كتب ـ خميس السلطي: الصور ـ المصدر:
اختتمت بمتحف بيت الزبير فعاليات وبرامج ملتقى بيت الزبير الدولي الأول للفنون2017، تحت رعاية الزبير بن محمد بن الزبير وبحضور فني عماني، عربي ودولي.
تضمن حفل ختام الملتقى عددا من الفقرات من بينها تكريم المشاركين في الملتقى وهم أنوار سونيا وحسين عبيد وفخرتاج الإسماعيلية وسامي السيابي ومازن المعمري ومحمد الصائغ وموسى عمر من السلطنة، والفنان عبد الرحيم سالم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ونهار المرزوق من المملكة العربية السعودية، وهنادي الدرويش من دولة قطر، وعبد الوهاب عبدالمحسن من جمهورية مصر العربية، وعلي رضا من دولة العراق، وباكر بن فرج من تونس، ورامز مراد من أذربيجان، وبهاء الدين من ألمانيا، وسارة خلفي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإيلينا شابوفالوفا من روسيا الاتحادية، وعمر الراشد من مملكة البحرين. إضافة إلى افتتاح المعرض الفني المصاحب للملتقى لوحات تشكيلية للأنامل المحترفة المشاركة، حيث تعرف راعي الحفل والحضور على مقتضيات وجماليات هذا المعرض.
هذا الملتقى الفني الأول اتخذ من العمارة العمانية ثيمة لأعماله، يتمحور ذلك في الأبواب والنوافذ مرورا بالتكوين العام لروح هذه العمارة، فالعمارة العمانية مرتبطة كثيرا بعمق الإرث الحضاري للعمانيين على مر التاريخ فهي تحمل في طياتها جوانب ثقافية وتاريخية غاية في الأهمية. على سبيل القول هناك بعض العناصر التصميمية الموجودة في القلاع والحصون كان لها تأثير على العمارة الحديثة بما في ذلك الدينية في الوقت الراهن والمنزلية والعمارة الحضرية عموما وهذا واضح جدا في الخصائص التصميمية للمباني الحديثة.
تعزيز الوعي
في تعليق للدكتور محمد بن عبدالكريم الشحي مدير مؤسسة بيت الزبير قال فيه: ملتقى بيت الزبير الدولي الأول للفنون، محطة أخرى أضيفت لمشاريع تعزيز الوعي الجمالي والحساسية الفنية والبحث عمّا يجسّر العلاقة المعرفية بين الخبرات والتجارب البصرية المنتمية لمختلف المدارس، كلمة محبة وباقات ورود الامتنان للأسماء الفنية التي شرّفتنا وأضاءت أروقة بيت الزبير بفرشاتها وغرست في مخيلاتنا شجرة أناقتها الملونة لتتناسل وتنهمر بظلال المعرفة والمتعة.
أما فهد الحسني مدير متحف بيت الزبير فقد علق في كلمة له على إقامة المعرض الفني المصاحب بقوله: يتوج ملتقى بيت الزبير الدولي الأول للفنون بمعرض فني جاء كنتاج له، في إطار السعي المتواصل من مؤسسة بيت الزبير للانفتاح على التجارب الثقافية والفنية العالمية والإحتكاك بها والاستفادة منها، وبالتعاون مع شانجريلا بر الجصة الذي نظم أعمال الملتقى خلال أسبوع كامل ويظهر بحضور واسع لأسماء ومدارس واتجاهات فنية محلية وإقليمية ودولية متنوعة، متقدما الحسني بالشكل الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى، ولكل الفنانين المشاركين في الملتقى، وللجنة المنظمة للملتقى التي يرأسها الفنان موسى عمر ولكل الفنانين على الجهود الطيبة.
تقارب فني
الفنان حسين عبيد ونيابة عن الفنانين المشاركين في الملتقى توجه بكلمة إلى مؤسسة بيت الزبير، تضمنت شكرهم وتقديرهم لهذه المؤسسة الثقافية الفنية، التي وفرت وبذلت كل الإمكانيات وأشكال الدعم والرعاية لتحقيق النجاح لهذا المنجز الإبداعي الذي ضم الكوكبة الفنية لمدة سبعة أيام، آملين استمرارية هذا الملتقى أعواما بعد أعوام لتحقيق التقارب الفني والفكري في مجال الفن التشكيلي، ولتأسيس الشراكة النوعية التي تطمح إلى التغيير الإيجتبي الذي يسهم في تقدير المنتج البصري ورفع مستوى الذوق العام.
في تعليق فني حول المشاركة يقول الفنان السعودي نهار مرزق : إن العمل المتواصل لعدة أيام في الملتقى كان صقلا حقيقيا للتجارب التي اجتمعت في باحة واحدة خاصة وان خبرة كل فنان منهم لا تقل عن عشر سنوات” ويعتقد مرزق ان نضوج الفكرة أو الرسالة كاف لجعل الفنان ينطلق في رسم لوحته، سوا كانت رمزا أو معنى للرمز أو الجمع بينهما، بحيث يخاطب بها المتلقي التقليدي والمثقف والفنان المحترف، وتمنى مرزوق أن تستمر مثل هذه الملتقيات التي تركز على النوع أكثر منها على الكم لأنها تكسب الفنان أكثر من رؤية ودلالة وصياغة حول الفن.
حول مشاركته الفنية يقول الفنان العماني إدريس الهوتي: مشاركتي جاءت قبل انطلاق الملتقى، وهنا أشير إلى الجانب التنظيمي مع الفنان القدير موسى عمر، ويؤكد الهوتي أن هذا الملتقى هو الأكثر تنظيما من حيث تقديم الفنانين والأعمال للجمهور، وفكرته هي تجربة مهمة، فهي اختزال للرؤى المختلفة التي تلتقي تحت فضاء واحد على الرغم من تواصلهم السابق من خلال فضاء الواقع الافتراضي الإلكتروني، إلا أن الحضور هنا أصبح واقعيا يجسدون حقيقة الفن، وحول تناول ثيمة العمارة العمانية يؤكد الهوتي: أن تناول الثيمة كان غير إلزامي إلا أن هناك تفاعلا كبيرا من قبل المشاركين الذين أكدوا حضورهم الفني من خلالها وهذا يعطي انطباعا جميلا عن التوافق المجتمعي العماني الذي ينعكس بجماليته في الفن.
حوار عالمي
أما الفنان المصري عبد الوهاب عبدالمحسن فقد حضر بألقه الذي ألفه الجميع وعلق على هذا التكوين الفني مقدما شكره لمؤسسة بيت الزبير على هذا الاحتفاء وإيجاد جو من التفاعل بين المشاركين، فالفعالية حسب قوله مهمة جدا وهي تجمع تحت مظلة واحدة متحرفين عمانيين وعالميين الذين أوجدوا أعمالا راقية في فترة مهمة جدا، وذلك يعود للتنظيم الذي صاحب هذا الملتقى الفني، وتمنّى عبدالمحسن أن يتكرر هذا العمل لدى مؤسسات فنية أخرى لإيجاد حوار فني عالمي مشترك وهذا ليس بغريب حسب قوله على مؤسسات الفن العمانية، لأنه ينشر ثقافة الفن البصري والتشكيلي، ويأثر في الذوق العام. وحول تناول ثيمة الملتقى حول العمارة المعمارية يشير الفنان المصري عبدالمحسن: البيئة هي أم الفنون، أضف إلى ذلك أن العمارة العمانية مليئة بالدهشة على الرغم من بساطة التكوين، وهذا ما أوجد لنا تفاعل كبير في الخروج بمعرض فني متكامل. الفنان التشكيلي الإماراتي عبدالرحيم سالم أشار في كلمة قصيرة عن الملتقى بأنه روح للتجمع الفني وقال بأنه سعيد بهذه المشاركة، الذي تعرف من خلالها على الفنانين العمانيين تحديدا، وتمنى أن تكون هناك زيارات أكثر للمحافظات الأخرى في السلطنة في الملتقيات القادمة لأنها مصدر غني للإلهام.
الجدير بالذكر، أن ملتقى بيت الزبير الدولي الأول للفنون قد انطلقت فعالياته في منتجع شانجريلا بر الجصة في الـ12من الشهر الجاري بمشاركة فنانين محترفين من عدد من دول في العالم.
المصدر: اخبار جريدة الوطن