– التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاستثمارية ومذكرات التفاهم
– علي السنيدي : تخصيص منطقة خاصة لإنتاج الهيدروجين والصناعات الخضراء فـي المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم
– قيس اليوسف : 19.5 مليار ريال عماني تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى سلطنة عُمان بنهاية العام الماضي
– سالم العوفـي : بداية العام المقبل الافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم وستسهم فـي جذب العديد من المشاريع المتعلقة بالمنتجات النفطية
الدقم ـ من ليلى الرجيبية:
يناقش منتدى الدقم الاقتصادي الأول الذي انطلق بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، على مدى يومين التوجُّهات الجديدة في قطاع الصناعات الخضراء والطاقة المتجددة، وأبرز المشروعات التي تستقطبها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم باعتبارها مركزًا صناعيًّا واستثماريًّا وبوَّابة للتجارة الدولية، كما يركز على الدَّوْر الذي تقوم به المنطقة في الانتقال إلى استخدامات الطاقة المتجدِّدة والتقنية للإنتاج والتصدير.
رعى افتتاح المنتدى صاحبُ السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزيرُ الثقافة والرياضة والشباب بحضور عدد من أصحاب السُّمو والمعالي والسَّعادة والمسؤولين من الجهات الحكومية والخاصة من داخل وخارج سلطنة عمان.
ويأتي منتدى الدقم الاقتصادي الأول بهدف التعريف بالبيئة الاقتصادية والفرص الاستثمارية في سلطنة عُمان بشكل عام والمنطقة الاقتصادية بشكل خاص.
وقال معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحُرَّة: المنتدى يهدف إلى جذب المزيد من المشروعات الكبيرة متعدِّدة الجنسيات خصوصًا في سُبل الإنتاج الحديث المعتمد على الطاقة المتجدِّدة، وإيجاد قناعات مشتركة حول أفضل السُّبل لتوطين مشروعات نوعية توفر المواد الخام ومدخلات الإنتاج لمصانع محلية وللتصدير باستخدام نماذج صديقة للبيئة والتعرف على الأسواق الواعدة وتعزيز سلاسل الإنتاج ورفع كفاءة التخزين.
وأضاف في كلمته: خصصت الحكومة عشرات الآلاف من الكيلومترات من الأراضي لمشروعات الطاقة المتجدِّدة بهدف إنتاج الهيدروجين، أغلبها في محافظة الوسطى بمحاذاة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ما يمكن ربطها بسهولة مع موقع تخزين وتصدير المواد السائلة بميناء الدقم أو من خلال مواقع التخزين والتصدير في رأس مركز. مشيرًا إلى أنَّ الأراضي الواسعة مكتملة الخدمات المتوافرة في مُخطَّط الصناعات الثقيلة بمحاذاة مصفاة الدقم ومحطَّة تخفيض ضغط الغاز ومحطَّة الربط الكهربائي للضغط العالي أتاحت فرصة لمشروعات الحديد الأخضر والحديد منخفض الكربون للاستفادة من الغاز الطبيعي أو الهيدروجين الأزرق، ثم الانتقال لاستخدام الطاقة المتجدِّدة والهيدروجين.
بِدَوْره قال معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: يأتي هذا المنتدى ليؤكِّد أهمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كمنطقة اقتصادية متكاملة وجاذبة للصناعات الكبرى، حيث تُعدُّ أكبر منطقة اقتصادية على مستوى الشرق الأوسط بحجمها الذي يبلغ حوالي ألفَيْ كيلومتر مربع، وقد تمَّ تقسيمها إلى مناطق عدَّة تشمل الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والصناعات الكبرى وغيرها.
وقال في تصريح للصحفيين بأنَّه تماشيًا مع توجُّهات سلطنة عُمان نحو تحقيق أهداف الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050م فقد تمَّ تخصيص منطقة خاصة لإنتاج الهيدروجين والصناعات الخضراء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مشيرًا إلى أنَّ المنطقة تتميز بوجود عدَّة عوامل رئيسة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي تستهدفه الصناعات العالمية في خططها ومشاريعها. مؤكدًا أنَّ هناك نُموًّا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى سلطنة عُمان، حيث وصلت بنهاية العام الماضي إلى حوالي 19.5 مليار ريال عُماني بنسبة نمو بلغت 10.5 بالمئة مقارنة بنهاية عام 2021م نظرًا لنُموِّ الأعمال في عدد من القطاعات الاقتصادية كالنفط والغاز والصناعة والعقارات والسياحة وغيرها، معربًا عن أمله في أن تُسهمَ الجهود المبذولة لتطوير بيئة الأعمال بسلطنة عُمان لا سيما صالة «استثمر في عُمان» في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتوطينها.
بِدَوْره قال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن إنَّ المنتدى يُعدُّ فرصة لتقريب وجهات النظر بين المسؤولين وأصحاب المشروعات والمستثمرين، والتعريف بمميزات ومُقوِّمات المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، لا سيما فيما يتعلق بالمنتجات الخضراء كالطاقة المتجدِّدة والهيدروجين الأخضر. وأضاف: إنَّ الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم التي وُقِّعت خلال المنتدى تتكامل مع مختلف مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، موضحًا أنَّه سيتمُّ في بداية العام المقبل الافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم التي تُعدُّ من المشروعات الرئيسة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ما ستُسهم في جذب العديد من المشروعات المتعلقة بمنتجات المصفاة.
من ناحيته أوضح سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل أنَّ الاتفاقيات التي شهدها المنتدى ستُمكِّن بيئة الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مشيرًا إلى أنَّ الاتفاقيات شملت استكمال البنية الأساسية في الطُّرق وبعض الأرصفة التي ترتبط مع استثمارات مهمَّة في المنطقة، ما ستعزز من المنظومة اللوجستية داخل المنطقة وخارجها. وشهد المنتدى التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاستثمارية ومذكّرات التفاهم لـ6 مشروعات في قطاع الصناعات الخضراء بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ ما يُعزِّز الدَّوْر الريادي للمنطقة في استقطاب مشروعات الصناعات الخضراء وتعزيز وجودها بالدقم. كما شملت الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم مشروعات رئيسية في قطاعات الطاقة المتجدِّدة، والهيدروجين الأخضر، وإنتاج الأمونيا الخضراء وإنتاج الحديد الأخضر، بالإضافة إلى اتفاقية إنشاء طريق رأس مركز.
وتمثلت هذه الاتفاقيات والمذكّرات في توقيع اتفاقية بين الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحُرَّة وائتلاف عُماني ـ سعودي يضمُّ شركة ستراباك عُمان وشركة الروسان للمقاولات، لتنفيذ ازدواجية الطريق الرئيس من مطار الدقم إلى رأس مركز بطول 51 كيلومترًا والذي يُعدُّ من الطُّرق المهمَّة لربط مصانع الشركات في المناطق المخصصة للطاقة المتجدِّدة في الدقم، وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 57.6 مليون ريال عُماني، ومن المتوقع إنجازه في النصف الثاني من عام 2025م. وتضمنت الاتفاقيات اتفاقية حقِّ انتفاع مع تحالف «هايبورت الدقم» الذي يضمُّ مجموعة أوكيو ومجموعة ديمي البلجيكية، تمَّ بموجبها تخصيص أرض بمساحة 150 كيلومترًا مربعًا بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لإنشاء مشروع لتوليد الطاقة الخضراء بحجم يتراوح بين 250 و500 ميجاوات عبر موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتحويلها إلى مشتقات الهيدروجين مثل الأمونيا وغيرها من المنتجات الثانوية.
كما وقَّعت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحُرَّة وشركة ميناء الدقم وشركة «شل عُمان» مذكّرة تفاهم بشأن رغبة الشركة في توطين مشروع الهيدروجين الأخضر والأزرق والتخلص من الكربون الناتج، وتنص المذكّرة على إعداد خطَّة رئيسة لاستكشاف مجالات الاستثمار الممكنة في قطاع الطاقة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بما يتماشى مع خطط سلطنة عُمان للحياد الصفري بحلول عام 2050 و»رؤية عُمان 2040» وإجراء دراسات حول العرض والطلب على الطاقة، واحتياجات تطوير البنية الأساسية، وتأثير البصمة الكربونية، واستراتيجيات التخلص من الكربون.
ووقَّعت الهيئة على مذكّرة تفاهم مع شركة بي. بي. عُمان لاستثمارات الطاقة البديلة لمشروع إنشاء مصنع لإنتاج مشتقات الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث تعتزم الشركة إنتاج 3.3 جيجاوات من الكهرباء وإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا ضِمن خطَّتها لتصدير 150 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًّا.
ووقَّعت الهيئة مذكّرة تفاهم مع ائتلاف بوسكو -انجي الذي يضمُّ عددًا من الشركات الكورية والفرنسية لتخصيص قطعة أرض بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لإقامة مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء ومشتقات الهيدروجين الأخضر في صناعات الشق السفلي بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون طن سنويًّا.
كما شهد الحفل التوقيع على 3 اتفاقيات تتعلق بمشروع شركة «فولكان للحديد الأخضر» التابعة لمجموعة جندال للحديد بهدف إنشاء مصنع للحديد الأخضر في المنطقة الصناعية التابعة لميناء الدقم بحجم إنتاج مستهدف يبلغ حوالي 5 ملايين طن سنويًّا من الحديد الأخضر وباستثمار يبلغ 3 مليارات دولار أميركي، وتشمل الاتفاقيات البناء والتشغيل والتحويل واتفاقية حقِّ الانتفاع الفرعية لمصنع الحديد الأخضر واتفاقية حقِّ الانتفاعية الفرعي للبنية الأساسية البحرية.
تجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المشاريع ستُعزِّز من القيمة القطاعية المضافة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والعمل على توفير كافَّة الممكنات التي من شأنها توفير بيئة استثمارية جاذبة ومستقرَّة في التجمُّعات الاقتصادية القائمة في مختلف المناطق الواقعة تحت إشرافها، من ضِمنها التجمُّع الصناعي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لأمونيا الخضراء والتجمُّع الصناعي للصناعات التعدينية الخضراء، حيث خصصت الهيئة مناطق مهيأة لتلك التجمُّعات تتوافر فيها كُلُّ عوامل التكامل بين الصناعات المتجاورة بما في ذلك البنية الأساسية عالية الجودة وممرَّات الخدمة والطاقة المتوافرة والإعفاءات من ضريبة الدخل وغيرها من المزايا والحوافز. ويبحث المنتدى عبر عدَّة جلسات نقاشية وأوراق عمل القضايا ذات العلاقة بالاستثمار في الصناعات الخضراء والفرص المتاحة أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمشاركة واسعة من الشركات المحلية والدولية التي تستعرض إمكاناتها وخبراتها في مختلف القطاعات الاقتصادية وخصوصًا في مجال الاقتصاد الأخضر.
المصدر: اخبار جريدة الوطن