احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / 22 توصية يقرها المؤتمر الدولي “تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي والصين وعُمان نموذجاً” في ختام أعماله بمسقط

22 توصية يقرها المؤتمر الدولي “تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي والصين وعُمان نموذجاً” في ختام أعماله بمسقط

أكد أهمية تعزيز السلام وقيم التعايش والتسامح بين العالم الإسلامي ودول العالم
متابعة ـ فيصل بن سعيد العلوي :
أوصى المؤتمر الدولي (تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي والصين وعُمان نموذجاً) في ختام فعالياته أمس في مسقط جراند ميلينيوم تحت رعاية سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بإبراز أهمية السلام والتعايش السلمي وقيم التسامح والعيش المشترك في تعزيز العلاقات بين العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة، وتشجيع الحوار بين الحضارتين الإسلامية والصينية وما تنبثق عنهما من نظريات فلسفية وممارسات ثقافية مشتركة، وإجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول العلاقات بين سلطنة عُمان والصين ودول العالم الإسلامي، لإبراز تأثيرات الثقافتين الإسلامية والصينية.

وقد قرأ الدكتور عبدالعزيز بن هلال الخروصي مدير دائرة التاريخ الشفوي في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية توصيات المؤتمر الذي استمر ليومين وقد تضمن 22 ورقة عمل بحثية ناقشت العلاقات التاريخية والتجارية والاقتصادية والسياسية والثقافية الراسخة والوطيدة بين العالم الإسلامي وعُمان والصين عبر العصور المختلفة. وقد أوصى المشاركون في فعاليات هذا المؤتمر الدولي إضافة إلى ما سبق بدراسة إمكانية إنشاء مركز علمي يُعنى بالعلاقات بين دول العالم الإسلامي وسلطنة عُمان والصين، وعقد المزيد من المؤتمرات الدولية والندوات العلمية التي تدعو لدراسة العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية بين سلطنة عُمان والصين ودول العالم الإسلامي وتبادل الخبرات بين المؤسسات العلمية والثقافية بين البلدين، إضافة إلى تشجيع دراسة أدب الرحلات وإسهامه وتأثيره في التواصل الحضاري والثقافي بين العالم الإسلامي والصين، ودعم الدراسات والبحوث التي تهدف إلى تحديد تطور العلاقات العُمانية الصينية عبر العصور المختلفة، والتنسيق بين مراكز البحوث العلمية والجامعات بالدول الإسلامية لتشجيع واستقبال الباحثين الصينيين والعرب والمسلمين لإعداد البحوث والدراسات المشتركة في الجوانب التاريخية والاقتصادية والثقافية.
كما أوصى المشاركون إلى تعميق البحث العلمي وتحري الموضوعية والدقة من خلال الرجوع إلى الآثار والوثائق والمصادر والمراجع العربية والإسلامية للتمحيص ونفي الشبهات والمبالغات التاريخية، وتشجيع التنقيب والبحث عن الآثار والمحافظة عليها، وترميمها، حيث أنها تعد مصدراً أساسياً ومكملا للوثائق والمخطوطات في توثيق المعلومات التاريخية والحضارية، وتشجيع مراكز البحث العلمي لإجراء المزيد من الدراسات حول أهمية طريق الحرير ودوره في نشر الإسلام في الصين، والاهتمام بالتاريخ الشفوي لما يمثله من إثراء المعلومات التاريخية والوثائقية والتي تُعنى بالعلاقات بين دول العالم الإسلامي وسلطنة عُمان والصين. وتشجيع الباحثين للاستفادة من المصادر والمراجع الوثائقية العربية والإسلامية والعثمانية والصينية والمصادر العالمية الأخرى للكشف عن طبيعة العلاقات بين العالم الإسلامي وعُمان والصين، وتوجيه طلاب الدراسات العليا والباحثين لإعداد البحوث العلمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه التي تتناول العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والتواصل الحضاري بين العالم الإسلامي وعُمان والصين، ودراسة إمكانية اصدار مجلة علمية مُحكمة متخصصة في تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي وعُمان والصين، وتقديم الدعم اللوجستي والاقتصادي للعلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين سلطنة عُمان والصين بما يدعم جهود حكومة سلطنة عُمان في تفعيل الاستثمار في السلطنة.
كما اوصى المؤتمر بدعوة المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية في الصين للعمل والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوفرة في سلطنة عُمان وقيام رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في عُمان بالاستفادة من الفرص الاستثمارية في الصين، إضافة إلى التوصية بضرورة الاستفادة من التوجيهات القائمة حول مبادرة الحزام والطريق، وعلى قيام كل من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بإنشاء بنك معلومات خاص بعلاقات العالم الإسلامي وعُمان والصين، والتأكيد على أهمية التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات العلمية والثقافية المختلفة في سلطنة عُمان والصين ودول العالم الإسلامي، وإصدار ونشر البحوث العلمية التي قُدمت في هذا المؤتمر الدولي في الدوريات العلمية التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
وفي الختام أوصى المشاركون بدعوة كل من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية للعمل معاً نحو تنظيم المزيد من المؤتمرات والفعاليات الثقافية التي تسهم في إثراء الجوانب الحضارية والثقافية والتاريخية التي تكشف عن حجم الدور العُماني واسهاماته في الحضارة الإنسانية.

وكان قد شهد الحفل الختامي أيضا كلمة للمشاركين ألقاها الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي قال فيها : تميزت العلاقات العمانية الصينية بالعلاقات الممتازة خلال فترات التاريخ المختلفة منذ أن عرفنا أن أباعبيدة الصغير الذي رحل إلى الصين في الثلث الثاني من القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي، حيث بدأت في إطار التبادل التجاري ثم تطورت هيئة العلاقة إلى وصلت في قمتها من حيث الاستثمار الاقتصادي في السلطنة.

جلسات اليوم الختامي
وكانت قد اختتمت جلسات المؤتمر بثلاث جلسات تناولت أوراقهما محاور المؤتمر الثلاثة، الفنون والثقافة والعلوم، العلاقات الاقتصادية العمانية الصينية، والعلاقات الدولية ومبادرة الحزام والطريق.

*********
الجلسات

الجلسة الأولى التي أدارها البروفيسور وانج لينكونج نائب المدير العام بمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بالصين، شملت خمس أوراق عمل، حيث قدم البروفيسور لي لين بمعهد الأديان العالمية بالصين الورقة الأولى حول ” توطين الإسلام في الصين من خلال العلاقة بين الشريعة الإسلامية وقانون الدولة” العلاقة بين قانون الدولة والشريعة الإسلامية خلال حكم أسر مختلفة، وتثبت أن الشريعة الإسلامية قد تطورت من “العادة” إلى “المؤسسة”، ثم إلى “مصادر المعيشة” في التاريخ الصيني .وفي عهد أسرتي تانغ وسونغ كانت هذه العادة خاص بالأجانب، أما خلال عهد أسرة يوان فكانت عبارة عن مجموعة من المؤسسات التي تحكم الرعايا المسلمين، وخلال عهد أسرتي مينغ وتشينغ اندمجت مع طقوس الكونفوشيوسية. وأضاف لي لين بأن: الآن في فترة الدولة القومية الحديثة نجد أن معتقدات الفرد وتقاليده الثقافية تطورت تدريجيا، وذلك التطور هو التيار الرئيسي الذي يتكيف فيه القانون الإسلامي بنشاط مع قانون الدولة في المجتمع الصيني، وجوهر هذا التكيف هو أن الشريعة الإسلامية تعتمد على الوضع الاجتماعي للمسلمين الصينيين.

أول جامعة إسلامية في بكين
وفي الورقة الثانية قدم البروفيسور أوزكان عزمي، من منظمة التعاون الإسلامي ورقة بعنوان “جامعة بكين الإسلامية التي أنشأت عام ١٩٠٨ والعلاقات العثمانية الصينية” تروي هذه الورقة قصة أول جامعة إسلامية تأسست في بكين ومساهمتها في العلاقات بين العثمانيين والشعب الصيني. حيث إن تاريخ العلاقات بين تركيا والصين قديما للغاية، فجامعة بكين واحدة من الأمثلة الكثيرة التي ترمز لهذه العلاقات القديمة، وفي عام 1901 أبحر وفد عثماني إلى الصين بناءً على طلب السلطان عبد الحميد الثاني لتعزيز العلاقات بين ملايين المسلمين في الصين والخلافة العثمانية، ونتيجة لذلك زار العالم المسلم المشهور وانغ هاورين اسطنبول بعد رحلة الحج في مكة عام 1906، وكان في استقباله السلطان عبد الحميد الثاني بنفسه، وفي الاجتماع بينهما تحدث السلطان عبد الحميد الثاني عن خطته لتأسيس جامعة في بكين.

تجار خوقند
فيما حملت الورقة الثالثة عنوان “تجار خوقند كوسطاء في التجارة الدولية بين إمبراطورية تشيينغ ودول وسط آسيا الأخرى” للدكتور محمودوف شيرزودون من أكاديمية العلوم الأوزبكية معهد التاريخ أوزباكستان، وفيها تناول ديناميكية نشاط تجار خوقند ودورهم في العلاقات التجارية بين الصين ودول آسيا الوسطى. حيث أصبحت في القرن الثامن عشر خوقند خانات دولة مستقلة، وطورت التجارة الخارجية والداخلية في آسيا الوسطى كونها أحد المكونات المهمة للحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلد، تم بناء أسواق جديدة ومراكز التسوق والفنادق، وتم تجديد تلك المرافق الموجودة، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قاد خوقند خاناتي العلاقات التجارية النشطة مع الصين، حيث صدرت الصين الشاي والأقمشة الحريرية والفضة ومنتجات الخزف والأدوية العشبية والمسك، بالإضافة إلى ذلك فقد لعب تجار خوقند دورًا حيويًا في تطوير العلاقات التجارية الدولية الوثيقة، وأحد العوامل الرئيسية العديدة التي ساهمت في هذه العلاقات هو كونها (محور) في العلاقات التجارية بين الصين ودول آسيا الوسطى الأخرى.

أمير البحر الصيني
وقدم الدكتور محمد بن سعيد المقدم، عضو مجلس إدارة جمعية التاريخ العمانية، الورقة الرابعة بعنوان ” رحلات أمير البحر الصيني تشنغ خه ١٤٠٥-١٤٣٥، أكد فيها على العلاقات التاريخية بين عمان والصين علاقات قديمة وجديدة ومتجددة عبر العصور التاريخية حتى عصرنا هذا. حيث تضرب العلاقات العمانية الصينية في أعماق التاريخ، اذا تُشير المصادر التاريخية الصينية اسم عمان (وونغ مان) في عهد أسرة هان الغربية 207 ق.م-222م، ووصول السفن الصينية الى المؤاني العمانية مثل قلهات، وصحار. كما تشير المصادر الصينية الى وصول السفن العمانية الى المؤاني الصينية الجنوبية، تحمل البضائع من عمان ومنطقة الخليج العربي وشرق افريقيا. وأضاف المقدم في عهد أسرة تانغ (618-906) م زادت حركة التجارة بين المؤانى الصينية والعُمانية. وتذكر المصادر العربية والصينية أسماء الكثير من التجار والبحارة الذين امتلكوا السفن للتجارة مع الصين ومن أشهرهم التاجر والبحار العُماني أبو عبيدة عبدالله بن القاسم والذي يعتبر اول بحار عربي يصل الى الصين، والشيخ عبدالله الصحاري أصبح رئيساً لحى العرب والاجانب في ميناء كانتون، بالإضافة الى سعيد بن ابى علي، والنظر بن ميمون، والنوخذة اسماعيل بن ابراهيم بن مرداس، ومحمد بابشار بن حرام. وفي عهد “أُسرة مينغ” 1368 – 1644م، شهدت فيها العلاقات العمانية – الصينية، اتصالات دبلوماسية وتجارية، وخير مثال على تلك العلاقة هي: رحلات أمير البحر والقائد العام للأسطول الصيني المسلم “تشنغ خة”، الذي قام بسبع رحلات بحرية عابرا المحيط الهندي، ووصل إلى شرق افريقيا ومنطقة الخليج العربي، وخاصة إلى ظفار وقلهات وصُحار وهُرمُز ومسندم. وقام بتلك الرحلات (1405 إلى 1435م) على مدى ثمانية وعشرين عاما وزار خلالها أكثر من 30 دولة في جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وشرق افريقيا ومنها ظفار، قلهات، هُرمُز. وكان من اهداف رحلات تشنغ خه تحقيق الانفتاح البحري الصيني على الخارج من خلال التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي مع الدول الاسيوية والافريقية.
وبدأت رحلاته في الحادي عشر من يوليو 1405. وبلغ عدد البحارة على متن سفن الاسطول الضخم 27.000 منهم عسكريون ومترجمون وأدباء وعلماء والاطباء وغيرهم. كان اسطول ضخما تكون من 62 سفينة وحملت السفن بكميات هائلة من المنسوجات الحريرية والعقاقير التقليدية الصينية والمجوهرات. وقد زارت سفن تشنغ خه عمان عبر خمسة رحلات من أصل سبعة رحلات. وتشير الوثائق الصينية الى زيارات لكل من ظفار، قلهات، قريات ومسندم. علما بان مؤرخي الرحلة كانوا يكتبون كل تفاصيل للمناطق التي يزورنها من بينها عمان وذكرت المصادر معلومات هامة عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولقد سجلت خريطة تشنغ خه (اول خريطة صينية في مجال الجغرافيا) أسماء ومواقع مدن وموانئ عمان. وتركت رحلات “تشنغ خة”، السبع على مدى ثمانية وعشرين عاما تُراثا ثريا على صعيد تطوّر صناعة الملاحة البحرية في العالَم، وأيضا التواصل الإنساني بين الصين والشعوب في المحيط الهندي منها: عُمان.

التبادلات الثقافية
فيما ختم البروفيسور ليو يهونج الجلسة الأولى بالورقة الخامسة بعنوان “كيفية تحقيق الحوار بين الحضارتين العظيمتين النظريات الفلسفية والممارسات الثقافية” وفي هذه الورقة تتبع التطور التاريخي الطويل للإسلام في الصين واستعرض التبادلات الثقافية النشطة بين الصين والدول العربية في هذه الأيام. كما قال ليو بأن أس بي هنتنغتون قد توقع “صراع الحضارات” من حيث النمط السياسي المستقبلي في العالم، كما عرض سياسة تسمى “قاعدة القواسم المشتركة” التي تهدف إلى حل هذا الصراع والتي تحدثها فيها حول “مشكلة الحضارة العالمية”، وبدأ في الوقت نفسه هانز كونج بتأليف “أخلاقيات عالمية” التي تطرقا فيها بشكل إيجابي إلى “مشكلة الحضارة العالمية” إلى حد ما، حيث تصنف الأخلاقيات العالمية في مجال الفلسفة الدينية، وبما أن هناك علاقة معقدة بين الدين والفلسفة فالتوضيح يكون لزاما.

الجلسة الثانية
وترأس البروفيسور لي هي سوو الجلسة الثانية التي قُدِم فيها ست أوراق عمل ناقشت العلاقات الاقتصادية العمانية الصينية، قدم فيها البروفيسور صادق يوناي، منظمة التعاون الإسلامي، ورقته بعنوان “العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين عمان والصين” تدرس هذه الورقة تطور العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين الصين وسلطنة عمان مع الإشارة بشكل خاص إلى قطاع الطاقة ، والمشاريع المشتركة في دول العالم الثالث والانفتاح الجديد للصين تجاه الشرق الأوسط، كما تم أيضًا دراسة إمكانات التنمية في العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية الثنائية بين البلدين.
طريق الحرير
وجات الورقة الثانية بعنوان “العلاقة الاقتصادية بين الصين ومبادرة الحزام والطريق” لدكتور تونج فيي، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية الصينية قال فيها :يعد موقع عمان مهم للغاية بسبب ارتباطه بالشرق الأوسط وأفريقيا، فمنذ أكثر من ألفي عام أقامت الصين وعمان على طريق الحرير القديم روابط تجارية بواسطة سفن الشحن الخشبية، وتقوم سلطنة عمان الآن بتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط متجهة نحو التنمية المستدامة، وتتماشى مبادرة حزام واحد وطريق واحد One Belt And One Road مع المتطلبات الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية في سلطنة عمان، حيث يمثل المسار الجديد لسلطنة عمان طريقا مختصرا للوصول إلى السلع الصينية عالية الجودة والمعدات والتكنولوجيا المتقدمة، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 40 عامًا حققت الصين وعمان إنجازات مثمرة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مما أرسى أساسًا قويًا لتعزيز حزام واحد وطريق واحد.
وناقش البروفيسور ويي مين في الورقة الثالثة “الصناعة في في دول الشرق الأوسط عبر نموذج مبادرة الحزام والطريق” واقع التنمية والتصنيع في الشرق الأوسط التي تواجه العديد من العقبات والتحديات تساهم في تولد آثار سياسية عميقة في طريق تعزيز التعاون في مجال الإمكانيات بين الصين ودول الشرق الأوسط في إطار “مبادرة الحزام والطريق”.

بوابة عمان
واستعرض صالح بن حمود الحسني مدير عام خدمات المستثمرين في هيئة المنطقة الاقتصادية بالدقم ورقة العمل الخاصة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بعنوان “بوابة عمان الى العالم” قدم فيها نبذة مختصرة عن المنطقة باعتبارها أكبر منطقة اقتصادية خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وواحدة من أكبر المناطق الاقتصادية في العالم وذلك من خلال تقديم أبرز أهداف المنطقة الاقتصادية وإمكانياتها الاقتصادية كما تستعرض المحركات والمحفزات الاقتصادية التي تساهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وأبرز الاسباب التي تدفع بالمستثمرين لاستهداف الدقم كواحدة من أبرز الوجهات لتوطين استثماراتهم. كما استعراض المخطط الشامل والذي يوضح بشكل مفصل التكامل الاقتصادي الذي تتميز به المنطقة والذي يستهدف مختلف المجالات والقطاعات الاستثمارية وهي: القطاع الصناعي، والسياحي، والسمكي، واللوجستي، والتعليمي، والصحي، والسكني، والتجاري، وغيرها من القطاعات. كما عرض المزايا اللوجستية التي تساهم في ربط المنطقة محليا واقليميا والخطة المستقبلية لربطها عالميا من خلال استعراض مشاريع البنية التحتية في تسهيل هذا الربط اللوجستي سواء كان عن طريق البحر، أو الجو، أو البر. اضافة الى ذلك استعراض المشاريع التي تم توطينها في المنطقة منذ تأسيسها حتى الان ويتم التركيز من خلالها على جميع الفرص الاستثمارية المتاحة للمستثمرين المهتمين بالاستثمار في هذه المنطقة. وأخيرا التركيز على أبرز الخدمات والتسهيلات والحوافز الاستثمارية التي تقدمها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم للمستثمرين والتي يتم تقديمها عبر خدمات المحطة الواحدة لتسهيل الاجراءات.

استثمر في عمان
كما قدمت نسيمة بنت يحيى البلوشية المديرة العامة للأستثمار والصادرات بالهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات، ورقة عمل بعنوان “استثمر في عمان” قالت فيها توفر مناطق الاستثمار في عمان خدمات أساسية عالمية المستوى، كما تتيح للمستثمرين فرص الاستفادة من خدمات الدعم والتسهيل، والتمويل والبحث والابتكار التي تقدمها الجهات المعنية، إضافة إلى تمكين المستثمر من الوصول إلى الكوادر المؤهلة القادرة على تطوير بيئة العمل ودفها نحو التقدم.

تفعيل الاستثمار
واختتمت الجلسة الثانية من اليوم الثاني بالورقة السادسة “جهود حكومة سلطنة عمان في تفعيل الاستثمار وتسهيل ممارسة الأعمال” للمهندس إبراهيم المعمري الرئيس التنفيذي لمركز الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة، تناولت جهود حكومة سلطنة عُمان في تفعيل الاستثمار وتسهيل ممارسة الأعمال من خلال إنشاء مركز خدمات الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة، ليكون وجهة للمستثمر المحلي والأجنبي من خلال أدواره في تسريع وتبسيط الاجراءات المتعلقة ببيئة الأعمال في السلطنة، وكذلك تطويره للبوابة الإلكترونية (استثمر بسهولة) وربطها إلكترونيا مع كافة الجهات الحكومية والخاصة في السلطنة التي يتعامل معها المستثمر خلال دورة حياة المشروع. كذلك يضطلع المركز بدور أساسي في قانون استثمار رأس المال الأجنبي الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 50/2019م والذي صدر بتاريخ 1 يوليو 2019م من خلال تسجيل المستثمرين الأجانب وتسهيل كافة اجراءاتهم من خلال منحهم التراخيص اللازمة لمشاريعهم الاستثمارية.

الجلسة الثالثة
واختتم المؤتمر الدولي بورقتي عمل الجلسة الثالثة التي ترأسها البروفيسور لي لين من معهد الأديان العالمية بالصين، قدم فيها الدكتور ياو هوينا أستاذ بمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بالصين، حيث أثبت فيها بأن الحروب أدت إلى انتقال المركز الاقتصادي من شمال الصين إلى جنوبها بعد منتصف عهد أسرة تانغ إلى استبدال طريق الحرير البري بطريق الحرير البحري، ومنذ ذلك الحين أصبح طريق الحرير البحري قناة تجارية وجسرًا للتبادل الثقافي بين الصين القديمة والبلدان الأجنبية، ودخل الإسلام إلى الصين بداية بواسطة الوفود والتجار المسلمين الأجانب في عهد أسرة تانغ، كما لعبت التجارة الخارجية البحرية دورًا مهمًا في الترويج للإسلام في الصين خاصة في عهد أسرة سونغ، وأثار الإسلام اهتمام الحكام والعامة، وذلك لأن المسلمين الذين أتوا إلى الصين حاولوا في وقت مبكر نشر الإسلام بالعقيدة الكونفوشيوسية التي لطالما كانت تعاليم صينية سائدة بدلاً من إبداء عيوبها، وهكذا تم إدخال الإسلام تدريجياً إلى الصين بطريقة بطيئة ولكن ثابتة، فأصبح أحد الأديان المهمة في الصين في نهاية المطاف، ويعكس انتشار الإسلام في الصين عبر طريق الحرير البحري خصائص التبادل بين الحضارات، كما يوضح دور التجارة الذي يشجع التواصل بين الحضارات، فالدين واحد من أهم مكونات الحضارة الإنسانية، ويثبت التاريخ الصيني أن التبادل بين الحضارات هو سلم تقدم الأمة، وتبزغ حيوية الحضارة الصينية من خلال تواصلها مع الحضارات الأخرى والاستفادة منها، وينبغي علينا اليوم أن نبذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز التواصل والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة.

الحزام والطريق
وكانت “مبادرة الحزام والطريق والتعاون بين الصين والإسلام كيفية تحقيق النجاح لكل الأطراف” للبروفيسور شيويه لي، وفيها وضحت التنافس السلمي بين الحضارات، في ظل خلفية مبادرة الحزام والطريق حيث تجني الصين والدول الإسلامية بناءً على التشابه والتكامل فيما بينها نتائج مربحة للجانبين، فالحضارة الإسلامية والحضارة الصينية هما من الحضارات الرئيسية في العالم، واضافت شيويه: تتميز البلدان الإسلامية ببعض الخصائص المميزة، أولاً معظمها بلدان نامية بها عدد كبير من السكان وموارد طبيعية وفيرة، وثانياً امتلاكها لقيم تختلف عن قيم الدول الغربية، فهم يشجعون على الاستخدام الرشيد لمواردهم ومميزاتهم الديموغرافية، وبالإضافة إلى قيمهم الخاصة فهم يهدفون إلى تحقيق التنمية الوطنية والاجتماعية مستخدمين الطريقة والنموذج الذي يناسبهم، ويقفون ضد النماذج المفروضة من الدول الغربية، فالبلدان الإسلامية تشبه الصين فيما يتعلق بهذه الجوانب.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى