فيما تم الإعلان عن الجائزة الثقافية العربية لفئة الشباب
الفجيرة ـ خميس السلطي:
اختتمت بإماراة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أعمال منتدى الفجيرة الثقافي في دورته الأولى ليلة أمس الأول بمجمع زايد الرياضي والذي استمر يومين متتاليين وسط حضور ثقافي عماني عربي فكري متنوع. جاء منتدى الفجيرة الثقافي في هذه الدورة الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، مرسخا لمبدأ الشراكة الثقافية بين المثقفين والمفكرين العرب، ومؤسسا لمستمدات المثقف في صناعة الثقافة بأسس متوافقة مع الظروف التي تشهدها الساحة الثقافية العربية.
جائزة إبداع
ضمن أعمال المنتدى الثقافي تدشين جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع، والتي تستهدف الروائيين العرب بمختلف الأعمار في حقل الرواية (فئة الكبار، فئة الشباب دون سن الأربعين)، كما تستهدف المبدع العربي الشاب دون سن الأربعين حصريا بحسب حقول الأدب والثقافة في القصة القصيرة والنصر المسرحي وأدب الطفل والشعر العمودي وقصيدة النثر، إضافة إلى الدراسات النقدية والبحوث التاريخية والقراءة. تسعى الجائزة لأن تكون عنوانا في صفحة الثقافة العربية وملمحا مهما من ملامح النشاط الثقافي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وأن تكون كذلك متناغمة وعمق الثقافة العربية وأوجه نشاطاتها المختلفة. وتسعى الجائزة إلى تنشيط النتاجات الإبداعية العربية والتركيز على نتاجات الشباب خاصة لتأمين الدعم المادي والمعنوي والتهيئة لضياءات يستحقون أن تسلط عليهم ليؤسسوا أماكنهم على خارطة الإبداع العالمي ويكونوا جزءا فاعلا في حركة صناعة تاريخ الإبداع الثقافي والأدبي العالمي. وتقدم الجائزة عدة مزايا من بينها ترجمة الأعمال الفائزة بالمراكز العشرة الأولى إلى اللغة الإنجليزية ونشرها بنسختها العربية والإنجليزية، مع نشر الأعمال غير الفائزة ممن تجد لجان التحكيم صلاحيتها للنشر من حيث مستوى بنائها الأدبي وأهمية موضوعاتها وفقا للمعايير النقدية والتقييمية، وصاحب حفل تدشين الجائزة عرض موسيقي فلكلوري عربي متميز.
مستقبل الرواية
من بين برامج منتدى الفجيرة الثقافي، الجلسات النقاشية حول الأطروحات الأدبية ومن بينها (مستقبل الرواية العربية)، وشارك في هذه الجلسة التي أدارتها الكاتبة صالحة عبيد كل من الروائي والكاتب السعودي عبدالله ثابت والكاتب والقاص العماني عبدالعزيز الفارسي والناقد العراقي صالح هويدي، إضافة إلى المغربي حسن المودن، تم في هذه الجلسة طرح إشكاليات عامة وخاصة تواجه واقع الرواية العربية من بينها القلق الحقيقي لحضورها لدى القارئ خاصة في ظل الطفرة الإلكترونية المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي وما يواجه الرواية كونها سردا أدبيا طويلا، فالعالم اليوم بات مختلفا في ظل تحوله إلى واقع (صورة وصوت)، كما ان المتلقي بات يتواصل مع وسائل تواصله أكثر من تواصله مع الكتاب والقراءة. وكشف المشاركون في هذه الجلسة عما سيلحق بالمنتجات الأدبية على وجه العموم والرواية في فترات لاحقة مستقبلية من تراجع وعدم تقبّل، وأن على الكاتب أن يفكر مليا فيما سيقدمه للقارئ من عوالم جذب دقيقة ومدروسة. كما شدد المشاركون على ضرورة انتشار الرواية العربية وانطلاقها للعوالم الأخرى عن طريق الترجمة وتسويقها بشكل يليق بها موضحين القصور الواضح في هذا الأمر، أضف إلى ذلك وما تواجه الرواية من تعثر في ظل عدم تقبل النقد من كتابها خاصة وأن الثقافة العربية السائدة لا تتقبل النقد ولم تعد مجدية للناقد أيضا.
تحديات المسرح
ثم جاء دور الجلسة الأخيرة بعنوان (المسرح تحديات الكتابة وإشكاليات الحضور) التي أدارها الكاتب ناصر عراق وشارك فيها الفنان السوري الكبير أسعد فضة والعماني الدكتور سعيد السيابي والناقد والباحث العراقي عبدالحميد الصائح. وفي هذه الجلسة تم التطرق إلى تاريخ المسرح العربي والعالمي، ومدى تأثيرهما في الواقع الإنساني وحضورهما المباشر لدى المشاهد والمتابع منذ الأزل، كما تم التطرق إلى التحديات التي تواجه الكتابة وكتاب المسرح ومن بينها الرقابة التي طالما كانت العائق المباشر في إيجاد مسرح عربي حر، كما شدد المحاضرون على أن يكون للمسرح منهج دراسي معترف به كليا في الوطن العربي خاصة في دراسات التعليم العالي وإنشاء الأكاديميات المتخصصة وإبراز رسالته الإنسانية على أكمل وجه.
وعمد المشاركون على أن يكون للطفل دور ونصيب من هذا الكيان الأدبي الفكري، فإرساء ثقافة المسرح لدى الطفل أمر لا بد منه ويعمل على تهيئته وتنشأته.
الجدير الجدير بالذكر أن أعمال منتدى الفجيرة قد بدأت برعاية الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام محتفيا بعيون الثقافة العربية ورموزها ويشرع أبوابه ليكون عنوانا يقصده المثقف العربي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن
