
وأعرب غصن عن “شديد الحزن والألم لسقوط المزيد من الشهداء والضحايا على يد أصحاب القلوب والأيادي السود، الذين لا هم لديهم سوى العبث بأمن البلد واستقراره وإشعال فتنة بين اللبنانيين”.
ونبه غصن من أن ” لعبة الدم التي يغرق بها لبنان من الضاحية إلى طرابلس حيث أدى تجدد الاشتباكات إلى سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، تستدعي من مختلف الفرقاء السياسيين الارتقاء إلى مستوى المرحلة والابتعاد عن المناكفة ووعي خطورة المؤامرة المحضرة لبلدنا، ووضع مصلحة البلد نصب اعينهم لا المصالح الخاصة”.
ورأى أن ” لبنان بات على حافة الهاوية وشبح الموت بات يظلل كل مناطقه من الشمال إلى الجنوب والمواطن البرئ المؤمن ببلده هو من يدفع الثمن”.
من جانب آخر ارتفعت حصيلة الاشتباكات التي اندلعت في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية منذ يوم الأحد الماضي إلى سبعة قتلى و54 جريحا ، بعد تجدد أعمال القنص وإطلاق النار المتفرقة .
وذكر مصدر رسمي لبناني أن المدينة تشهد تجدداً لأعمال القنص وإطلاق النار المتفرقة، قطع الهدوء الحذر الذي ساد فيها صباح الأمس.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات المتواصلة منذ الأحد الماضي أدّت إلى سقوط سبعة قتلى و54 جريحاً.