لا يخلو واقع الممارسة التشكيلية العمانية من محاولات جادة وتجارب كانت قدوة ومؤسسة منذ بداياتها وحتى الجيل الراهن مع بعض الفوارق في الإمكانيات والقيمة الفكرية والجمالية للأثر الفني، فقد مثل جيل السبعينات الجيل المؤسس لملامح وبوادر الممارسة التشكيلية العمانية الأولى؛ حيث استقوا من الواقع العماني ومكتسباته الثقافية ما يمكنهم من بناء منجز فني متأصل يقيم علاقة جدلية بين الفنان والمكان.
وبمرور الوقت كانت تبرز تجارب جديدة وشابة، في كل مرة كان للجمعية العمانية للفنون التشكيلية دور كبير في تأطيرها وبروزها، لكن المشهد التشكيلي العماني ـ بما يضمه من تجارب ثرية، وكما تراه الباحثة والناقدة التشكيلية التونسية دلال صماري ـ يحوي الكثير من الإشكاليات حيث يشهد تراجعا مقارنة بما كان عليه في السابق. “الممارسة التشكيلية العمانية .. “الراهن، الإشكاليّات والتحديّات” ورقة قدمتها الباحثة التونسية في الأسبوع الثقافي العماني ضمن ندوة علمية في صفاقس عاصمة الثقافة العربية وتنشر بالعدد الجديد من “أشرعة”.
ارتبطت عمان بحكم موقعها الجغرافي واشتغال أهلها بالبحر، بعلاقات تجارية وحضارية منذ عصور تاريخية مبكرة مع العديد من شعوب العالم الموجودة آنذاك، وكانت الهند بحكم قربها الجغرافي من أوائل البلدان التي وصل إليها الملاحون والتجار العمانيون، مؤسسين لعلاقات تجارية وتواصل حضاري استمر على مدى العصور التاريخية في إطار مناخ يسوده الأمن والاستقرار، ويحافظ على صيرورته إرث ثقافي مشترك في بعض جوانبه تولد عن تأثيرات حضارية متبادلة بين الطرفين عبر الزمان، ومن هذا المنطلق تنبثق أهمية دراسة موضوع “التواصل الحضاري بين عمان والهند” حيث يتناوله الباحث إسماعيل بن أحمد الزدجالي، في العدد الجديد من “أشرعة” تحت عنوان “التواصل الحضاري العماني في شبه القارة الهندية”.
تقدم نادية الأزمي في مجموعتها القصصية “هزائم صغيرة” صورة عن الواقع المهزوز الذي تحس فيه بالهزيمة والانتكاس القسري. وقد أكدت الكاتبة في مواقف عدة مسؤولية الواقع الحالي في تذمر ذاتي جعلها تستنفر ذاتها للتخلص من هواجسها والعودة لذكريات الماضي وأحلامه .. “قراءة أولية في “هزائم صغيرة” لنادية الأزمي” يقدمها لنا الدكتور محمد دخيسي أبو أسامة في العدد الجديد من “أشرعة”.
ويضم ملحق “أشرعة” في عدده الجديد مجموعة هائلة من الدراسات والقراءات الفنية والأدبية والنقدية، والنصوص الشعرية.