احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / مشروع المدارس الخضراء .. جيل مستنير وبيئة مستدامة

مشروع المدارس الخضراء .. جيل مستنير وبيئة مستدامة

– تنفيذ المشروع العام الدراسي القادم من خلال 52 مدرسة بمختلف المحافظات

تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تنفيذ مشروع المدارس الخضراء والذي يعد من المشاريع الهادفة وتؤدي إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في سلطنة عُمان من خلال تعزيز الوعي البيئي لدى العاملين في الحقل التربوي لدى الطلبة وبمشاركة المجتمع العُماني من أولياء أمور الطلبة ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص؛ للعمل على إيجاد جيل قادر على اتخاذ القرارات المستنيرة لحل الكثير من القضايا المتعلقة بالبيئة التي تواجه المجتمع العُماني بشكل خاص، والعالم بشكل عام، والإسهام في تفعيل الاقتصاد الأخضر.

مشروع وطني
وحَوْلَ المشروع قال سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، ورئيس اللجنة الرئيسة لمشروع المدارس الخضراء إنَّ مشروع المدارس الخضراء هو مشروع وطني سعت الوزارة إلى تنفيذه، ووضع الإطار العام له منذ العام الدراسي(2021ـ2022) وذلك ضِمن إطار الاهتمام الحكومي نَحْوَ الاستدامة البيئية والحياد الكربوني تماشيًا مع رؤية عُمان 2040 حَوْلَ الإنسان والبيئة في ظلِّ التحدِّيات العالمية في مجال البيئة والتغيُّر المناخي بهدف إكساب الجيل الناشئ بالمبادئ الخاصة بالاستدامة، والحفاظ على البيئة ومصادرها الطبيعية، كما يأتي هذا المشروع استجابة من النظام التعليمي لأهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخصوصًا الهدف الرابع المرتبط بجودة التعليم.
وأضاف: ويأتي هذا المشروع كشراكة مجتمعية بين وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص؛ إذ ترتكز على محاور ثلاثة في الاستدامة والبيئة، وهي: محور «المجال المعرفي»، والذي يتضمن المعلومات والمعارف البيئية، ومفهوم الاستدامة والاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر، ومحور «المجال المهاري» ويتضمن المهارات المعرفية والمهارات اليدوية، وتحويل المعارف إلى ممارسات، ومحور «تكوين اتجاهات إيجابية نَحْوَ البيئة والمحافظة عليها»، ويتضمن القِيَم والاتجاهات المرتبطة بالبيئة.

شراكة مجتمعية
وقال الجلندى بن عبدالله المعولي باحث تربوي أول بمكتب وكيل الوزارة للتعليم ومقرر اللجنة الرئيسية لهذا المشروع: نفذت الوزارة المشروع في نسخته التجريبية في العام الدراسي(2022 ـ 2023) في (12) مدرسة وبواقع (6) مدارس من تعليمية محافظة الداخلية و(6) مدارس من تعليمية محافظة جنوب الباطنة، وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من هذا المشروع (440) طالبًا وطالبة، وتفاعل (685) معلمًا ومعلمة معه، كما شاركت (135) مؤسسة في تقديم البرامج وتنفيذ حلقات العمل، وتقديم الدعم الفني والمادي للمدارس المشاركة.
وأضاف: يستهدف هذا المشروع في نسخته الثانية والتي ستبدأ في العام الدراسي القادم (2023ـ 2024) عددًا كبيرًا من المدارس التابعة للمديريات التعليمية في المحافظات، إذ يشارك (52) مدرسة ذات الصفوف من (7-10)، وبتمويل من شركة بيئة، ومجموعة نماء، وشركة دليل للنفط، وشركة فودافون، والمؤسسة التنموية للغاز الطبيعي المسال، وسيتمُّ تطبيقه فيها في شهر سبتمبر 2023م، ويستمر حتى شهر أبريل 2024، ويشتمل في تطبيقه على جانبين، هما: «منهج استدامة»، وهو عبارة عن دليلين أحدهما للطالب والآخر للمعلم، يتناولان ستة مواضيع بيئية مهمة: (إدارة النفايات والتغيُّرات المُناخية والطاقة المتجددة والتشجير واستهلاك المياه والحياد الكربوني الصفري، لنحقق الاقتصاد الدائري).
من جانبه قال مختار بن محمد السالمي رئيس قسم الأنشطة التربوية بتعليمية محافظة جنوب الباطنة، وعضو الفريق الوطني لهذا المشروع: يأتي هذا المشروع لتعزيز مفاهيم وقيم أصبحت من متطلبات الحياة العصرية، والتي تتفق مع التوجَّهات العالمية للحدِّ من الكثير من المخاطر ومهدِّدات البيئة والصحة، وتعدّل من بعض السلوكيات غير المرغوب بها والتي قد تنغرس عند النشء من طلبة المدارس، وكذلك تحقيق الاستدامة للبيئة من خلال استثمار عقول الطلبة ليكونوا مؤثرين في مجتمعاتهم.
وأضاف: استهدف المشروع في نسخته الأولى (6) مدارس بتعليمية المحافظة موزعة وفق متغيرات الجنس والموقع الجغرافي بواقع(3) مدارس للذكور، و(3) مدارس للإناث تمَّ اختيارها وفق مواصفات ومتطلبات المشروع وبما يضمن الاستدامة.

رؤية واستدامة
وأشار نصر بن عبدالكريم الهوتي مدير مدرسة معولة بن شمس للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الباطنة إلى استعدادات المدرسة لخدمة برامج ومشاريع وقضايا الاستدامة، قائلًا: تبنت وزارة التربية والتعليم وبدعم من الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة)، وبالتعاون بين إدارة المدرسة ومجلس أولياء الأمور، وتمَّ تنفيذ مشروع زراعي يعكس رؤية المدرسة لقضايا الاستدامة: كمشروع (الزراعة المائية)، ومشروع (مزرعة معولة لإنتاج الفاكهة) بمساحة تقدر بـ(4000) متر مربع، ومشروع (أشجار الظل) بتقنية المياه المعالجة عن طريق محطَّة معالجة المياه باستخدام الطاقة الشمسية.

حديقة صفية الخضراء
وأوضحت لمياء بنت محمد المحروقية، مديرة مدرسة صفية أم المؤمنين (5-10) بتعليمية محافظة الداخلية، الفوائد التي حققتها مدرستها لدى تطبيقها لمشروع المدارس الخضراء، فقالت: استطعنا غرس ثقافة ومفاهيم التنمية المستدامة لدى الطالبات، واستغلال الموارد الطبيعية لتحقيق رؤية عُمان 2040: كتنفيذ استراحة للطالبات، واستغلال الطاقة الشمسية؛ لتشغيل مضخة تعمل على ري مزروعات أشجار التين في هذه الاستراحة بالمياه الرمادية، وكذلك تنفيذ مشروع «حديقة صفية الخضراء» للحفاظ على البيئة، والتقليل من التلوث البيئي، وتحقيق الحياد الكربوني الصفري.

لننشر الشعار الأخضر
وذكر شيخان بن محمد الذهلي مدير مدرسة الخليل بن شاذان للتعليم الأساسي: من منطلق حرصنا على الغطاء الأخضر وحفاظنا على كوكبنا، والسبق في تنشئة أبنائنا الطلبة على الموارد المستدامة سعينا خلال العام الدراسي الماضي إلى تطبيق منهج استدامة لطلبة الصف التاسع، والذين بدورهم عملوا في نشر الشعار الأخضر داخل المدرسة وخارجها، كما سعينا في المدرسة إلى الحفاظ على البيئة وتدوير المياه الرمادية.

عناصر المشروع
كما أشار سالم بن عبدالرحمن الإسماعيلي مشرف أنشطة مدرسية وعضو في الفريق الوطني للمدارس الخضراء، إلى أنَّ المشروع اشتمل على عدَّة عناصر، منها: الأنشطة الطلابية، وحلقات العمل، والمحاضرات، والابتكارات العلمية، والزيارات الميدانية، إذ ضم هذا المشروع (6) مدارس في تعليمية محافظة الداخلية، والتي أنتجت ما يقارب (6) مشاريع رئيسة، وعددًا من المشاريع الفرعية، تصب في جابب العملية التعليمية التعلمية، كما استفدنا نحن كفريق وطني من هذه المبادرة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى