ضمن المشروع الفني الثقافي السياحي “تخليد اللحظة الأثرية بالفن”
تغطية وتصوير ـ يوسف بن سعيد المنذري:
19 فنانا تشكيليا اجتمعوا بقرية إمطي بولاية ازكي بفعالية (نرسم معا) ضمن المشروع الفني الثقافي السياحي (تخليد اللحظة الأثرية بالفن) تحديدا بالحارتين الأثريتين العين والسواد، ولمدة 3 أيام سيواصلون نثر ابداعاتهم ليعكسوا بألوانهم جماليات الحارات القديمة وما تزخر به من مشاهد تاريخية وحضارية واثرية متفردة صامدة على مر السنين، إعادة احياء الحارتين جاءت بفكرة فنية بحته من الفنانة التشكيلية مريم بنت محمد الزدجالية حيث ترى بأن توظيف الفن لا يقتصر على المعارض أو القاعات إنما يتغلغل ليصبح جزءا من حياتنا خاصة عندما يكون المبدأ خدمة الناس والمجتمع، ومنذ الصباح الباكر حرص أهالي القرية للحضور ومد أيادي العون ليعيدوا رونق حارتهم التي احتضنتهم في الماضي حيث جسدوا مشهدا لافتا صغارا وكبارا لتهيئة حارتي العين والسواد اللتين تتميزان بهندسة فريدة من نوعها في بنائها فالزائر يبقى متسمرا يجول في ذهنه براعة الفنون المعمارية العمانية قديما ولعل هذا الإتقان يبدأ من باب الصباح المؤدي للحارة حيث تتكون مواد بنائه من الحجارة والأسقف.
أما الفنانون فقد عاشوا لحظاتهم بين الريشة وبساتين اشجار النخيل وجريان فلج السواد ومشاهد الماضي التليد، وفي المساء دشنت صاحبة السمو السيدة علياء بنت ثويني آل سعيد فعالية نرسم معا وبحضور سعادة يونس بن علي المنذري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية ازكي وعدد من المشايخ حيث رحب الأهالي برعاية المناسبة بلوحة ترحيبية قدمها مجموعة من الأطفال ثم اطلعت على جهود الفنانين التشكيليين نحو تجميل الحارتين كما تجولت بداخل الحارتين والمعرض المصاحب الذي اقامته مجموعة من النساء والذي حوى العديد من العادات التقليدية واشادت ببراعة البناء الهندسي المتفرد وجهود الأهالي والفنانين.
وقالت صاحبة السمو السيدة علياء بنت ثويني آل سعيد راعية المناسبة في حديث لها: يوم بهيج ان نشاهد هذا التناغم التراثي الأصيل بالأسلوب العصري الحديث لإعادة هوية هذه الحارات فالاختيار للمكان لتوظيف المشروع مناسب بما تحويه الحارتين من كنوز اثرية نادرة في طريقة بنائها وتقسيم ممراتها وبيوتها. واشادت سموها بلمسات الفنانين وتناسق افكارهم واختيارهم للألوان واستقبال الأهالي وجهودهم الكبيرة لإنجاح المشروع.
وحول هذا الحدث قال الفنان التشكيلي عبدالكريم الميمني: الفنانون المشاركون استلهموا مفرداتهم الفنية التي نفذوها في اعمالهم بأفكار ورموز مستوحاة من حارتي العين والسواد ومن البيئة المحيطة بالقرية كالأقواس والأبواب القديمة والزخارف المتنوعة وعندما نتحدث عن الألوان المستخدمة معظمها ألوان ترابية من بيئة المنطقة القديمة وكلها متجانسة تأخذ لون الأرض والحجر والأشجار ونتجت من خلال هذه التجرية الثرية اعمال فنية ستشد الزائرين برؤية بصرية عميقة وجميعنا هنا سعداء لنقل خبراتنا الفنية.
أما الفنانة التشكيلية جميلة الزدجالية فقالت: لحظات لا تنسى ونحن نعيش اجواء قريبة من تراثنا الأصيل الذي يجسد اجمل لوحات الماضي التليد، وقمنا برسم مجموعة من المناظر والزخارف التي تعكس الطابع العماني القديم وسط تفاعل من قبل الأهالي والزوار والفنانين المشاركين كل يجسد بريشته رؤيته الفني.
وقال الفنان التشكيلي صالح العلوي: انا سعيد بالمشاركة في هذه الفعالية الفريدة من نوعها واعدها فرصة لنا كفنانين لنقترب من اعماق كنوز التاريخ وهنا قضينا اوقاتا ممتعة فالأجواء المحيطة من المزارع وبساتين اشجار النخيل والأفلاج وحديث اهالي القرية عن الحكايات القديمة مما اكسبنا ثقافة بصرية واسعة نعكسها في لوحاتنا على الجدران المحيطة بالقرية وسعدت بتفاعل الأهالي وشغفهم نحو اعادة احياء الحارات القديمة.
وعبر الفنان التشكيلي يوسف النحوي عن فرحته بمشاركة فنانين بارعين وقامات معروفة في المجال حيث اشار إلى ان الفن يتحدث في كل مكان وفي كل زاوية وفق الرؤية التي تناسب توظيفه بالشكل المثالي وهنا الفنانون يعيشون اجمل لحظات الحدث حيث نهدف إلى تسليط الضوء حول المكان التراثي الذي نتمنى ان يتم استثماره سياحيا وفنيا وثقافيا ولكي يتم هذا الاستثمار لابد من وضع لمسات جمالية تشد الزائرين مشيدا بالهمة العالية من الناس نحو ابراز المكان واعادة هويته.
من جانبه قال سالم بن زاهر الصارمي من أهالي القرية قال: لقد كانت جهود الأهالي واضحة منذ انطلاق الفكرة حيث سبق تدشين فعالية اليوم العديد من المعسكرات الخدمية لتهيئة المكان ولمسنا تكاتفا من الجميع الشيوخ والنساء الصغار والكبار، اما فعالية نرسم معا فقد حرصنا على تهيئة كل المتطلبات التي يحتاجها الفنانون التشكيليون ليوظفوا افكارهم وابداعاتهم واحاسيسهم من الجماليات التي تتمتع بها الحارات القديمة، واضاف بأن الحارتين ستحتضنان العديد من الفعاليات الثقافية والفنية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن