الشركات العمانية تواصل حصد العقود والوكالات التجارية.. وتوقعات بنمو حجم المبادلات التجارية وفرص الاستثمار
ـ المشاركون: معرض “(أوبكس 2016)” نافذة للمنتجات العمانية إلى أسواق القرن الأفريقي
ـ فهمي الهنائي: المعرض مهم جدا لتسويق المنتجات العمانية في أثيوبيا والدول المجاورة لها
ـ نسيمة البلوشية: نمو الصادرات العمانية غير النفطية إلى أثيوبيا بنسبة ٨٧٪
أديس أبابا ـ من مصطفى المعمري:
تختتم غدا الخميس فعاليات معرض “أوبكس” بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وسط تفاعل وإشادة من قبل كافة المتابعين من رجال الأعمال وزوار المعرض الذي شهد إقبالا وحضورا مميزا على مدى اليومين الماضيين.
وقد حصلت الشركات المشاركة على العديد من العقود والوكالات التجارية مع كبرى الشركات الأثيوبية، كما سجلت المنتجات العمانية حضورا لافتا ومميزا على ساحة معرض ملينيوم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مجسدة لوحة مشرفة برهنت مستوى التطور الذي شهدته الصناعة العمانية على مدى أربعة عقود ونيف من مسيرة النهضة المباركة.
وأشاد عدد من الزوار بمعرض المنتجات العمانية على أهمية تنظيم مثل هذه المعارض والنتائج المرجوة منها على المستوى التجاري والاقتصادي بالإضافة لفتح قنوات تواصل مع الشركات ورجال الأعمال ويعزز من حجم المبادلات التجارية بين البلدين الى جانب عرض الفرص الاستثمارية ومجالات التعاون المتاحة وتذليل الصعوبات والتحديات التي تعترض تطوير هذا التعاون لمستويات أكبر.
فهمي بن سعيد الهنائي القنصل الفخري لجمهورية أثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية في السلطنة قال: المعرض مهم جدا لتسويق المنتجات العمانية حيث يساعد في توسعة انتشارها وتوزيعها ليس في أثيوبيا فقط ولكن أيضا في الدول المجاورة، حيث أن هناك 250 مليون نسمة حول أثيوبيا في كينيا وجنوب السودان وهذه الدول غير متشبعة بالمواد الغذائية والصناعية ومواد البناء، وبإذن الله ستكون بدايتها في أثيوبيا على أن تكون محطة عبور للدول المجاورة.
وأوضح الهنائي قائلا: المنتجات العمانية لها قدرة كبيرة على المنافسة وإثبات نفسها بين المنتجات الأخرى وإن منتجاتنا العمانية موجودة حاليا في السوق الأثيوبية لكنها ليست بالشكل المباشر حيث تصل عبر دول أخرى، مشيراً إلى أن أسعار منتجاتنا مناسبة وبجودة عالية مقارنة بما هو موجود.
وفيما يتعلق بلجنة الصداقة العمانية الأثيوبية قال الهنائي بأنها ستبدأ أعمالها قريبا، آملا أن يتم رعايتها من قبل هيئات كبرى بزيادة وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، موضحا بأن ثمة جهودا تبذل لإنشاء سفارة لجمهورية أثيوبيا في السلطنة.
زيادة جيدة
نسيمة بنت يحيى البلوشية المديرة العامة لتنمية الصادرات في الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) قالت: آخر الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشير إلى زيادة جيدة في الصادرات العمانية غير النفطية بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، حيث كانت الزيادة بنسبة ٨٧٪ ، وهي نتائج مشجعة تشير إلى وجود فرص واعدة للمنتجات العمانية في السوق الأثيوبية والأسواق المجاورة.
وأضافت: يأتي اختيار جمهورية أثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية كأول سوق أفريقي تتوجه إليه اللجنة المنظمة لمعارض “أوبكس” خارج منطقة أسواق دول مجلس التعاون الخليجي بناء على دراسة تسويقية أعدتها “إثراء” بالتنسيق مع أحد بيوت الخبرة المحليين والتي خلصت إلى تنافسية المنتجات العمانية غير النفطية ووجود فرص سانحة لها في هذا السوق، وأيضاً بعد النتائج الجيدة التي أسفرت عنها اللقاءات الثنائية التي نظمتها إثراء في أديس أبابا لعدد من الشركات العمانية في العام الماضي والتي شملت قطاعات منها المواد الغذائية، الأثاث، المعادن والأحجار.
دعم وتوريد
وقال محمود سخي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة المدينة للخدمات اللوجستية أن التوقيع على الاتفاقية مع شركة بيك مان تأتي في إطار جهود الشركة لدعم المنتجات العمانية من خلال توريد منتجاتنا العمانية معبرا عن سعادته بالتوقيع على الاتفاقية وما يمكن أن تمثله من جانب مهم لتسويق والترويج للمنتجات العمانية في السوق الأثيوبية.
وأضاف من خلال هذه الاتفاقية فإننا نطمح لتسهيل تصدير المنتجات العمانية وزيادة حجم التبادل التجاري من خلال ربط حركة الشحن مع موانئ في جيبوتي لعدم وجود موانئ في أثيوبيا بما يضمن السلامة والجودة في نقل السلع والبضائع.
وأضاف أن الاتفاقية تتيح أيضا أمام شركتنا الفرصة لتبادل الخبرات خاصة مع شركة بحجم بيك مان والتي تفتح مجالات أكبر وأوسع للتعاون في مجال الشحن والتصدير للقارة الأفريقية مؤكدا ان الشركة من هذه الاتفاقية لا تنظر للسوق الأثيوبي بشكل رئيسي وإنما للأسواق الأخرى.
وقال إن السوق الأثيوبي هو من الأسواق التي تمتلك كل فرص النجاح وبالتالي فأمام المنتجات العمانية سوق واعد ومتنام يجب استغلاله واستثماره لمصلحتنا إذا ما علمنا ان ثمة نمو سنوي يتراوح ١١٪ مع وجود كثافة سكانية تتجاوز ١٠٠ مليون نسمة.
جودة ومواصفات
وأشاد سخي بمستوى جودة المنتجات العمانية وقال إنها تتمتع بمواصفات تنافسية جيدة تعزز من قدرتها على التواجد في مختلف الأسواق، وقال إن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها سوف تحل العديد من مشاكل التصدير لأنها تحاول أن تبحث وتضع الخطط لكل مكونات التخزين والشحن بما يسهل على المصدر وبما يعزز من تنافسية منتجاتنا العمانية مشيرا أن تكلفة الشحن غالبا تشكل ٣٥٪ وبالتالي نحاول أن نخفض من حجم التكلفة.
أسواق جديدة
في المقابل أكد عدد من المشاركين في معرض المنتجات العمانية (أوبكس 2016) على أهمية تواجدهم في مثل هذا المعرض الذي يساهم في وصول منتجاتهم إلى أسواق جديدة تختلف عن الأسواق الاعتيادية لهم، حيث قال حامد بن علي النهدي المدير العام لشركة ظفار للصناعات السمكية والغذائية أن السوق الأفريقي يعد من الأسواق الكبيرة جداً، وبحكم موقعنا في منطقة ريسوت الصناعية في محافظة ظفار وقربنا الجغرافي من هذه الأسواق، فقد كنا باستمرار منذ تأسيس المصنع نتتطلع لوصول منتجاتنا إليها عبر وضع الخطط التسويقية، ويعد هذا المعرض الذي قامت اللجنة المنظمة له بجهود كبيرة للظهور بهذه الصورة الطيبة فرصة مناسبة للتسويق عن منتجات عبر الالتقاء بالمستوردين والموزعين في السوق الأفريقي والأسواق المجاورة له، وبناء على ما أشاهده، أعتقد أن الأيام القادمة سوف تشهد حضورا جيدا من التجار والمستثمرين الأثيوبيين.
إقبال تجاري
المهندس خميس العلوي المدير العام للشركة العامة للصناعات الجلدية قال: المشاركة في معرض (أوبكس 2016) المقام في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا جاءت بعد النجاح الذي حققته المشاركات السابقة للشركة في معارض أوبكس التي أقيمت في مدن خليجية، ونأمل أن نحقق النجاح أيضا من خلال مشاركتنا في هذا المعرض، لا سيما أن السوق الأثيوبي والأسواق المجاورة له أسواق كبيرة وواعدة بحسب الدراسات التي قامت بها الجهات المختصة في السلطنة وخرجت بمجموعة من النتائج المشجّعة، وأضاف العلوي: الإقبال في الأيام الأولى للمعرض جيد ونستطيع القول بأنه إقبال تجاري، حيث أن أصحاب الشركات الذين زاروا ركن شركتنا يبدو أنهم جادون في التعامل معنا تجارياً، ونسعى إلى التواجد في هذه الأسواق بعد أن تواجدنا سابقاً في بعض أسواق شمال أفريقيا.
الفرص موجودة
ويقول محمود العجمي مدير المبيعات في شركة الأحذية الواقية: إن المشاركة في معرض (أوبكس 2016) هي فرصة لتواجد وحضور المنتجات العمانية وهي بشكل عام فرصة للشركات والمصانع العمانية لدخول أسواق جديدة كأسواق دول القرن الأفريقي، ويضيف العجمي: فيما يتعلق بالقطاع والنشاط الذي تعمل فيه شركة الأحذية الواقية، لاحظنا وجود بعض المصانع المشابهة هنا ولكنها لا تملك الطاقة الإنتاجية العالية التي تتناسب مع أعداد المنتسبين للجهات العسكرية، وقد التقينا ببعض المسؤولين في الجيش هنا في أثيوبيا وأخبرونا بوجود نقص في توفير الأحذية في ظل وجود مصنعين فقط، فالفرص موجودة إن شاء الله مع وجود بعض التحديات مثل طريقة التعامل مع العملة والاعتماد البنكي، ونأمل أن يكون هناك اتفاق بين الحكومتين في هذا الجانب لتسهيل عمليات التصدير والاستيراد بين البلدين.
مكانة تجارية
في حين يؤكد كرم ابراهيم البلوشي مدير الموارد البشرية في الشركة الخليجية لصناعة الأكريلك ش م م: أن المشاركة في معرض المنتجات العمانية (أوبكس 2016) في أديس أبابا ٢٠١٦ تهدف لإبراز المنتجات العمانية والتعريف بها وتسويقها في السوق الأثيوبية، لما تتمتع به هذه المنتجات من جودة وأسعار منافسة، وكذلك عدم بعد المسافة بين السلطنة وأثيوبيا، وكذلك لما تتمتع به السلطنة من مكانة خاصة في أثيوبيا، بالإضافة للمكانة التجارية لأثيوبيا في القارة الأفريقية، وأضاف البلوشي: يعد هذا المعرض نقلة نوعية من حيث إبراز المنتج العماني وإشهاره في الأسواق الخارجية، وقد شجعنا كثيراً على المشاركة والتسويق لمنتجاتنا والبحث عن موزعين ومستوردين لها في السوق الأثيوبي بصورة خاصة، وأسواق القرن الأفريقي بصورة عامة، ونأمل أن تحقق الشركة النجاح المأمول من خلال هذه المشاركة، كما نأمل في النجاح والتوفيق لجميع المنتجات العمانية المتواجدة في هذا المعرض.
ترويج للسلطنة
علي العبدواني مدير تطوير الأعمال في شركة فولتامب لمحولات الجهد العالي قال: تكمن أهمية هذه المشاركة في ضرورة دعم المنتج العماني، وفي الوقت نفسه الترويج للسلطنة ومنتجاتها ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى الاستمرار في البحث عن الأسواق الجديدة، فدائما ما تبحث معارض أوبكس عن الأسواق الناشئة والجديدة وهذا ما يميزها عن بقية المعارض، وأرى بأن الإقبال جيد على المعرض وأتوقع بأن تشهد الأيام القادم حضورا مكثفا.
وقال العبدواني: نهدف من خلال المشاركة في هذا المعرض إلى التسويق والتعريف بمنتجاتنا المتنوعة مثل محولات الطاقة فئة 50 ميجا فولت أمبير و132 كيلو فولت، بالإضافة إلى المنتجات الأخرى للشركة مثل ألواح التحكم والترحيل، والأجهزة الذكية لفصل وتوصيل التيار الكهربائي، ونأمل من خلال هذه المشاركة تحقيق نتائج إيجابية خاصة وان السوق الأثيوبي سوق مفتوح وواعد وبالتالي فالمنتجات العمانية تمتلك الفرص لدخول السوق الأثيوبي والأفريقي بقوة.
ضمان الانتشار
عبدالرحيم بن عبدالله الميمني مدير أول تسويق في شركة المها لتسويق المنتجات النفطية ش م ع ع قال: تعد مثل هذه المعارض مهمة للغاية فيما يتعلق بفتح أسواق جديدة سواء أكانت أفريقية أو حتى عالمية أمام المنتجات العمانية، بحيث تستطيع الشركات العمانية التسويق لمنتجاتها في أسواق تختلف عن الأسواق الاعتيادية التي ضمنت الانتشار فيها وبالتالي توسعة حجم الصادرات لهذه الشركات بصورة أكبر.
وأضاف الميمني: نقوم من خلال مشاركتنا في هذا المعرض بالتسويق لمنتجات الشركة المتنوعة في مجال الزيوت، كالزيوت المستخدمة في السيارات والمصانع والمعدات الثقيلة والكيماويات، وحاليا نحن متواجدون في السوق المحلية ووجدنا المشاركة في هذا المعرض فرصة للوصول إلى الأسواق الإقليمية والخارجية مشيدا بمستوى المشاركة والاقبال الذي حظي بها معرض أثيوبيا فهناك مشاركة واسعة تدلل على حرص الشركات والمصانع العمانية للتواجد بمثل هذه المعارض المهمة.
تعزيز الإمكانيات
خلفان بن سليمان الشرجي الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية المحدودة للشاي “ممتاز” أكد على ما تم الإشارة اليه حول أهمية السوق الأثيوبية وأسواق دول القرن الأفريقي للمنتجات العمانية، وقال: نطمح من خلال مشاركتنا في معرض (أوبكس 2016) فتح أسواق جديدة تساهم في زيادة صادراتنا إلى هذا السوق الأفريقي الكبير والواعد.
وعن الإقبال قال: بالنسبة للإقبال على شركتنا كان كبيرا من قبل الشخصيات والتجار المهتمين، وقد اطلعوا على منتجاتنا من الشاي والقهوة، وهناك اتصالات ولقاءات مستمرة معهم لتحديد إمكانية التعاون في ما يتعلق بتبادل الأفكار لا سيما أن شركتنا تقوم باستيراد بعض مواد الخام من هذه الدول، ولذلك يعد هذا المعرض فرصة جيدة لنا لتعزيز إمكانياتنا والبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتنا وقد يكون أهمها الأسواق الأفريقية التي تمتاز بكثافة سكانية ومعدلات نمو اقتصادي جيدة.
خطوة مهمة
يذكر أن هذا المعرض يعد إحدى الخطوات المهمة لترويج المنتج العُماني إلى القارة الأفريقية والعالم، حيث تأمل اللجنة المنظمة بالخروج بجملة من الأفكار التي تسهم في تعزيز القطاعات الصناعية وتوطيد الشراكات مع مختلف المؤسسات الإقليمية والعالمية، وتسعى اللجنة المنظمة للمعرض أن يكون له دور محوري في تحفيز حركة التبادل التجاري بين السلطنة وأثيوبيا، الأمر الذي سيثمر في تنمية أعمال الشركات المحلية وتوسيع تجارتها إلى مُختلف الأسواق الإقليمية والعالمية”، وتتطلع اللجنة إلى إحراز نتائج إيجابية من خلال تنظيم المعرض القادم، وتحقيق الأهداف المرجوة منه، وذلك من خلال تكثيف الجهود من قبل المشاركين، وإيجاد الرغبة الحقيقية لدخول السوق الأفريقي والمنافسة فيه بكل قوة، كما أن المعرض يسعى إلى وضع الأهداف المشتركة للحكومتين الأثيوبية والعمانية الرامية لتعميق الشراكة الشاملة، وتشجيع التعاون في مجالي الصناعة والتجارة بين البلدين، وفتح آفاق للمزيد من التعاون والتكامل بين الشركات المماثلة في السلطنة وجمهورية أثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، وتخطط اللجنة لتنفيذ سلسلة من برامج ترويج التجارة والاستثمار، على أن يكون باكورتها منتدى أعمال والمعرض التجاري الأثيوبي العماني (أوبكس 2016) وذلك في إطار خطة السلطنة للمزيد من الانفتاح على الأسواق العالمية والتعريف بالمنتجات العمانية والرغبة في تحقيق المزيد من التعاون والتكامل التجاري والصناعي بين رجال الأعمال.
وتشارك بالمعرض أكثر من 100 شركة عمانية تمثل قطاعات مختلفة تتمثل في الثروات الطبيعية والمعادن والمنتجات الخشبية والمُنتجات التصنيعية والأثاث والمواد الغذائية والطبية والصيدلانية والأسمدة والمُعدات البلاستيكية والمعدنية والعطور والجلديات والخدمات اللوجستية إلى جانب عدد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة وعدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.