مسقط ـ الوطن:
نظم مجلس البحث العلمي ممثلا في برنامج المرصد الاجتماعي أمس الأحد حلقة عمل نقاشية حول ثقافة الحوار في المجتمع العماني، بحضور عدد من الخبراء، وأساتذة الجامعات، والمفكرين، والكتاب المهتمين بمجال الاسرة والمجتمع وذلك بمقر المجلس بالخوض.
هدفت حلقة العمل النقاشية إلى توضيح مفهوم ثقافة الحوار في المجتمع وإبراز أهمية ثقافة الحوار في الأسرة وتحديد المشكلات الاجتماعية والتربوية الناتجة عن غياب ثقافة الحوار في الأسرة ومناقشة أدب الحوار الواجب تربية الأبناء عليها بالإضافة الى الكشف عن أنماط الحوار الشائعة في الأسر العمانية واقتراح الأساليب الممكنة لنشر ثقافة الحوار الإيجابي في المجتمع العماني.
تناولت الحلقة النقاشية عددا من المحاور منها محور مفهوم ثقافة الحوار في المجتمع وقد تطرقت الحلقة النقاشية للعديد من المحاور أولها المفهوم الصحيح للحوار وأنواعه وأهدافه، ومفهوم ثقافة الحوار في المجتمع بشكل عام. كذلك تناولت الحلقة النقاشية أهمية وجود ثقافة الحوار في الأسرة العمانية؛ والمشكلات الاجتماعية والتربوية الناتجة عن غياب ثقافة الحوار في الأسرة وكذلك المجتمع بمؤسساته المختلفة. كما ناقش المشاركين معوقات الحوار الإيجابي سواء داخل الأسرة أو في المؤسسات التعليمية والأكاديمية والمجتمع بشكل عام، والتطرق لمقومات الحوار وتوضيح العلاقة بين ثقافة الحوار والهوية العمانية. وأخيرا قدم المشاركين في الحلقة النقاشية العديد من المقترحات للأساليب الممكنة لتعزيز ونشر ثقافة الحوار في المجتمع العماني.
ومن جانب اخر يعد امتلاك ثقافة الحوار ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻠﻣﺘﻐﻴﺮات السريعة ﻤﻬﺎرة ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋنها فهذه المهارة الذكية تختصر المسافات لنقل المعارف والأفكار والآراء والاتجاهات لذلك أصبح اﻠﺤﻮار ﻋﻟﻣًﺎ ﻳﺪرس وﻤﻬﺎرة يدرب عليها القادة ومتخذو القرار بمختلف مستوياتهم. وفي هذا الموضوع يقول الدكتور سعيد الظفري مدير المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي أن الأسرة العربية في وقتنا الحاضر بحاجة إلى تنمية أساليب الحوار الهادف لتحمي أفرادها وكيانها من التصدع والتشتت والانحرافات الفكرية والسلوكية والاضطرابات النفسية. ولعل ﻜـﺜﻴﺮا ﻤﻦ اﻠﻣﺸﻛﻼت اﻻﺟﺘﻣﺎﻋﻴﺔ، واﻠﻀﻐﻮﻃﺎت اﻠﻨﻔﺴﻴﺔ والتي يعاني منها بعض الأفراد ترجع لغياب الحوار الأسري في ضوء تعقيدات اﻠﺤﻴﺎة واﻠﻟﻬﺎث وراء اﻠﻣﺎدﻳﺎت ﻹﺷﺒﺎع الحاجات اﻠﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻣﻊ اﺳﺘﻬﻼﻜﻲ. وإذا ما درسنا واقعنا الاجتماعي يظهر أن هناك عددا من المشكلات الاجتماعية والتربوية التي تعكس غياب ثقافة الحوار الأسري في كثير من الأحيان، لذلك نجد ان اﻹﺳﻼم وضع أسس اﻠﺤﻮار ﺑﺸﻛﻞ ﻋﺎم ﻮ اﻠﺤﻮار الأﺳﺮي ﺑﺸﻛﻞ ﺧﺎص ﻤﻦ ﺿﻣﻦ أوﻠﻮﻳﺎته حيث دلت علية الكثير من الايات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة. الجدير بالذكر ان برنامج بحوث المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي يسعى لأن يكون مؤسسة فاعلة في التنمية الاجتماعية في السلطنة من خلال إنشاء بنية أساسية لمصادر البيانات والمؤشرات الاجتماعية والإشراف على استدامتها وتغذيتها بالبيانات بصورة مستمرة ورصد التغيرات الاجتماعية وتسليط الضوء لدراستها وتحليلها من خلال تقديم الدعم والتمويل وإجراء بحوث علمية لدراسة التغيرات الاجتماعية ذات الأولوية وتوفير نتائجها لمجموعة من الشركاء وإثراء البحوث الاجتماعية في السلطنة عن طريق إقامة روابط وعلاقات مع الجامعات المختلفة، ومراكز البحوث المحلية والدولية، والمراصد العالمية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن