تداول عُمان للدراهم الساسانية والدنانير والفلوس البيزنطية والفارسية، من خلال تجارة أهل عمان مع أصحاب هذه الحضارات؛ يعكس حجم التواصل الذي كانت تقيمه الحضارة العمانية مع غيرها من حضارات العالم، في تلك المرحلة المبكرة من التاريخ. وما يؤكد تفاعل الحضارة العمانية مع الحضارات الأخرى، استمرار التعاملات بهذه النقود، حتى خلافة عثمان بن عفان في صدر الدولة الإسلامية.
ولم تقتصر معرفة النقود المستخدمة في الدول والحضارات على الفائدة في التعاملات التجارية فقط، ولكن تعدتها إلى معرفة تفاصيل تاريخ هذه الدول والحضارات، من خلال قراءة التقرير الذي أعدته “وكالة الأنباء العمانية” عن “النقود في عمان” في العدد الجديد من “أشرعة”.
الفنون الشعبية العمانية، جزء من التراث العماني غير المادي، وتختلف هذه الفنون من منطقة لأخرى ومن ولاية إلى أخرى في ذات المنطقة، فكما أن هناك فنونا خاصة بالبدو نجد فنوناً أخرى خاصة بأهل البحر، وأخرى بأهل المناطق الداخلية، بعض الفنون كانت تُؤدى في أوقات الحرب؛ لاستنهاض الهمم مثل الرزحة والعازي، وبعضها يُؤدى في رحلات جلب الرزق مثل الفنون البحرية، أو التنقل من مكان لآخر مثل التغرود، وبعضها لمجرد الترويح مثل فن الرواح، وبعضها للتداوي مثل المكوارة.
بدرية البدرية تقدم لنا في العدد الجديد من “أشرعة” أحد هذه الفنون الشعبية العمانية وهو “فن العازي” أصله اللغوي، وطريقة أدائه، وأنماط قصائد الشعر في هذا الفن، ونهج القصيدة فيه.
عندما يرحل الأدباء الكبار، يتركون شيئين مهمين، نتاجهم الإبداعي، وذكرياتنا معهم. فما أنتجوه من إبداع، لابد من عرضه والكتابة عنه بالتحليل أو النقد، هذا عدا التقدير الذي يستحقونه، وهو ما قام به الكاتب عقيل بن ناجي المسكين، عندما تناول
حياة ونتاج الأديب والشاعر محمد التهامي، في العدد الجديد من “أشرعة” الذي حمل عنوان “التهامي وهموم النهضة الشعرية”.
المحرر