أصبحت أجهزة الكمبيوتر جزءاً من حياتنا اليومية، ودائماً ما نبحث عن أسرع الأجهزة لاقتنائها، حتى أننا بمجرد الحصول على جهاز سريع لبعض الوقت نفكر بالحصول على جهاز أسرع منه، وربما هذا شيء فطري لدى الجميع لأنه مع التعود تصبح سرعة الكمبيوتر مجرد رقم يحاول المستخدم الحصول على أعلى منه.
تصل سرعة الأجهزة حالياً بأفضل أحوالها وتقنياتها لإجراء نحو مليار عملية في الثانية، والمقصود بالعملية جميع تفاصيل الحركات التي يقوم بها الجهاز في الثانية ضمن عملية أكبر، فمثلاً عند إجراء عملية حسابية، يقوم الجهاز بإخراج الناتج بجزء من الثانية، لكن هذا الناتج جاء عبر عدة عمليات قام بها الكمبيوتر في الخفاء لإعطاء الناتج الكلي.
وربما لا أملك أحد هذه الأجهزة الآن، ولا حتى سأملكها في وقتٍ قريب، لكن الغريب أن هذا الرقم سيصبح مجرد جزء صغير مقارنة بالتقنية الجديدة التي تستخدم ذبذبات ضوء الليزر للقيام بالعمليات، حيث أن هذه التقنية ستجعل الكمبيوتر يقوم بنحو “مليون مليار” عملية في الثانية، أي ضعف أفضل التقنيات السابقة بنحو مليون مرة! هذا صحيح، ولكن من الصعب تخيله بشكل بسيط.
حيث أن جميع عمليات الكمبيوتر أو النظام تقوم على وحدة البت، والتي تتكون من قيمة يتم تحديدها بـ “1” أو “0”، وتستعمل الشركات المُصنعة رقاقات من السيليكون للمساعدة بالقيام بهذه العملية وإعطاء قيمة لكل بت، وذلك بسبب قدرة المادة على حفظ ونسخ البيانات ومسحها في وقت ضيق، لكن مع التجارب الجديدة التي قام بها العلماء لرفع سرعة الأجهزة، فإن استخدام مشابك من مادتي التنجستين والسيلينيوم لإيصال أشعة ضوء الليزر تحت الحمراء ستساعد في قيام رقاقات السيليكون بمضاعفة سرعتها إلى مليون مرة أكثر.
الرقم الذي ستصل له سرعة عمليات الأجهزة في يُسمى “كوادريليون” وهو مليون مليار بالمعنى المبسط، وفي حال الرغبة في معرفة حجم السرعة التي يُمكن أن تصل لها الأجهزة، فعليكم توجيه سؤال لأنفسكم أولاً حول عدد المرات التي سمعتم فيها بمصطلح “كوادريليون” لتعرفوا ضخامة هذا الرقم ونوعية العمليات التي سيكون المستخدم قادراً على القيام بها في أجزاء من الثانية.
فهل ترغبون بالحصول على سرعة ممثاثلة؟ ربما عليكم الانتظار لبعض الوقت حتى تنتهي التجارب وتصبح التقنية متاحة للاستخدام العادي.
التدوينة هل ترغب بجعل جهاز الكمبيوتر أسرع بمليون مرة؟ ظهرت أولاً على عالم التقنية.
المصدر: أخبار التقنية