ـ السلطنة تدعو إلى رؤية مشتركة تأخذ في الحسبان خصوصية التجربة الخليجية
ـ إعلان الرياض يؤكد على التكامل الاقتصادي والعسكري والأمني وبلورة سياسة خارجية موحدة
الرياض ـ (الوطن) والعمانية:
اختتم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون مساء أمس أعمال القمة الـ39التي عقدت بقصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض .. ونيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ترأس وفد السلطنة صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.
وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على استضافته لهذه القمة، كما نقل سموه تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لأخيه خادم الحرمين الشريفين وتمنيات جلالته الطيبة للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية الشقيقة وأن يمن على المملكة بكل خير ..كما دعا سموه قادة دول مجلس التعاون إلى العمل بما جاء في كلمة صاحب السمو أمير دولة الكويت والتي جاءت معبرة ويقتدى بها في عمل مجلس التعاون راجيا سموه أن تكون هذه المعاني كلها تجسد إلى واقع وأن يحمي ربنا هذا المجلس ويوفقه دائما لكل خير.
كما أدلى سموه ببيان صحفي لدى وصوله الرياض جاء فيه “إن التطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية تحتّم أهمية التعامل معها وفق رؤية مشتركة تأخذ في الحسبان خصوصية التجربة الخليجية وتوجهاتها الخيّرة نحو مستقبل أفضل للشعوب الخليجية يسوده النماء والاستقرار.
لقد حقق مجلس التعاون منذ تأسيسه عام 1981م وحتى الآن العديد من المنجزات التي تتطلب المحافظة عليها من خلال تعزيز مجالات التنسيق المشترك، حفاظًا على المكانة
المتميزة التي حققها المجلس.”
وأكد إعلان الرياض على استكمال خطوات تحقيق التكامل في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية مع بلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة لدول المجلس.
فقد جاء في نص إعلان الرياض: “أكد أصحاب الجلالة والسمو اليوم أهمية استكمال البرامج والمشاريع اللازمة لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، التي أقرها القادة في قمة الرياض في ديسمبر 2015، ووجهوا باتخاذ الخطوات اللازمة لذلك، بما ذلك القيام بما يلي:
1ـ وضع خارطة طريق تشمل تفعيل الإجراءات اللازمة لتحقيق رؤية القادة بتحقيق التكامل بين دول المجلس، ووضع الأسس لتأطير وتنظيم علاقات الدول الأعضاء مع المجتمع الدولي، بما يضمن تحقيق المزيد من النمو والرخاء لتحقيق تطلعات المواطنين، وانسجام الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها دول المجلس مع أهداف العمل الخليجي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وإعلاء مكانة دول مجلس التعاون والارتقاء بأداء أجهزته وتعزيز دوره الإقليمي الدولي.
2ـ في المجال الاقتصادي وجه القادة بالالتزام الدقيق بالبرامج الزمنية التي تم إقرارها لاستكمال خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية، وإزالة كافة العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذ قرارات العمل المشترك، وعلى وجه الخصوص تذليل العقبات في طريق استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وإصدار الأنظمة التشريعية اللازمة لذلك، بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس بحلول عام 2025.
3ـ في مجال الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون، فإن تعيين قائد القيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون، خطوة مهمة لاستكمال المنظومة الدفاعية المشتركة، ووجه أصحاب الجلالة والسمو بسرعة إنجاز جميع الإجراءات الخاصة بتفعيل القيادة العسكرية الموحدة ومباشرتها لمهامها، وإنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، بهدف تأسيس القيادة العسكرية الموحدة على أسس استراتيجية متينة، وتأهيل القيادات العسكرية الخليجية لأداء تلك المهام.
4ـ في المجال الأمني، أكد القادة أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومكافحة التنظيمات الإرهابية، من خلال التكامل الأمني لدول المجلس، والتصدي للفكر المتطرف من خلال تأكيد قيم الاعتدال والتسامح والتعددية وحقوق الإنسان، والالتزام بسيادة القانون وإرساء قواعد العدل، المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة. والعمل مع شركاء مجلس التعاون في المجتمع الدولي للقضاء على ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومواجهة ما تقوم به بعض الميلشيات والجماعات الإرهابية من أعمال لتقويض مقدرات وثروات دول المنطقة.
5ـ أكد القادة الأهمية القصوى لبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة لمجلس التعاون، تستند إلى النظام الأساسي للمجلس وتعمل على حفظ مصالحه ومكتسباته وتجنّبه الصراعات الإقليمية والدولية، مؤكدين دعمهم للقضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني، وحرصهم على مد يد العون للأشقاء في اليمن وكافة الدول العربية، بما يحقق لتلك الدول الأمن والاستقرار، والرخاء الاقتصادي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن