تغطية ـ عبدالله الجرداني:
تصوير ـ إبراهيم الشكيلي:
احتفلت السلطنة مساء أمس بافتتاح مؤتمر اليوم العالمي للتسامح التي تقام فعالياته على مدى يومي (16 ـ17 ) من الشهر الجاري تحت شعار “فرقتنا الجائحة، فليجمعنا التسامح” استمرارا لنهج السلطنة في نشر القيم الإنسانية المشتركة وتعزيز ثقافة السلام والوئام في العالم وذلك بفندق شيراتون عمان، رعى حفل افتتاح المؤتمر معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية بحضور عدد من أصحاب السعادة وسفراء الدول الصديقة والشريكة، في بداية الحفل ألقى سعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية كلمة قال فيها: إن اليوم العالمي للتسامح يأتي كتعبير عن رغبة الأمم والإنسانية جمعاء في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتفاهم، ومواجهة الاضطرابات والمشكلات العالمية الناتجة نتيجة البعد عن هذه القيم والجنوح إلى الكراهية والعنف، يأتي السادس عشر من نوفمبر في كل عام بعد أن دعت منظمة الأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفاء به كيوم عالمي للتسامح، وذلك للتذكير بالتجارب المأساوية التي عصفت بالعالم والصراعات التي نشهدها في عالمنا اليوم، ودعوة إلى الاستفادة من تلكم التجارب وجعلها دروسا لبناء عالم أفضل يسوده التآلف الإنساني والوئام للجميع.
وأضاف سعادته: لقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد على أن “رسالة السلطنة هي نشر السلام في العالم”، والسلام الذي ننشده جميعا هو ذاك السلام الذي يبدأ بالداخل فيهيئ أسباب السلام في الخارج، وإن جائحة كورونا (كوفيد ١٩) التي يشهدها العالم ولا تزال تداعياته مصدر قلق للحكومات والمؤسسات والأفراد على حد سواء، قد أكدت لنا (أهمية تعزيز قيم التسامح بين المجتمعات في وقت الأزمات)، فلا يمكن لمجتمع لا يتحلى أفراده ومؤسساته بقيم التسامح والتفاهم والتعايش فيما بينهم، أن يصدّر للعالم السلام والوئام وقيم التآلف الإنساني، ولا أن يساهم في تقديم حلول فاعلة لمشكلات العالم.
بعدها ألقت سعادة أليس ويريمو نديريتو وكيلة الأمين العام ومستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية كلمة حول هذه المناسبة أشارت خلالها إلى أهمية التعاون البناء بين الأديان والشعوب والثقافات في شتى المجالات وبالرّغم من اختلاف المفاهيم والتصورات حتى يسود السلام والتسامح بين الجميع.
فيما ألقى سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام للإعلام كلمة قال فيها: لقد أولت السلطنة منذ القدم اهتماما كبيرا بالقيم الإنسانية السامية كالتآلف والوئام والتسامح والتفاهم والتعايش، وكلنا في هذا البلد حكومة وشعبا ومقيمين نولي هذه القيم شأنا عاليا فهي ثقافة راسخة وواقع معاش يشعر به كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة انطلاقا من ديننا الحنيف ومبادئنا العمانية.
وأشار سعادته إلى أن سلطنة عمان في ظل النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ماضية على نهجها الذي عرفت به كما أكد جلالته في خطابه السامي الأول.
وأوضح سعادته في ختام كلمته أن الإعلام يعتبر من وسائل التأثير الكبير على الناس على مر الأزمنة وتباين الثقافات، مشيرا إلى أن دوره لم يخفت لكن وسائل تناوله وتوصيل الرسالة اختلفت كثيرا عما ساد لفترات طويلة وهذه التشاركية الكبيرة أوجدت تحديات بحجم ذلك التغيير تتمثل في عدم مراعاة المهنية في التناول والنشر والبث عند البعض.
وألقت تيريزا وايتفيلد مديرة شعبة السياسات والوساطة في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بالأمم المتحدة كلمة تحدثت فيها عن التسامح وبناء السلام، ثم ألقى صموئيل رزق رئيس فريق منع النزاعات وبناء السلام والمؤسسات المستجيبة في مكتب الأزمات التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كلمة حول اليوم العالمي للتسامح مشيرا لضرورة نشر ثقافة التسامح وتغيير الصور النمطية السلبية في العالم، وبعد ذلك قدمت الرسامة العمانية شيماء المغرية عرضا حيا للرسم بالرمل التي وظفت فيه موهبتها الفنية لتوصيل رسالة التسامح.
واشتمل المؤتمر على عدة جلسات جاءت جميعها لتعزيز قيم التسامح في المجتمعات في أوقات الأزمات مع التركيز على الأزمة العالمية المترتبة على جائحة كورونا (كوفيد ١٩) وتم الحديث عن دور المجتمعات في دعم وحماية مبادئ التسامح والحقوق الإنسانية، وعقدت طاولة مستديرة بمشاركة عدد من المتحاورين من داخل السلطنة وخارجها لمناقشة “دور العلم والعلماء في تعزيز التسامح في وقت الأزمات” بهدف تبادل الآراء والخبرات والتدابير لتعزيز التسامح بشكل فعال في أوقات الأزمات والتفكير في مساهماتهم في خطة الأمم المتحدة ٢٠٣٠.
و تستكمل جلسات المؤتمر مساء اليوم بالحديث عن “أهمية ودور المجتمعات والمؤسسات في التخفيف من آثار جائحة كوفيد ١٩”، وتعقد جلسة تفاعلية على الطاولة المستديرة بعنوان (دور المجتمع والمؤسسات: نماذج مضيئة في التعاون للتخفيف من آثار جائحة كوفيد ١٩)، وسيتم التركيز على نماذج تعكس جهود تعزيز المساواة في توزيع اللقاحات، والتصدي للمعلومات المضللة والشائعات وخطاب الكراهية.
وعلى هامش المؤتمر نظمت عدد من الفعاليات منها معرض ( رسالة الإسلام من سلطنة عمان) وهو المعرض الدولي الذي جاب العالم في ١٣٣ محطة، وهو مشروع وطني يسعى إلى بناء وإيصال الصورة الحقيقية عن سلطنة عمان من خلال تقديم أنموذج حضاري في التنوع وبناء السلام العالمي.
ومعرض (صوت الصورة ـ فوتو فويز) وهو معرض للصور المعبرة عن واقع التجربة العمانية، كما يقدم عرضا للصور من نتاج ورش عمل متعددة شارك فيها عمانيون ومقيمون من مختلف الجنسيات والأديان في البحث التشاركي وتوثيق واقع التسامح والتعايش في سلطنة عمان لرفع الوعي بأهمية القيم الإنسانية المشتركة، ويصاحب المؤتمر كذلك لوحة رسالة السلام من سلطنة عمان للعالم و لوحة عمل أبدعها ونفذها مجموعة من الفنانين العمانيين والمقيمين من جنسيات متعددة، إلى جانب حملة (اعمل شيئا لأجل التسامح) وهي حملة إعلامية تستهدف منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن