مع ارتباط الإنسان العماني بالبحر منذ بدء التاريخ استطاع هذا الإنسان بمقاييس كل زمن أن يستفيد من البحر سواء عبر الانتقال والانفتاح على العالم أو استخراج ما هو متاح من خيرات البحار والتي ظلت لفترات طويلة منحصرة في الثروة السمكية قبل أن تتعدد منافع البحار ويظهر ما يعرف باقتصاد المحيطات لتتجه السلطنة انطلاقا من تاريخها البحري العريق إلى ولوج هذا النوع من الاقتصادات.
فمن ضمن المنافع المتعددة للبحار علاوة على تطوير الأنشطة المتعلقة بالثروة السمكية كالتوسع في الصيد التجاري وادخال تقنيات الاستزراع السمكي هناك أيضا تطوير العمليات المرتبطة بالنقل البحري كاللوجستيات.
كما أن هناك الأنشطة التي تجعل من البحر امتداد للأرض في استغلال الثروات الطبيعية يأتي انتاج وتخزين الطاقة المستخرجة من سطح وباطن المحيطات والتعدين من باطن البحار والمحيطات.
ومن منطلق ما تتميز به السلطنة من تنوع في البيئة البحرية فإنها مؤهلة لبناء قدرات تصنيعية مستدامة قائمة على علوم وتكنولوجيا المستقبل شريطة اكتشاف الفرص الاستثمارية وتوظيف التكنولوجيا المستقبلية لتعزيز العوائد على الاقتصاد الوطني.
ومن هذا المنطلق تأتي استضافة السلطنة لمؤتمر اقتصاد المحيطات وتكنولوجيا المستقبل في فبراير القادم حيث يعد المؤتمر منصة أعمال دولية لـ 900 مشارك لبحث التعاون الاقتصادي واكتشاف الفرص الاستثمارية في البحار والمحيطات.
وسيتم خلال المؤتمر التعرف على أهم الصناعات المعززة لتكنولوجيا المستقبل ضمن اقتصاد المحيطات وتسليط الضوء على الفرص الكامنة في بحار السلطنة، بالإضافة إلى بحث آلية التعاون الدولي في مجال تنمية القدرات الوطنية لبناء اقتصاد المحيطات بالاضافة إلى الاستفادة من التجارب الدولية في صياغة أهم السياسات والتشريعات التي تضمن الاستدامة للبحار والمحيطات.
وتبقى المعرفة من أهم قواعد بناء اقتصاد المحيطات والبحار حيث إنه من الضروري تعميق المعارف التي تتعلق بالموارد الهائلة للمحيطات والبحار وإدارتها مع تعزيز الاستثمار في البحث العلمي البحري.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
