القدس المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة نتيجة استشهاد بعض الجرحى وأيضا تسجيل أسماء لم تكن مسجلة من قبل ،كما يعاني أطفال القطاع من كارثة على صعيد الصحة النفسية ،فيما أصيب 12 فلسطينيا في مواجهات بالضفة في حين يتجه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لإجراء محادثات في موسكو في الوقت الذي يدرس فيه الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة إلى غزة يتعلق عملها بمعبر رفح وجهود إعادة الإعمار بعد التوصل إلى اتفاق لوقف النار الذي تشهد محادثاته غموضا حول مصيره في ظل سريان تهدئة جديدة من 5 أيام.
وأعلن الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 1980 والمصابين إلى 10181.
وقال القدرة في حديث لوكالة “معا” الإخبارية الفلسطينية إن سبب الارتفاع المتواصل في أعداد الشهداء هو نتيجة وفاة مواطنين فلسطينيين متأثرين بجراحهم بالإضافة إلى تسجيل أسماء شهداء لم تكن مسجلة من قبل، مشيرا إلى أنه في أيام العدوان كثير من الأسر كانت تشييع شهدائها دون تسجيلهم لصعوبة الوصول إلى المستشفيات.
وتوقع القدرة أن يرتفع العدد بأي وقت بسبب وجود جرحى بحال الخطر وأن هناك عددا من المواطنين الفلسطينيين مازالوا مفقودين أو تحت الركام، مؤكدا أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تعمل على مدار الساعة للبحث عن المفقودين.
يذكر أن مصر تمكنت من التوصل إلى هدنة جديدة لمدة خمسة أيام بدأت منتصف ليلة الأربعاء بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإتاحة الفرصة للجانبين لمواصلة
المفاوضات بينهما بهدف التوصل لاتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار.
إلى ذلك يعاني أطفال القطاع من كارثة على صعيد الصحة النفسية حيث قدرت الأمم المتحدة أن 400 ألف طفل في غزة في حاجة إلى رعاية نفسية ليس فقط بسبب الحرب الأحدث في القطاع وإنما أيضا بسبب تكرر العدوان لثلاث مرات سابقة.
ومهما تكن نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية بالنسبة لأطفال غزة ـ استشهاد الأبوين أو الأقارب أمام أعينهم أو سماع صوت السلاح والانفجارات أو إصابتهم هم أنفسهم بجروح ـ فإن الصدمة النفسية عليهم بالغة الشدة.
وتتراوح أعراض الصدمة النفسية بين الكوابيس والتبول اللاإرادي والنكوص السلوكي والقلق النفسي الموهن بما في ذلك عدم القدرة على التعامل مع الخبرات أو التعبير اللفظي عنها.
وبينما يمكن رؤية الدمار الناجم عن الحرب على المباني ومصادر الرزق بوضوح وموثقة بشكل يومي في اللقطات التلفزيونية فإن الضرر الذي لحق بالعقول غير مرئي على الأرجح لكن قد تكون له نتائج أكثر أثرا وتستمر لمدى أطول.
وقال كريس جانيس المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أنروا) التي يعمل لديها 200 معالج نفسي في ما يصل إلى 90 عيادة في غزة “المرة الأولى التي يمر فيها طفل بحدث صادم مثل الحرب يكون الأمر مروعا بشدة.
“في المرة الثانية يكون الأمر أكثر من مروع لأن الطفل يتذكر الجوانب الأسوأ للحرب الأخيرة بالإضافة إلى تأثير الحرب الحالية. ثم تكون المرة الثالثة مروعة أكثر وأكثر لأن الذكريات المتراكمة للحرب تتجمع.
وأصبح الضرر النفسي واسع الانتشار إلى حد أن الأنروا التي تدير مدارس في أنحاء قطاع غزة جعلت العلاج النفسي جزءا من المقررات الدراسية.
قال جانيس “ندير الآن برنامجا كبيرا جدا لعلاج الأبوين والأطفال… نضطر لإضافة هذا النوع من العلاج إلى المقررات في مدارسنا.”
وفي الضفة الغربية أصيب 12 فلسطينيا بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بمدينة الخليل للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن المواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية وشارع الشلالة بوسط المدينة ، والتي أطلقت قوات الاحتلال خلالها الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين الفلسطينيين ، ما أدى إلى إصابة 12 منهم بالرصاص الحي ، وعدد آخر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وقد تم نقل المصابين بواسطة طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى الخليل الحكومي للعلاج.
سياسيا أكد السفير الفلسطيني في موسكو فائد مصطفى أن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سيزور موسكو في 18 و19 أغسطس الجاري.
ونقلت وكالة “إيتار- تاس” عن السفير قوله إن صائب عريقات سيناقش مع كبار الدبلوماسيين الروس الوضع في قطاع غزة. وأوضح أن المسؤول الفلسطيني سيلتقي 18 أغسطس مع ميخائل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وفي اليوم التالي مع الوزير سيرجي لافروف.
وأضاف مصطفى إن الجانبين سيبحثان التطورات الأخيرة في قطاع غزة، وضرورة الجهود الدولية للتسوية السلمية للوضع.
سياسيا أيضا قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقب محادثات طارئة في بروكسل إن التكتل يمكن أن يعيد تنشيط مهمة المساعدة الحدودية التابعة له عند معبر رفح في غزة ويمددها.
وقال الوزراء في بيان إن “الاتحاد الأوروبي يؤكد مجددا استعداده للمساهمة في التوصل لحل شامل ومستدام يعزز أمن ورفاهية ورخاء الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.
وتعهد التكتل بتطوير خيارات في مجالات “التنقل والوصول (للأماكن) وبناء القدرات وعمليات التحقق والرصد والإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار وإعادة التأهيل في مرحلة ما بعد الصراع”. كما عرض التكتل أيضا تنظيم مؤتمر للمانحين.
وأضاف الوزراء إنه يمكن أن تشمل مهمة الحدود برنامج تدريبي لموظفي الجمارك والشرطة الذين سيتم إعادة نشرهم في غزة.
يأتي ذلك في ظل غموض حول مصير المحادثات الرامية إلى وقف النار حيث استبعد مصدر سياسي إسرائيلي إنجاز اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة قريبا.
جاءت تصريحات المصدر ، الذي لم يذكر اسمه،في ختام جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية التي عقدت أمس لتقييم محادثات القاهرة غير المباشرة .
وأوضح أن الطاقم الإسرائيلي المفاوض تلقى تعليمات من المستوى السياسي تقضي بوجوب الحفاظ على المصالح الأمنية الأسرائيلية شرطا للتوصل إلى تفاهمات.
وتعقيبا على الانتقادات التي وجهت إلى أداء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش موشيه يعالون، قال المصدر السياسي إن رئيس الوزراء متأكد من أنه يفعل ما هو ضروري حفاظا على أمن الدولة وسط ضغوط دولية جمة تمارس عليه.
من جهة أخرى ، دعا رئيس حزب البيت اليهودي وزير الاقتصاد نفتالي بينت خلال الجلسة إلى إنهاء عملية الجرف الصامد بشكل أحادي الجانب تزامنًا مع إدخال تسهيلات على الحصار المفروض على قطاع غزة وذلك من خلال فتح المعابر وتوسيع منطقة صيد الأسماك.
وفي المقابل غادر القاهرة موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية “حماس “متوجها على رأس وفد إلى الدوحة في زيارة لقطر تستغرق يومين.
وسيلتقى الوفد خلال زيارته لقطر مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس للتشاور وعرض نتائج المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل والتى تتولى إدارتها مصر للتوصل إلى إتفاق تهدئة دائم بين الطرفين فى قطاع غزة على أن يعود الوفد إلى مصر مساء اليوم لبدء جولات أخرى من المباحثات بين الطرفين”.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رغم التهدئة .. ارتفاع الشهداء بغزة وإصابات بالضفة وكارثة نفسية لأطفال القطاع