امنحني السكون يا رمضان .. فقد أرهقني الضجيج .. اسكني سلاما يعم الروح، والقلب والفكر، خذيني بعيدا حيث أحيا أنفاسك، معتقة بشوق روح محرورة، آه يا رمضان.
اعتدت أن أجمع حوائج الدنيا، ألقيها بعيدا، وأحيا في محرابك تمنحني جناحا تلو الجناح، هناك بعيدا أسبر الأنوار، حفت خطاي في دروب الصبر، وما زلت أنازع الروح كتمانا، أحن إليك تملؤني نورا، فلا أرى الوجود إلا بآيات الشوق، هبني من كفك السلام، فلن تراني إلا مصافحة يدك الوضيئة، في محاريب الروح اعتدت أن أفترش القلب ليرى الله أنيني المكتوم، يرى الشوق يقتات الروح، فالروح رحالة بميلاد جديد كل لحظة، كيف يقبض المؤمن على الجمر، ولا حياة دون قبضتها.
يا موسم الصبر أقبل، فلي قبلة من الصبر فاقت عذاباتي، كم من جناح هوى، وضاعت نداءاتي، ألا أقبل، فلي مع روحك أسرار وإسرار ..
سأهمس لك ببعض النار تكويني
وآهاتي وأحزاني
نزف دمي شراييني
ألا أقبل
ففي المحراب ميقات
له شوقي، موازيني
أحب الله خفق دمي
أذل الجرح صامتة
والآمال تشجيني
فأغرق مركبي دمعا
فما الأمواج تثنيني
ألا أقبل
وضم الروح تحنانا
أنا الأنات تبنيني
أصوغ مواجعي زهرا
وأطياري سكاكيني
فذاك الغرز يرسمني
وتلك الآه تحييني
سأمضي الجرح في روحي
وأمضي الشوك يدميني
وأمضي النار تحرقني
تجلى النور يزكيني.
إعداد ـ أم عاصم الدهمانية