● بعض المزارع أصبحت ملاذا آمنا لعمال هاربين ووافدين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية
● ربيع السيابي: المشكلة تتوسع يوميا وتحويل المزارع إلى ورش صناعية يشوه المنظر العام
●ناصر المعمري: الورش العشوائية تعرقل أصحاب المشاريع الحقيقية من العمانيين فـي تأسيس مشاريعهم
كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي :
تحولت عشرات المزارع بولاية السيب بمحافظة مسقط إلى ورش صناعية لصناعة الديكور والجبس ، بعدما عبثت بها أيادي العمال الوافدين وجعلتها ملاذات مخالفة لصناعة (الديكور الجبس ) والعمال الهاربين ، لتتحول الواحات الخضراء إلى ورش يتطاير منها غبار مواد الجبس والديكور والأسمنت الأبيض ، وأصوات آلات ومكائن التقطيع تثير الإزعاج لتحل محل أصوات العصافير والطيور التي كانت المزارع مكانها المفضل لتغرد على أغصانها وسط واحات خضراء جميلة تسر الناظرين ..
العديد من السلبيات نتجت عن تحويل المزارع بولاية السيب إلى ورش صناعية ، وفي هذا الموضوع نتطرق في لقاءات مع عدد من السكان وأصحاب المشاريع الصغيرة من العمانيين الذين يتحدثون عن السلبيات التي تواجههم في ظل وجود ورش وسط المزارع تمارس نشاطها بشكل غير مرخص ، فإضافة إلى التأثيرات البيئة والتشويه للمنظر العام هناك سلبيات أخرى نتعرف عليها في سياق الموضوع .
إزعاج
ربيع بن عبدالله السيابي أحد سكان ولاية السيب قال : الورش التي تقام بالمزارع لها تأثيرات على البيئة وتشوه المنظر العام وتسبب إزعاجا للسكان القريبين من المنطقة جراء الاستخدام المخالف للمزارع إضافة إلى تشغيل اليد العاملة الهاربة والتي تتسبب في إحداث الكثير من المشاكل والحوادث بالمجتمع .
وأضاف : الجميع يعلم خطورة وجود وافدين بطريقة غير قانونية ، فهم يشكلون مصدرا للمشاكل والجرائم وهذا الأمر يجب أن يتم التعاون للقضاء عليه بشتى الطرق ومنها عدم توفير الملاذات المناسبة لعمل هذه الفئة من الأشخاص .
مخالفات خطيرة
اما ناصر بن خليفة المعمري أحد أصحاب المشاريع في مجال الديكور والجبس فقال : مثل هذه الورش العشوائية غير القانونية تشكل مصدر تأثير كبير على الشباب العمانيين الراغبين في تأسيس مشاريع لهم ، موضحا بأن هذه الورش العشوائية مرتع للعمال الهاربين والموجودين بطريقة غير قانونية بالبلاد ، وبالتالي فإن وجود مثل هذه الورش بالمزارع يفتح المجال لعدد كبير من المخالفات الخطيرة التي يجب وقفها والتحرك لمكافحتها.
وأضاف : مشاريع عشوائية تعرقل بشكل كبير الشباب العماني الراغب في افتتاح مشروع تجاري له بنشاط الديكور والجبس بشكل قانوني ومنظم ، حيث يواجه منافسة قوية بالسوق ممن هم يشتغلون بالجبس والديكور بمكان مخالف ويد عاملة مخالفة نظرا لعدم مساواة أصحاب المشاريع القائمة والمشاريع المخالفة ، في الأسعار وبالتالي فإن وجود ورش صناعية لصناعة الديكور والجبس لها العديد من السلبيات والمخاطر .
وطالب ناصر بن خليفة المعمري الجهات المعنية بضرورة التدخل وتكثيف الحملات التفتيشية على هذه الورش ، وكذلك طالب بتدخل وزارة القوى العاملة للقبض على العمال الهاربين والمخالفين وأيضا تدخل هيئة حماية المستهلك لمعرفة صلاحية وصناعة الجبس والديكور ومدى قانونيته في هذه الورش .
تطبيق القانون
من جانبه أعرب عدنان بن سالم الصبحي عن بالغ أسفه لما آلت إليه الأمور بتلك المزارع بولاية السيب محملا الجهات المعنية مسؤولية التفتيش على هذه المزارع ومن قام بتأجيرها لتكون مكانا لصناعة الجبس ومخالفة الأطراف المخالفة وتطبيق القوانين المنظمة لاستخدام المزارع . وقال الصبحي: المزارع أصبحت مكانا مخيفا حيث تتكدس أكياس الأسمنت ومواد تصنيع الجبس والديكور بطريقة غير منظمة ، عشرات المواقع تمارس نفس النشاط وسط تلك المزارع ، مستغلة مواقع غير مرخصة لإقامة ورش صناعية .
وأشار الصبحي إلى أن إقامة مثل هذه الورش بالمزارع تؤدي إلى عشوائية في التنظيم وتخصيص الاستخدامات ، فمثل ما هو معروف فإن الأراضي الزراعية مخصصة للزراعة والأراضي الصناعية مخصصة للورش وإقامة الصناعات ، لذلك فإن مثل هذه الورش التي تقام بالمزارع لها العديد من السلبيات على عدة أوجه ، البيئة والإنسان وأيضا الاقتصاد . وطالب عدنان بن سالم الصبحي الجهات المعنية بضرورة التدخل لإنهاء موضوع تحويل المزارع إلى ورش صناعية ، وإغلاق الورش بشكل عاجل والمحافظة على جمالية منظر المزارع الخضراء بالسيب خصوصا وأن الولاية تشتهر بالزراعة وجودة المحاصيل المختلفة لاسيما أشجار النخيل وغيرها من الحمضيات.