الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد .. فالقرآن الكريم كتاب الهداية الكبرى للعباد، يهدي كافة الناس إلى الرشاد.
تكوين القرآن الكريم لشخصية المسلم
فالمسلم له شخصيته، لأنه قوي النفس والقلب والجسم، فالقرآن الكريم يضم في هداه كل الخصال المهذبة للفرد والمجتمع، وإذا تربى عليها أفراده سار إلى بر الأمان بكل محبة وتوادّ وتعاطف وتراحم.
والفضائل كثيرة فمنها ما يختص بالفرد كالثبات على الحق والجهر به، وطيب القول والصدق والإخلاص والحلم والصفح والسماحة واللين والأمانة والعدل ونحو ذلك مما يقوي السلوك بين الأفراد.
ومنها ما يختص بالمجتمع: كالتعاون والإحسان والوفاء والإيثار والبذل والسخاء والصبر والعفو والتراحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من الآداب الاجتماعية.
وكلها أخلاق مربية للنفس نحو القمة في التعامل بين الأفراد، والتعايش في المجتمع، وهي نماذج مما اشتمل عليه هذا القرآن من الفضائل والآداب التي تُربِّي الفرد والمجتمع على التسامح والسلم، قال تعالى:(وتعاونوا على البر والتقوى) وقال:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وقال:(يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وقال:(وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) وقال:(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) وقال:(وقولوا للناس حسنا) وقال:(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) .. وغير ذلك من الآيات.
ومقابل ذلك تحذيرات من المعاصي وآثارها، فمنها ما يختص بالفرد: كالكذب والإسراف والكبر والغرور والخداع والبخل والغلظة والفحش والصخب والفخر والبطر والرياء .. ونحو ذلك, ومنها ما يختص بالمجتمع: كالخيانة والغدر والظلم وشهادة الزور والتنابز والحسد والنفاق والخداع والغيبة والنميمة والسخرية ونكث العهد والهمز واللمز وظن السوء .. ونحو ذلك.
قال تعالى:(فنجعل لعنة الله على الكاذبين)، وقال:(إنه لا يحب المسرفين) ، وقال:(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)، وقال:(ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)، وقال:(ويل لكل همزة لمزة) .. وغيرها من الآيات.
فتوجيهات القرآن الكريم من حث على امتثال وتحذير من قبائح وفضائح، فصّلت لتتربى النفس البشرية على الجادة، وتسير على الاستقامة، والعدل والاستقرار، مستشعرا بطمأنينة الحال، وراحة البال.
.. يتبع بمشيئة الله.
إعداد ـ أم يوسف