علي عقلة عرسان
يصعب عليَّ تصور: كيف تبلغ الوحشية بالإنسان حدَّ أن يقتل أخاه الإنسان جوعاً، ولكن ذلك حدث ويحدث.. ولا أكاد أطيق أن يصنَّف ذلك النوع من الخلق الذي يفعل ذلك عامداً متعمداً، في عداد البشر.. ولكن ذلك يتجاوز حد الحدوث، ليبلغ حدَّ الإشادة بمن يفعله ويحقق أهدافاً من وراء ذلك، منها ما يُسمى “انتصارات”؟! قد أفهم أن يَقبل بشر عاديون أن يعيش أولئك بينهم، ولكن يصعب عليَّ أن أفهم كيف يرفعونهم درجات، ويشيدون ببطولاتهم، ويصبحون لهم تَبعاً وأدوات؟! لكن كل ذلك الذي أعجَب منه، ولا أقبله، ويبدو لي منعدِم المنطق.. قائم بيننا يسعى، وحاكم فينا إلى حد الشذوذ، في استمراره ببطش قهار.
يبدو أن العالم مبني على القوة، والقوة لها أحكامها، ومعاييرها، ومنطقها، وأدواتها، ووسائلها و.. وهي ترفع وتخفض، بمقدار ما تملك من قدرة على الفتك، ونشر الرعب، وإراقة الدم، وفرض منطقها الوحشي على الآخرين.. وتلك إحدى حقائق الحياة. ويبدو أن علينا أن نعيد النظر في كثير مما كرّسناه مسلَّمات وبدهيات في الحياة، مثل “إن للباطل جولة”لكي يستقيم بعض أمرنا.. إذ يبدو أن الباطل ذو صولات وجولات، وأن الحق في موقع الدفاع عن الذات، وقد تأتيه فرصة فيكون مُجلياً، لكنه يتنفس فوق صهوة القوة، وفي فضاء مشوب بباطلها.. وقوة الباطل موجودة، ولا يلبث الصراع أن يُستأنف، قوة بمواجهة قوة، وحيث تستشري القوة يتراجع المنطق.. فندخل في منطق الشراسة التي تستدعي نظيرتها، وهكذا يسقط منطق الحق حتى عند من كانوا أهله، لتقتحم القوة كل ميدان، ويواكبها الباطل جولة بعد جولة.. فيضيع الحق وأهله إلى مدى.
التاريخ الأطول للناس “اقتتال”، لكن تختلف الوسائل والأدوات والأساليب.. حتى السياسة حرب، ويصف الساسة الحرب بأنها امتداد للسياسة بوسائل أخرى.. وكل الحروب تتم على حساب/على جثة: الأخلاقي والحقَّاني والعادل، والإنساني، وعلى جثة “الحقوق والحريات والحيوات”، والضحية هو الإنسان. الحرب هي الباطل في زهوه، حتى لو جال بحلّة الحق.. لأن القوة تقود إلى منطقها وتفرضه بصورة ما؟! وما نراه في تاريخنا، تاريخ البشر، نجد أنه في معظم الحالات والأوقات والمواجهات، عند التحليل والتأمل، قوة تحمل منطقها، وتسوِّغ ما تفعل.؟!
ونحن نواجه في كل يوم حقيقة “أننا دائماً نتقاتل”، ولكن تختلف الأسلحة.. وقد يكون الفرق في الأدوات والقدرات والطاقات، لكن ليس في المبدأ القائم على استخدام “القوة بأنواعها: من القوة الكامنة في المكر والخبث والحيلة والخداع، إلى القوة المنتشية بالإماتة جوعاً، أو بإراقة الدم وانتزاع الأحشاء.؟! ولعله من الطريف أن نقارب السؤال: بأي الأسلحة من الأفضل لنا أن نتقاتل، ما دام لن ينتهي الاقتتال بين بني البشر، ما دامت الحياة وما دام البشر.؟! هناك أسلحة عديدة جداً تُشهر في المواجهات، وهي تمتد الآن بين السياسي – الاقتصادي الذي يزدري مكارم الأخلاق، وبين النووي – الهيدروجيني، الذي لا يبقي شيئاً ولا يذر، مما هو كائن على أرض البشر. وكل ما يحقق الغَلَبَة سلاح، من التجويع بهدف التركيع، إلى الاجتثاث والإبادة بأي سلاح، مباح؟! كلٌ يقتل، ومعظم الضحايا هم المدنيون، وما يكلكون، ويصنعون، وينتجون، ويمثلون.. أما المقاتلون فلهم من الموت نصيب، ومن الجرائم نصيب، ومن المعاناة نصيب، ولكنهم يلحقون الكوارث بالآخرين، ولا تَطال حماستُهم وشراستُهم وأسلحتهم، أهلَ السياسة إلا فيما ندر، فأولئك: للأمر، والقهر، والظلم، والنصر و..؟! والخاسر في كل حرب هو الإنسان.
في الماضي الأبعد كان الحجر وكانت العصى، وبعض الأدوات الصوانية الحادة، هي أشهر أسلحة الحرب.. وفي الماضي البعيد، كان السيف والرمح والقوس الذي تُرمى به السهام، وزرَد الحديد، والأنشوطات وما في حكمها.. هي الأدوات الأهم من بين أسلحة المتحاربين. وكان استخدام الخيول والجِمال والفِيَلة، والعربات التي تجرها الأحْصنة، وما في حكم ذلك هي الوسائط.. وكان المحاربُ يلتقي المحاربَ في ساحات الوغى، التي تكون في الأغلب الأعم خارج المدن والقرى والتجمعات البشرية.. وكانت تلك حالة لا يَطال فيها المدنيين الشيء الكثير من وزر الحرب.. فهناك نهبٌ وسلبٌ وسبي وحرق وانتهاكات، وقليل من القتل يطالهم، لكن بعد أن تكون المعركة قد انتهت وانجلت عن غالب ومغلوب، وفي مدى زمني قد يتيح هرباً. وكان معظم الموت يتم في ميدان المعركة، أو بما يحيط به عند الكر والفر، وعند الفرار. وكان كل مقاتل يرى خصمه، وينازله، وقد يعرفه حق المعرفة، ويدرك كيف يتصرف.. فيتقدم أو يتراجع أو يناور، مستخدماً سلاحه، مندفعاً في هذا الاتجاه أو ذاك حسب شجاعته، ومهارته، وخطته، وقدراته الشخصية، وهو يملك مصيره إلى حد ما.. فإن أصاب فبمواجهة واعية لحساباتها وأدواتها وظروفها، وإن أصيب فكذلك. وفي حالات التحام الجيوش، فهو ونصيبه ومصيره. وكانت هناك حالات الحصار، وحرب التجويع من أجل الاستسلام والتركيع.. ولكن كانت هناك فسحات أمل، فالقلاع والحصون تبنى وفي مخطط بناتها مخارج نجاة، وطرق لتأمين الحاجات في كثير من الحالات والأوقات.
أما حرب اليوم فلا مواجهة شخصية مباشرة فيها، إلا في حالات الاشتباك بالسلاح الأبيض، وهي حالات نادرة.. ويموت فيها مئات الآلاف، بل الملايين من البشر، باسلحة فتاكة، لا يُستثنى منهم أحد، وهي حرب تَطال الجيوش والمتحاربين والمدنيين في المدن والقرى والملاجئ المحصنة تحت الأرض.. وقد يدمرك عدوك من دون أن تراه، وحتى وهو خارج بلدك وقارّتك.. ويدمرك من البر والبحر والجو والفضاء الخارجي للكرة الأرضية ذاتها.. بالصواريخ والقاذفات الاستراتيجية الحاملة لقنابل نووية وهيدروجينة، ومن قواعد في الفضاء، حيث هناك من يُعَسْكرُه. والمدني مهدد مثل العسكري وربما أكثر، وفي حال استخدام أسلحة تدمير شامل “نووية، وجرثومية، وكيمياوية.. إلخ..”، فلا حياة، ولا حياد، ولا.. ولا.. إلخ، بل دمار هائل، شامل.
والمقاتلون اليوم يخوضون معارك وهم في غرف عمليات تحت سطح الأرض، ويخوضونها أيضاً في الأحياء السكنية، وقد يتخذون المدنيين دروعاً بشرية، وقد يحاصرونهم، ويشهرون عليهم سيف الجوع، بلا رحمة.. وسيف الجوع هذا معروف في الحروب بالوسائل القديمة، كما أسلفنا، حيث تحاصَر القلاعُ والمدنُ بكل من فيها وما فيها. وفي تلك الحالات على الخصوص، يواجه الإنسان مصيره كما لم يواجهه من قبل، ويواجه الإنسان “الآخر”بصورة غير مباشرة، كما لم يفعل من قبل، ويواجه حقيقة الجوهر البشري بكل ما فيه، وبما يمكن أن يظهر منه وفيه، بين حدّيّ: الوحشي والإنساني، البؤس واليأس، الشر والخيّر، الجبن والبطولة، والتضحية والإيثار..إلخ. وفي حدود التَّماسِّ الداخلي الحاد بين مكونات الإنسان العميقة، تدور معركة من نوع خاص جداً، لا يُستخدَم فيها السلاح بأنواعه وأطواره، وإنما يستخدم ما في الإنسان من روحي ومادي ومعرفي، إلى المدى الذي قد يعيد صهر الكائن البشري في بوتقة: الحرب، الحصار، الجوع، الموت.. لكن ذلك عند قلة، بينما تغرق الكثرة في حمئٍ بدأ يغمر الكائن البشري منذ ما قبل الفطرة واستمرَّ إلى يوم القهر والنَّفرَة. وربما جاز لنا القول هنا: إن الفطرة ليست واحدة، وليست خيِّرَة بالضرورة، وليست مما تداخل وتفاعل عضوياً، ومن ثم مادياً، وروحياً، واجتماعيا، وثقافياً.. فقط، منذ أن خلق الإنسان ومر بالأطوار الأولى، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿١٣﴾ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾ سورة المؤمنون. بل هي أيضاً مما كمن في سلالة الطين تلك، وما رافق لحظة تلقيح البويضة في الرحم من مشاعر بين الذكر والأنثى، وما رافق الحملَ، والوضعَ، والتربية، من معطيات شتى.. أصبحت بالضرورة ضمن تكوين الكائن البشري، الذي يعي ما يعي منها، ويبقى فاعلاً فيه ما لا يعي من ذلك.. ويضاف إلى ما في هذه البَوْتَقَة ما يضاف من تربية، وفكر، وثقافة، ومعتقدات، ومفاهيم، وظروف، وتفاعلات، ومراجعات عميقة وطويلة الأمد..إلخ، تجعل منه هذا الكائن أو ذاك، المختلف الباحث عن الائتلاف.؟! وعن أي نوع من الائتلاف؟!.
إن الحصار يتحول في الحروب إلى كوارث، وإلى مَصَاهر بشرية يتفاعل فيها التكوين الداخلي للبشر مع المحيط، ويتفاعل فيها المحاصر مع الآخر الشريك في الكارثة، وذلك الآخر الذي يسبب الكارثة ويستثمرها.. والنتيجة حالات ومواقف بشرية فريدة.. ففي جوانب من ذلك المشهد – المصْهَر.. يتجلى الإنساني: تضحية، وشجناً، وخوفاً، وشكوى، وتقوى.. وفي جانب آخر يتجلى: غضباً، وثورة، ونقمة، وبغضاً.. وفي جانب ما قد يتبدّى قيحاً ينزُّ، وشماتة، ووحشية، وتعذيباً، وموتاً.. وهناك في مدى التفاعل مع التفاعل حالات تنوس بين التعاطف البالغ حدَّ الغضب الإنساني الساطع، وبين البلادة الحاقدة، واللأدرية الفاسدة، المفسِدة للإنساني في أسمى تجلياته حرصاً على الإنسان، والحياة، والحقوق، التي للكائن البشري الحي في الحياة.. وكل من ذلك يتجلى بصور وصيغ عملية شتى.. ولكن في خلفية مشهد المشاهد، تبقى هناك القوة المتماهية مع الباطل – الحرب، بشؤمها.. وتبقى هناك أسباب ومسببات ومسببون وقابضون على جراثيم الطاعون.. يبقون بعيدين عن المعاناة، والمشاعر، والتفاعل، والحساب، ودفع الثمن.. وبعيدين أيضاً عن المشاركة: بشجاعة، وحمية، ومسؤولية.. لوقف المعاناة، ووقف المأساة، ووضع حد للكارثة.. حتى لا يُشوى الإنسان على نار الحصار، وتُصفى حياته قطرة قطرة ليركع، أو ليموت في كل ساعة من ساعات بؤس الجوع، وبؤس الإنسانية المتجلي في الجوع، لا سيما عندما يكون الجائع – الضحية طفلاً، ومن يجوِّعه مالك للقدرة على إنقاذه.
في الحرب/ الكارثة، الجارية منذ سنوت في العراق، وسورية، واليمن، وليبيا.. من بلدان العرب، لا يمكن تحقيق وصف أبعاد المعاناة وأنواعها، ومن أنواعها الحصار، والتهجير، فوق القتل والتدمير.. والمآسي البشرية التي تصيب المدنيين في هذه الحرب لا تُعد ولا تُحصى.. وليست مضايا وكفرية والفوعة ودير الزور، هي المناطق السورية الوحيدة التي تعاني، فهناك الكثير من المناطق التي لم يسلَّط عليها الضوء.. وليست “تعز”من أرض اليمن هي التي بلغ فيها جوع السكان ومعاناتهم حد البؤس واليأس، من جراء الحصار الخانق، ولا أشباه تلك المواقع والمدن والبلدات في العراق هي الوحيدة المكتوية بنار الحرب، وأسلحتها.. ومن أسلحة الحرب الآن الجوع حتى الموت أو الركوع؟! إن تلك الحالات التي ذكرناها مجرد نتوءات بارزة، تشبه قمم جبال الجليد، في بحار الظلم والظلام والضلال والإجرام والمعاناة التي حلت بالمدنيين خاصة، وبالشعب والوطن عامة، في تلك البلدان العربية، لا سيما سورية منها. وإذا كانت الراحة النبسبية قد طرقت أبواب أنفسنا، بعد أن وصل شيء من الطعام والملابس لمضايا والفوعة وكفرية، فإن وضعها، ووضع غيرها من الأحياء والبلدات والقرى تحتاج إلى المساعدة على فك الحصار، وإنهاء استخدام “سلاح التجويع”لتحقيق غايات وانتصارات.. التوقف عند هذه الحالات فيه إغماض أعين، أو تعامي عن معناة الملايين من السوريين وغيرهم ممن ذكرت من العرب، يعانون في مخيمات وتجمعات، يعصف بها الثلج، وتقف على أبواب الجوع، وتلتمس الفرج من الله، وممن يدعون أنهم عبيد الله ورجاله. وكل هذا يحتاج إلى إنهاء الحرب القذرة التي دمرتنا، وحققت أهداف عدونا الصهيوني بأيدينا، فلا رابح سواه، ولا منتصر إلا هو.. في حربٍ فتنة، يزيد نارَها هو، وساسة لدينا معه.. فنحترق، وينتشون “نصراً، جهلاً، مقتاً”؟! تلك الحرب يجب أن تتوقف، وبتوقفها يبدأ انحسار المعاناة، وتبدأ خطوات على طريق مغايرة لطريقها، طريق الموت.. تبدأ بِبُناة ليسوا ممن وضعنا في هذه الحال، وما زال يتاجر بنا في أسواق الدم والسلاح، وتجارة العبيد والأرواح، والبيع والشراء فيما أبيح وفيما يُنْتَظَرُ أن يُستباح وفي ما بقي من وطن وشعب و وأمة، وعروبة، وإسلام.. وفي ما يبدو في علم الغيب أنه على مذابح تبهج الذبَّاح.
وإذا كانت الاتفاقات لفك الحصار عن بعض المناطق في سورية، ووقف الموت جوعاً، وإعطاء هدنة لمن يستخدمون التجويع سلاحاً، قد كشفت، وتكشف للمتقاتلين في سورية والعراق على الخصوص، أن حربهم، حرب الفتنة المدمرة، هي حرب مذهبية “سنية – شيعية”ما أنزل الله بها من سلطان، وأن هناك من يريد لها أن تستمر وتتوسع لتشمل العالم الإسلامي.. فإن عليهم أن يدركوا أنهم يخوضون تلك الحرب، المنكرة المستنكرة، بكل الأسلحة والإمكانيات والقوى، لصالح أعداء العروبة والإسلام، ولصالح الصهيونية وإسرائيل بالدرجة الأولى.. وأنها الخروج على: الدين/الإسلام، وعلى الأخلاق، والقيم، والوطنية، والقومية، والمصالح الحيوية للأمتين العربية والإسلامية، وعلى القضايا المصيرية..إلخ”. إن المحاصرين في سورية الذي وصلت إليهم مساعدات بضغط دولي هم من السنة والشيعة، أي من الطرفين اللذين يؤول الاقتتال بينهما إلى “فتنة مذهبية”تزداد اشتعالاً.. وأن ما يستجد عليها في أبعاد سياسية وقطيعة متعددة الأوجه، بين بلدان عربية وإسلامية، سوف يدمر كل الأطراف الداخلة فيها.. وكل ذلك ليس في مصلحة أحد سوى الصهيونية و”إسرائيل”، ومن يتحالف مع “إسرائيل”ويحمي إرهابها، ويزيدها فجوراً، وطمعاً، وصلفاً، وعدواناً، وغرورا. إنهم يستقوون على بعضهم بعضاً بدول وقوى وتحالفات، سلبت منهم الكثير، وسوف تسلب منهم ما هو أكثر. ويبدو أن من واجب زعماء الحرب في الجبهتين العريضتين أن يحسنوا قراءة المشهد، ابتداءاً من الزاوية الضيقة جداً، أي من الزاوية المذهبية، وانتهاء بالمدى الأرحب المتصل بالوجود، ليروا أنهم جميعاً في المصيدة، وأنهم جميعاً يخسرون، ويعانون، ويَطحنون عظام أناس منهم، هنا وهناك.. ويسيؤون إساءات بالغات إلى دينهم، ومذاهبهم، وهوياتهم الوطنية والقومية، وإلى شعوبهم وأوطانهم، وإلى البشرية التي يشتركون معها في التكوين والمسؤولية والمصير.. فما يتم الآن، وما ينذر بمزيد من التطورات الكارثية، يُبرز أو يُفرز وحشية مرفوضة، ليست من الإسلام في شيئ، وليست من الإنسانية في شيئ.
دمشق في الثلاثاء، 12 كانون الثاني، 16
علي عقلة عرسان