بمناسبة الذكرى الـ 45 للعلاقات العمانية اليابانية
الملتقى يطرح أوراق عمل تركز على اكتشاف الفرص وتعزيز الطاقات وتبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات
عرض التجربة اليابانية في مجال تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العديد من القطاعات
مسقط ـ الوطن:
انطلقت صباح أمس فعاليات ملتقى التعاون الاقتصادي العُماني ـ الياباني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذي ينظمه صندوق الرفد بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض والذي يواكب الذكرى الخامسة والأربعين للعلاقة العمـانـيـة اليابـانـية.
أقيم حفل الافتتاح تحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، وبحضور سعادة ميتسوغو سايتو سفير اليابان المعتمد لدى السلطنة، وعدد كبير من أصحاب المعالي والسعادة المسؤولين والخبراء وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة واليابان.
اكتشاف الفرص
يهدف الملتقى الذي يستمر من 24 فبراير وحتى 2 مارس ، إلى دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، والبحث عن السبل والفرص العالمية لاكتشاف فرص التصدير والاستثمارات الخارجية كأحد التوجهات الحكومية في التنوع الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز الطاقات وتبادل الخبرات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية والدولية، وإنشاء قنوات التبادل التجاري بين السلطنة واليابان، كما يسعى الملتقى إلى نقل الخبرات في مجال الصناعات الحرفية الحديثة اليابانية إلى المشاركين العمانيين، وأيضاً الاستفادة من الخبرات اليابانية الكبيرة في مجال تقنية المعلومات، وأخيرا فتح أسواق اليابان للمنتجات العمانية خاصة المنتجة من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وألقى طارق بن سليمان الفارسي الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد كلمة أكد فيها على أهمية الملتقى كونه يعد فرصة كبيرة لرواد الأعمال العمانيين واليابانيين لتبادل الخبرات وإيجاد شراكة حقيقية بين البلدين، التي تؤكد العلاقات العمانية اليابانية المتنوعة منذ القدم في شتى المجالات الاقتصادية، مشير ا إلى أن الملتقى يعد فرصة لزيادة آفاق هذا التعاون لكون أن اليابان من الدول التي استطاعت تحقيق درجة عالية من التقدم والتطور في كل المجالات، وأنها تمتلك تجربة متميزة يمكن الاستفادة منها بما يفيد الجهود التنموية.
وأشار الفارسي إلى أن السلطنة تولي اهتماماً بالغاً بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك لما له من دور إيجابي في توفير فرص العمل، والمساهمة في تنويع وتنمية الاقتصاد الوطني، وتجسد ذلك من خلال إطلاق العديد من البرامج والآليات والجهات الحكومية والخاصة لدعم هذا القطاع، حيث يندرج هذا الملتقى ضمن التوجه الحكومي لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، وتعزيز طاقات وتبادل الخبرات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية والدولية، الذي سيوفر فرصة لإنشاء قنوات التبادل التجاري بين عمان واليابان.
أوراق عمل
وأضاف الفارسي أن الملتقى سيشهد أوراق عمل من الجانبين العماني والياباني، إضافة إلى اللقاءات المباشرة بين رواد الأعمال العمانيين واليابانيين لتبادل التجارب وبحث فرص الشراكة بين الجانبين في الأعمال والخدمات، كما يتم على هامش الملتقى تنفيذ حلقات تدريب تمتد لأربعة أيام وتُتوّج في اليوم الخامس بتسليم شهادات لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركين فيها في مجال الصناعات الحرفية وتقنية المعلومات، والتي يقدمها خبراء ومتخصصون من دولة اليابان الصديقة، بالإضافة إلى اللقاء الذي سيتم تنظيمه بين صاحب شركة يابانية تُعد من أكبر الشركات المتخصصة في تقنية المعلومات في اليابان وعدد هام من الشباب العماني الباحثين عن عمل في تقنية المعلومات، وذلك لبحث فرص التدريب باليابان، في ذات المجال ولمدة عام واحد على الأقل بتكفل تام من الشركة المعنية بهدف تسهيل تشغيلهم في دولة اليابان أو في السلطنة.
وأشار الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد أن الملتقى يسهم في التعريف بالمنتجات العمانية لدى الضيوف اليابانيين الأعزاء في مختلف المجالات وخاصة منها الصناعات الحرفية بهدف الترويج للمنتج العماني في الأسواق الدولية ودعم فرص الشراكة لذات الشأن، لذا تم خلال الملتقى كذلك تنظيم معرض لنماذج من منتجات عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمانية، التي تنوعت ما بين صناعات حرفية ومنتجات صناعية، ومشاريع إلكترونية، وأخرى لتدوير النفايات، وغيرها من المشاريع العمانية الواعدة، التي تؤكد على قدرة هذه المنتجات على التصدير لجميع دول العالم، كما ستشارك اليابان أيضا في المعرض حيث ستقوم بعرض منتجات يابانية متنوعة.
منصة إلكترونية للتواصل
وسعياً لدعم هذا التعاون إلى ما بعد الملتقى بين رواد الأعمال العمانيين واليابانيين، ولتثمين اللقاءات المباشرة، وتجسيد ما يتم الاتفاق بينهم خلال الملتقى، وأكد طارق الفارسي أن صندوق الرفد سيتولى إنشاء منصة إلكترونية (E B2B) تتضمن بيانات رواد الأعمال اليابانيين والعمانيين لتسهيل التواصل بينهم وخاصة إجراءات الشراكة في الأعمال والخدمات.
واختتم الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد حديثه بالتأكيد على أن الملتقى يُمثل فرصة للتعرف على أهم التجارب التنموية في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بدولة اليابان، حيث نتطلع بشغف كبير ليكون هذا الملتقى جانبا لتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وفرصة للاستفادة القصوى من التجربة اليابانية في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كونها تعد واحدة من الدول الرائدة في تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولها دور أساسي في تحريك النشاط الاقتصادي،
أوراق عمل
قدم محمد الغساني مدير الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة “ريادة” بمحافظة ظفار، أول ورقة عمل عن “بيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”، واستعرض خلالها الجهود التي تبذلها (ريادة)، كحاضنة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومدى الدعم الذي تقدمه وتتيحه لرواد الاعمال وأهدافها المتعلقة بترسيخ مفهوم ريادة الاعمال، ونشر ثقافتها في المجتمع العماني، بدوره قدم كوجيرو هاتاد ممثل وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة بدولة اليابان، ورقة عمل بيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في بلاده، واستعرض الدور الحكومي في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اليابان، وكيفية إقامة منظومة يابانية حققت النهوض الكبير لتلك المؤسسات في اليابان.
الفرص الاستثمارية في السلطنة
كما قدم صالح بن حمود الحسني رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ورقة عمل تناولت الفرص الاستثمارية التي تمتلكها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم،حيث أشار إلى المقومات الاقتصادية الواعدة التي تمتلكها المنطقة الاقتصادية، مستعرضا ما تم انجازه من بنيتها الأساسية، وما يشمله مخططها من قطاعات صناعية وتجارية متنوعة وثرية، وما أقرته حكومة السلطنة من فرص استثمارية خاصة بالمنطقة، وما تمثله من فرص كبيرة لليابان لدخول الاسواق العربية والخليجية والأفريقية من خلالها.
من جهتها استعرضت د. لبنى المزروعي رئيسة قسم الدراسات بوزارة السياحة في ورقة عملها أهم ملامح استراتيجية السياحة بالسلطنة ٢٠٤٠” ، وما تتضمنه من مشاريع سياحية عملاقة ذات عوائد اقتصادية كبيرة، لما تملكه السلطنة من مقومات سياحية تجعلها إحدى أهم الوجهات السياحية عالميا في المستقبل، حيث تسعى الاستراتيجية الجديدة إقامة بيئة استثمارية واعدة في العديد من المواقع السياحية الخلابة التي تزخر بها السلطنة.
تجارب يابانية
وشهدت الجلسة عددا من أوراق العمل التي تستعرض بعض التجارب اليابانية في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث قدم تاكويا هاني الرئيس التنفيذي ل شركة Corporation Learning Active – ، ورقة عمل حملت عنوان “قوة الابتكار غير المحدود” ، وتناولت دور الابتكار في سرعة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأكد خلال ورقة العمل أن الابتكار الآن كلمة رئيسية عالمية في العديد من الصناعات. ومن بين منهجيات الابتكارات الكثيرة، تجتذب طريقة “الابتكار المفتوح” اهتماما كبيرا. مع أن هناك حدا لكم المهارات والمعرفة التي يمكن للشركات الفردية والشخص أن يكتسبها، ولكن يمكن أن تولد الابتكارات من خلال التعاون عبر النطاقات مع الآخرين.
بدوره استعرض هيرتوغو تاكشيتا، مؤسس مزرعة نوراكو تاكيشيتا لإنتاج الفراولة، وأشار إلى أنه في العام 2006 ، استقال من وظيفته في الإدارة اليابانية وأسس “مزرعة تاكيشيتا سعيدة”، وانطلق في المبيعات المباشرة مع مختلف العملاء منهم الأفراد، وتجار التجزئة، والمصنعين على الصعيد الوطني. في ذلك الوقت أيضا، بدأ مهنيا بالتحدث عن تحقيق الهدف والعلاقات الشخصية التي تنطوي على أهداف دمج الزراعة والتعليم من أجل السعي إلى الكمال.
دورات تدريبية
وعلى هامش الملتقى يقدم خبراء يابانيون العديد من الدورات التدريبية لرواد الأعمال العمانيين في العديد من القطاعات الاقتصادية الواعدة، خاصة في قطاع الصناعات الحرفية، ومنها دورة فن الطين الفضي التي يقدمها دايسوك ميناغاوا، وهي عبارة عن مصنوعات يدوية لمجوهرات الزينة المصنوعة من خليط من بودرة الفضة النقية مع الماء ولاصق، وتنتج عن طريق التجفيف حيث يمكن حشو الطين وتسخينه على درجة حرارة عالية تتراوح بين 650 إلى 870 درجة مئوية وهذا يؤدي إلى احتراق الطين تاركا الفضة بدرجة نقاء تبلغ 9.99%، إلى جانب دورة الأصباغ المتبخرة التي تقدمها ريتسوكو فوتو، والتي تنتج أصباغ ساشيسوم التي تتبخر بواسطة حرارة المكواة وتتغلغل عميقا داخل النسيج، تتميز هذه الأصباغ بالقوة العملية ومقاومة لتأثير الغسيل والاحتكاك. بعض أنواع فنون ساشيسوم تستخدم الزهور والأوراق المضغوطة والتي يمكن دمجـها مـع الـمـنـاظـر الـطـبـيـعـيـة لـتـصـبح رقـيقة، الأغراض لـهـا استخـدامـات عـملية ومن ضمنها الملابس والديكورات الداخلية والهدايا وغيرها.
كما قدمت كيكو كوموري دورة تدريبية في فن براعم الورد، وهو فن ترتيب الزهور والـورود باسـتخـدام الزهـور المجففة بدون أسلاك أو لاصق. وتصنع من الزهور الطبيعية التي يتم تبييضها وتلوينها باستخدام محاليل خاصة لزيادة حياتها لغاية 5 سنوات أو أكثر تستخدم للتزيين ويمكن تصميمها على شكل باقات. ومن جهتها قدمت ميكي أوشياما دورة فن التجميل وتعني الدورة بالعناية بالأيدي باستخدام المبرد لتنعيم الاظافر والعناية بها، تدليك، تلوين، وهلام الأظافر وهو هلام شفاف وملون والتزيين وغسل المادة الهلامية، وفن الأظافر وهو فن التلوين والتنعيم، الفن الفرنسي، فن الرخام، كما قدمت تشيزوكو ماتسونوما دورة ورود من الكريستال بالتغطيس، وهو تكوين وريقات وأوراق الزهور والورود بواسطة أسلاك عادية يتم تشكيلها وتغطيسها في سائل بحسب الاختيار، وباستخدام محلول تقوية ولا تنكسر بسهولة، ومن خلال رشها بحبيبات زجاجية أو صفائح زجاجية أو بالالوان وغيرها تحصل على أعمال فنية من الكريستال مشابهة للاعمال الزجاجية.
لقاءات مباشرة
كما يصاحب الملتقى في الفترة المسائية ولمدة يوم واحد لقاءات مباشرة بين رواد الأعمال العمانيين واليابانيين لتبادل الخبرات والتجارب في العديد من القطاعات والبحث عن فرص للتعاون والشراكة بين البلدين.
حيث شهدت هذه اللقاءات اهتماما بالغاً من قبل رواد الأعمال العمانيين وذلك منذ الإعلان عنها رغبة منهم في البحث عن آفاق تفتح لهم المجال للاستيراد والتصدير وإيجاد تعاون يخدم البلدين الصديقين.
كما تضمن الملتقى لقاء بين أراي هيروكازو مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة (Time sale corporation) الشركة اليابانية التي تُعد من أكبر الشركات المتخصصة في تقنية المعلومات في اليابان وبين عدد كبير من الشباب العماني المسجلين كباحثين عن عمل في تقنية المعلومات، وذلك لتوفير فرص تدريب لهم باليابان في ذات المجال ولمدة عام واحد على الأقل، بتكفل تام من الشركة المعنية، حيث سيتولى مؤسس الشركة شخصيا اختيار أفضل المتقدمين خلال اللقاء لتدريبهم في اليابان، من خلال استمارات تشمل بيانات دقيقة يتم تعبئتها من قبل المعنيين، وبعد تقييمها من قبله يتم الإعلان عن المقبولين الذين سينتقلون إلى اليابان لتدريبهم وإكسابهم المهارات المتطورة في نفس الاختصاص، لتسهيل تشغيلهم في دولة اليابان أو في السلطنة.
زيارات ميدانية
تأتي الزيارات الميدانية للوفد الياباني ضمن أعمال ملتقى التعاون الاقتصادي العماني الياباني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث ستتم زيارة لأهم المشاريع الاقتصادية والسياحية، من بينها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومشروع مرآة الطاقة الشمسية، وزيارة لأهم المعالم السياحية في محافظة الداخلية ومحافظة الشرقية ومحافظة مسقط.
المصدر: اخبار جريدة الوطن