القاهرة ـ (الوطن) ـ وكالات:
شهدت مصر عددا من التفجيرات الإرهابية عشية ذكرى ثورة 25 يناير أبرزها تم بسيارة مفخخة وطال مديرية أمن القاهرة حيث تعهدت الحكومة بالقصاص من مرتكبيها، فيما أنقذ الأمن مدينة بورسعيد الواقعة على المدخل الشمالي لقناة السويس عندما تم ظبط براميل تحوي مئات الأطنان من المتفجرات كانت معدة للتفجير بحي سكني.
ومن المتوقع أن تشهد مصر عددا من المسيرات المؤيدة لـ(طريق المستقبل) الذي تقوده السلطة الحالية وأخرى دعا اليها أنصار جماعة الاخوان.
واضافة الى مديرية الأمن شهدت القاهرة انفجارات استهدفت مراكز للشرطة ودوريات وأهدافا أخرى موقعة ستة قتلى على الأقل.
ووقع الانفجار الأول في الساعة 6.15 صباحا بتوقيت القاهرة أمام مديرية أمن القاهرة، حيث سجلت كاميرات المراقبة سيارة نصف نقل بيضاء متوقفة أمام المبنى قبل أن تنفجر مخلفة سحابة كثيفة من الدخان. وشوهد في الصور جنديان يتفقدان السيارة قبيل الانفجار قبل أن يعودا إلى داخل المبنى.
وأكدت وزارة الداخلية التي اعلنت في وقت سابق أن انتحاريا نفذ الهجوم ما جاء في الفيديو الذي صورته كاميرات المراقبة.
وأسفر هذا الاعتداء عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 70. كما أحدث الانفجار حفرة عميقة في الشارع وأدى إلى تحطم واجهة مبنى المديرية وأيضا واجهة المتحف الإسلامي المجاور الذي تسبب الانفجار في تدمير الكثير من القطع الأثرية التي يحتويها.
وبعد الهجوم على مديرية أمن القاهرة نزل مئات الأهالي إلى الشارع وهم يهتفون بعبارات منددة بجماعة الإخوان.
وبعد ذلك بثلاث ساعات انفجرت عبوة ضعيفة قرب عربة للشرطة على مقربة من محطة مترو البحوث في حي الدقي بالجيزة ما أدى إلى مقتل شرطي. وأعقب ذلك انفجار قنبلة أمام مركز شرطة حي الطالبية القريب من شارع الهرم في الجيزة.
ولم يسفر هذا الانفجار سوى عن أضرار مادية.
وقبيل المساء انفجرت عبوة رابعة بالقرب من سينما رادوبيس في شارع الهرم أيضا ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اربعة من رجال الشرطة.
وقامت شرطة مكافحة الشغب بابعاد مئات الاشخاص الذين اطلق بعضهم هتافات منددة بجماعة الإخوان.
وأدان الاتحاد الأوروبي هذه الاعتداءات ودعا إلى مواصلة العملية الديموقراطية. كما نددت الولايات المتحدة “بشدة بالاعتداءات الإرهابية” ودعت إلى الهدوء.
وجاءت هذه الاعتداءات عشية الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير. وفي هذه المناسبة دعت جماعة الإخوان إلى تظاهرات حاشدة اعتبارا من الأمس.
إلا أن وزير الداخلية الذي نشر تحسبا أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في وسط القاهرة حذر من أن قوات الأمن سترد بكل حزم على أي محاولة من قبل الإخوان لتخريب هذه الاحتفالات.
وقتل أمس 12 شخصا في عنف صاحب تظاهرات لأنصار الإخوان في أماكن مختلفة. كما ألقي القبض على نحو مائة متظاهر.
من جهة أخرى نجح خبراء المفرقعات بمديرية أمن بورسعيد (220 كيلومترا شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة) في إبطال مفعول كميات كبيرة من المتفجرات وفصل مصدر الطاقة عنها وإنقاذ منطقة السيدة نفيسة السكنية المكتظة بالسكان من كارثة محققة بعد رصد أجهزة الأمن لتحركات إحدى سيارات النقل والتي توقفت أمام مجموعة من العمارات السكنية، يقطن بعمارتين منهما مجموعة كبيرة من أفراد الشرطة.
وبفحص السيارة تبين أنها تحمل عدد 15 برميلا من البلاستيك سعة الواحد منها 50 لترا، وبداخل كل منها مواد “شديدة الانفجار”، موصلة بدوائر كهربائية وهواتف محمولة “جاهزة للتفجير”، يصل مجموع وزنها إلى 750 كيلوجراما.
من جانبها أدانت رئاسة الجمهورية المصرية بشدة، التفجيرات التي شهدتها القاهرة.
وقالت الرئاسة في بيان لها إن مثل هذه الحوادث الإرهابية، التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلى توحد إرادتهم، وحرصهم أكثر من أي وقت مضى على بلورة أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو المجيدتين، لتزيد من تصميم مصر دولة وشعباً على اجتثاث الإرهاب من كافة ربوع مصر، ومن إصرارها على تنفيذ خارطة مستقبل الشعب المصري وإرادته.
وأضاف البيان: “إن رئاسة الجمهورية، ومن منطلق ثقتها في تلاحم كافة أبناء الوطن خلف مؤسسات الدولة، تتعهد بالقصاص لشهداء ومصابي هذه الحوادث الإرهابية، وتؤكد أنه سيعاقب أشد العقاب كل من سولت له نفسه، سواء بالتخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ، مشددة على أن العبث بمقدرات هذا الوطن خط أحمر لن يتم تجاوزه أو حتى مجرد الاقتراب منه”.
وأشار إلى أن رئاسة الجمهورية تؤكد أن الدولة المصرية، التي سبق لها أن دحرت الإرهاب في تسعينات القرن الماضي، ستدحره مجدداً وتجتثه من جذوره، وستحارب القائمين عليه بلا هوادة، ولن تأخذها بهم شفقة أو رحمة، أولئك الذين تخلوا عن الوطن وابتعدوا عن صحيح الدين.