توفي المفكر ذو الأصول العمانية علي بن الأمين المزروعي الذي يعد أحد أبرز المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث، في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر يناهز ٨١ عاما، بعد صراع مع المرض.
والمزروعي الذي توفي أمس الأول ولد في مومباسا بكينيا عام 1933 وهي منطقة الساحل الشرقي لإفريقيا التي كانت أولى المناطق التي دخلها الإسلام، درس في جامعة “مانشستر” ببريطانيا وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة أوكسفورد وقام لمدة عشر سنوات بعد ذلك بالتدريس في جامعة ماكريري في أوغندا.
والبروفيسور المزروعي، هو نجل الشيخ الأمين بن علي المزروعي قاضي قضاة كينيا، واهتم بالصحافة والنشر، وأسس دورية باسم “الصحيفة” وظهرت عام 1930 من القرن الماضي، وكذلك جريدة “الإصلاح: الصادرة في شوال 1350هـ/1932م باللغتين العربية والسواحلية. أما جد البروفيسور علي المزروعي فهو الشيخ علي بن عبد الله المزروعي الذي برز في عهد السلطان ماجد بن سعيد (1856-1870م) وأيضا تولى قضاء مومباسا.
جاب الفقيد العالم وألقى محاضرات في دول عديدة في القارات الخمس وخاصة في جامعات الولايات المتحدة التي كان يقيم فيها حيث يرأس معهد “دراسات الثقافة الدولية” في نيويورك. قام بزيارات للعديد من الدول العربية وخصوصًا مصر حيث ألقى محاضرات في عدد من جامعاتها.
وفي الولايات المتحدة كان أحد أعضاء مجلس إدارة “المجلس الإسلامي الأميركي” في واشنطن ورئيس مجلس إدارة مركز “دراسات الإسلام والديمقراطية”، وله مشاركات في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون بواشنطن.
وألّف المزروعي أكثر من 20 كتابًا أبرزها “نحو تحالف إفريقي” في العام 1967، وكذلك “المفاهيم السياسية للغة الإنجليزية” العام 1975 و”علاقات إفريقيا الدولية”، وله مقالات عديدة في مجلات وجرائد عالمية مثل “النيويورك تايمز” ومجلة “التايم” و”الجارديان”. وهو يرأس أيضا الجمعية الإفريقية للدراسات الإفريقية.
وفي العام 1986 أعد المزروعي للتلفزيون البريطاني سلسلة حلقات عن إفريقيا لاقت نجاحا كبيرا، كما شارك في إعداد الموسوعة الممتازة التي أصدرها اليونسكو تحت عنوان “تاريخ إفريقيا”.