احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ 2ـ2

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ 2ـ2

أدلة من السنة :
روي عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قوله:” كُنَّا نأكل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الطعام ونحن نسمع تسبيحه ”
وقال أنس: أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) كفا من حصى، فسبحن في يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)حتى سمعنا التسبيح.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ” إني لأعرف حَجَرًا بمكة كان يُسلِّم عليَّ قبْل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن”.
وقول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم “لا يَسمع صوت المؤذِّن جِنٌّ ولا إنس ولا شجر ولا حَجَر ولا مَدَر ولا شيء إلا شَهِدَ له يوم القيامة”.
فضائل التسبيح في السنة :
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):” من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.
وقوله (صلى الله عليه وسلم): ” كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.”
وقال(صلى الله عليه وسلم):” أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت.”
وقوله (صلى الله عليه وسلم): ” وسبحان الله والحمد الله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض.”
وقال (صلى الله عليه وسلم): من قال: “سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة”.
وقال أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل: أي الكلام أفضل ؟ قال: “ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده”.
وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة ، فقال: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها) ؟ قالت: نعم: فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):”لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضي نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته”.
وهكذا نرى أن التسبيح فضله عظيم فهو:
* ذكر خفيف على اللسان
* ثقيل في الميزان
* إضافة على كونه عبادة تقوم بها جميع الكائنات بمختلف أنواعها.
كيفية تسبيح النبي (صلى الله عليه وسلم) :
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: ” رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعقد التسبيح بيمينه”.وقال (صلى الله عليه وسلم): “عليكنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ واعقِدنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مسؤولاتٌ مستنطقاتٌ ”
*و سنتحدث عن اكتشافات العلماء الحديثة التي تقول أن :(كل شيء في الوجود يتكلم ويصدر ترددات صوتية)
فالنباتات والأشجار لها أصوات محددة وتتأثر بالأصوات أيضاً، وهذا ما تكشفه الأبحاث الجديدة في علم النبات.
فقد اكتشف العلماء أن بعض النباتات تصدر ذبذبات صوتية في المجال الذي يسمعه الإنسان ، ولكن الإشارات الصوتية التي تطلقها هذه النباتات ضعيفة جداً ولا يمكن سماعها إلا بعد تقويتها وتكبيرها آلاف المرات!
كما أن الدلافين والصراصير والطيور والنحل وغيرها من الكائنات الحية جميعها تصدر أصواتاً.
كما اكتشف العلماء أن الفيروسات تصدر ترددات صوتيه، حتى إنهم يحاولون ابتكار طريقة جديدة للكشف المبكر عن الأمراض بتتبع أصوات الجراثيم والفيروسات في الجسم !!
واكتشف العلماء أيضا أن بعض النجوم تصدر أصواتاً مسموعة، فالنجم الذي سماه الله تعالى بالطارق يصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة ، والثقوب السوداء تصدر أصواتاً أيضاً،،،
ولكن من أكثر الاكتشافات غرابة أن الخلية الحية تصدر ترددات صوتية، وهذا ينطبق على جميع الخلايا،،،
وكل خلية تصدر صوتاً محدداً يختلف عن الخلية الأخرى!
حتى الشريط الوراثي داخل خلايا أجسامنا يصدر ذبذبات صوتية محددة، وكأنه يسبح الله ليل نهار ولذلك من الممكن أن يتأثر بالتسبيح !!
ولذلك فإن التسبيح لله تعالى يمكن أن يؤثر في نظام عمل هذا الشريط الوراثي الذي يتحكم بحياتنا وأمراضنا
أي يمكن أن يؤثر التسبيح عليه فيكون وسيلة للشفاء من الأمراض المستعصية بإذن الله .
إن العلماء اليوم يعتقدون أن كل شيء في الوجود له صوته المحدد والخاص به، ويقولون: “إن قوة غريبة موجودة في كل مكان تسيطر وتؤثر على كل شيء نراه أو نشعر به” .
أليست هذه القوة هي قوة الله تعالى خالق الوجود؟
لماذا لا تكون هذه الأصوات هي أصوات تسبيح وخضوع لله تعالى وتعظيم وشكر لنعمه عزّ وجلّ؟
أليست كل هذه الإكتشافات وغيرها مما سيكتشف دليل على أن هذا القرآن هو كلام الله المعجز ؟!
(فسبحان من خلق فأبدع ،،، وسبحان من يحيط بعلمه كل شيء ولا يحيط أحد بعلمه )
يخبرنا الله في هذه اﻵية – وهو الحق و قوله حق – أن كل شيء في الوجود يسبح الله و يعظمه و ينزهه ،،،،و بعد أن عرفنا معنى التسبيح وفضائله واﻷدلة العلمية الحديثة المتعلقة بهذا الموضوع ، و السؤال اﻵن:
كيف نتحرك بهذه اﻵية في حياتنا اليومية ؟!
كيف نتدبر اﻵية و نطبقها حتى نحصل على بركة هذا القرآن ؟!
جواب ذلك سنجده بإذن الله في بعض المواقف التي اخترناها لكم من كتاب ( التحرك بالقرآن والسنة ) ،،، يحكي أصحابها كيف أثرت هذه اﻵية في حياتهم وكيف كان تحركهم بها ،،،
التلفاز المسبّح الغاضب :
فتاة جامعية تحكي قصتها قائلة :
ما حدث معي كان غريبا ؛ فأنا طالبة بكلية الطب ودائماً ما يشرح لي أساتذتي صنع الله العجيب في الإنسان وكنت أتعجب دوماً من بديع صنع الخالق وأهتف متعجبة ؛ سبحان الله ، ولم أكن أعلم أن شكري لنعم الله لا بد أن يترجم بشكل عملي حيث أن هذه النعم يجب أن تتحرك في إتجاه واحد وهو مرضاة الخالق ، حتى أنار الله قلبي وفكري بعد أن صاحبت معي قول الحق : ” وَإِن مّـِن شَىءٍ إِلَّا يُسَبّـِحُ بِحْمدِهِ وَلٰكِن لَّا تفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ”
كنت أرددها في صحوي ونومي بلساني حتى تغلغل إلى قلبي حب هذ الآية الكريمة ،،،وفي يوم كعادتي كنت أمسك بجهاز التحكم عن بعد ” الريموت كنترول” لأعرض على شاشة التلفاز فيلماً سينمائياً ،وبالفعل بدأ عرض الفيلم ، مناظر تلو المناظر وكأنها تقصد جرح مشاعري كمسلمة ، تردد في نفسي أن جهاز التلفاز هذا لا بد وأنه من المسبحين !يالله ..هكذا هتفت : هل هذا معقول ؟ فالآية تقول :” وَإِن مّـِن شَىءٍ إِلَّا يُسَبّـِحُ بِحْمدِهِ”
أصابني الارتباك وقد وقع في يقيني أنه من المسبحين ،،،ومن يسبح ؟ (ربي )، أي أنه يحبه ويعظمه وقد سخره سبحانه للتسبيح ، وسخره لنا ليبلونا أينا أحسن عملاً ،،
تضائلت في مكاني ورددت مرة أخرى : من المسبحين ؟ فكيف تجرأت على إيذائه بعرض ما يغضب الله على شاشته ؟
وتصورت وكأن التلفاز يتمعض من ذلك بل ومني أيضاً ، وبالتأكيد سيشهد عليَّ عند الله ويشكو إليه سبحانه بمجرد ورود هذا الخاطر تحركت أناملي بشكل لا إرادي إلى أزرار جهاز التحكم ، وغيرت القناة شاكرة لله ثم للآية الكريمة فضلها عليَّ ، فقد ساعدتني على التخلص من أمر الأفلام والمسلسلات غير المسؤله التي تعرض أحياناً على شاشة التلفاز ،،،
ومنذ هذه اللحظه أخذت على نفسي عهداً ألا أؤذي هذا الجهاز أبداً وألا أعرض عليه إلا ما يُرضي الله.
لا تتخيلوا مدى راحتي النفسيه لهذا القرار، فقد رد الله عليَّ عمري الذي كنت أهدر أوقاته ذات اليمين وذات الشمال
وتعرفت على كيفية شكر نعم الله بشكل عملي :
فيدي إن فَعَلت ما يرضي الله فهذا شكرها ،،
وعيني إن لم تنظر إلا لما يرضي الله فهذا شكرها ،،،
وقدمي التي لا تمشي إلا إلى الأماكن التي ترضي الخالق فهذا شكرها،،، فتعاون كل من في اللسان والحواس والجوارح في تسبيح الله وشكر نعمائه.
أيها اﻷحبة :
انظروا في كل شيء حولكم وفي كل نعمة سخرها الله لكم و تذكروا أن كل شيء حولكم .. يسبح لله ..
التسبيح يمنع الغيبة :
تبدأ حديثها قائلة : أنجاني الله سبحانه وتعالى بسبب تحركي بالآية بترك كبيرة من الكبائر وكان فضل الآية علي كبيراً ،،،فقد كنت يومياً أتصل بأمي لأطمئن عليها ويتطرق الحديث إلى فلانة و فلانة ، القريب والبعيد ، وبالطبع أم مع ابنتها فكلانا يأخذ راحته في الحديث تماما ، وكأن الرقيب الذي يستنسخ حديثنا لم يعد له وجود !
وفجأة وقع في خاطري أن الهاتف الذي أمسك به يسبح : ” وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ”
ولابد أنه لا يرضى عن حديثنا الذي يجري ، فقطعت الحديث الدائر بيني وبين أمي وبدأت أحكي لها عن موضوع التحرك بالقرآن ، وما اتفقنا عليه بشأن الآية الكريمة ، وقصصت عليها ما خطر على بالي من تسبيح الهاتف بين يدي ، فكم تأذى هذا الهاتف الخاضع المستسلم المسبح لله من حديثنا ، وشعرت عند ذلك أنني قد تحركت تحركاً عمليا معظمة لقوله عزوجل :
” وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ”
حيث حولت موضوع الحديث مع أمي بعيداً عن الغيبة ودار بدلاً من ذلك حديث جميل عن قيام الليل وصلاة الفجر ، وانتهت مكالمتنا هذه المرة ولكن بسلامة صدر !
فقد كنت أشعر بشد عصبي بسبب شعوري بالإثم في كل مرة أتكلم فيها بالهاتف ، وتأتي بقصد أو بدون قصد ما تسمى بالغيبة
ومن يومها وأنا أستخدم الهاتف فيما يرضي الله …بل إنني أقوم بتنظيفه والعناية به وبكل ما حوله من أشياء ، فقد شعرت بترابط عجيب بيني وبينه ،،، فالتسبيح يجمعنا لرب واحد ،،،
تعلمت كيف يكون التحرك العملي بالقرآن عن طريق أفكارنا وأفعالنا وتعاملاتنا ، فتصبح آيات الله واضحة جلية في ردود أفعالنا وتجاوبنا مع الأحداث ،،،
تجربة مع طفل :
بدأت تحكي لنا قائلة :لي ابن اخت عمره يزيد قليلا على خمس سنوات دائما يخط بالقلم على الطاولات والحوائط والابواب وحاولنا معه كثيرا مرة باللطف ومرة بالضرب ومرة بالرفق بلا فائدة وعندما كنت معكم جعلت في صحبتي قول الحق سبحانه : ” وان من شي الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ”
وكنت ارددها بلساني وكانت تتردد في نفسي وانا في لهفة شديدة لأن تتحرك بها إحدى حواسي أو إحدى جوارحي ،،،وفي إحدى المرات وجدت الصبي كما هو ممسكا بالقلم ويخط على الطاولة الجديدة في كل الاتجاهات ، جلست بهدوء امامه وسألته :
هل تدري ان الطاولة تسبح ؟!
فنظر الي بدهشة شديدة فاغرا فاه قائلا : صدق!
نعم فإن الله الذي يعلم كل شئ اخبرنا بذلك ، وهل تدري أنها قد اتسخت بسبب ما فعلت ، بل لابد انها في غضب ولا بد انها تشكو ذلك الى الله ؟
نظر الي ونظر الى الطاولة ثم وضع احدى اذنيه عليها ، وقال : ولكني لا اسمع شيئا
قلت : له نعم ادري ، وقد قال الله ذلك ايضا ، قال اننا لا نفقه من هذا التسبيح شيئا ،،،
مكث قليلا في مكانه ثم سحب منديلا وبهدوء شديد بدا في مسح الطاولة بحماس وحركة سريعة ، ليزيل عن الطاولة أثر القلم ثم سحب منديلا اخر ، قلت له : سأساعدك هذه المرة ،،، نظر الي ببراءة شديدة وبإمتنان شديد وأصر على أن يشاركني في إزالة ما اقترفت يداه.
وفي المساء وبعد رجوع والدته من عملها الذي تعمل به ، ارتمى في احضانها كالقط الوديع ، ثم سألها : هل تدرين ان هذه الطاولة تسبح ؟
قالت : نعم وكل شئ يسبح بحمد الله ، نظر إلي الصغير ونظر الى كل مكان في الحجرة ثم غط في نوم عميق ،،،
ومنذ تلك اللحظة وهو لا يخط بالقلم إلا على اوراق مخصصة لذلك ، بل تسعد وأنت تسمعه يقول لأقرانه الصغار:
لا تكسر هذا إنه يسبح ،،،وضحكت كثيرا وهو يقول ﻷخيه الاكبر :لا تضربني فإني اسبح !
قلت سبحان الله ، طفل صغير بعد أن يتعلم بفطرته يطلع من هم في محيطه على ما شد انتباهه ولفت نظره .لذلك من المهم جدا على كل أب و أم و مربي أن يزرع في طفله حب الله عن طريق ربط اﻷمور بواقعه وبما يشاهده ويتعامل معه .
وبعد أن رأينا كيف تحرك طفل صغير باﻵية فلنسأل أنفسنا :هل دخلت اﻵية في قلوبنا كما دخلت في قلب هذا الطفل ؟!
عرفنا فيما سبق أن التسبيح لله يقصد به :
“ذكره الدائم وتمجيده‏ وتقديسه‏ وإخلاص العبادة له وحده وتنـزيهه‏ عن كل وصف لا يليق بجلاله”‏.‏
و ذكرنا أن كل شيء في الكون يسبح لله ، مما نعلم و مما لا نعلم ، و ما ندرك و مما لا ندرك و ما نتخيل و مما لا نتخيل ،،، “كل يصلي و يسبح لله الواحد القهار.” كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ،”و لكننا لا ندرك كيفية صلاتهم و تسبيحهم ،،
وكما تسبح المخلوقات بأصواتها فإنها في ذاتها تدلنا على بديع صنع الله وعلى قدرته وحكمته وكماله، وكأنها تنزه الله من أن يكون له شبيه أو مثيل .
فإن لم تستطع سماع أصوات المخلوقات فيكفيك أن تراها حتى ينطق قلبك قبل لسانك بالتسبيح لخالق هذا الكون ،،،
وقفة :
تطبيقك وتحركك بالآية يجعلك عندما ترى شيئا بديعاً أو تسمع صوتاً عذباً تقول
” سبحان الله ”
” سبحان من خلق فأبدع ”
بدل الكلمات التي انتشرت في أحاديثنا الآن مثل
(روووعة ، واااااو ، يهبل وما شابهها)
ختاماً :
* كل حاسة أنعم الله بها علينا نستطيع أن نستشعر بها عظمة الله وبديع صنعه

اعداد ـ جوخة بنت علي الحارثية

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى