القدس المحتلة ـ القاهرة ـ (الوطن) ـ وكالات:
أعلن الفلسطينيون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي وفق مقترح مصري يشمل إدخال المساعدات للقطاع والدخول في محادثات غير مباشرة بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار كما قال الفلسطينيون إنهم لن يقبلوا بعد اليوم بمفاوضات غائمة كما سيقومون بوضع رؤية لحل القضية الفلسطينية فيما دخلت قافلة مساعدات من السلطنة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح في حين وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشكر لمصر والولايات المتحدة والأمم المتحدة وقطر.
وقدمت السلطنة قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى أبناء قطاع غزة في إطار دعم المتضررين والنازحين في مراكز الإيواء بالقطاع.
وتوجهت أمس عبر معبر رفح الحدودي قافلة مساعدات عبارة عن ست شاحنات تحمل ما يقرب من 60 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتأتي هذه القافلة ضمن المساعدات التي تقدمها الهيئة العمانية للأعمال الخيرية.
وقال سعادة السفير الشيخ خليفة بن على الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في تصريح له إن هذه القافلة هي استمرارية لسياسة السلطنة بدعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة ما يتعرضون له من معاناة نتيجة للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
وثمن سعادة السفير الجهود التي تقوم بها الهيئة العمانية للأعمال الخيرية في تقديم المساعدة للمتضررين في قطاع غزة ولما تقوم به من نشاط في مجال العمل الخيري بشكل عام.
وكانت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية قدمت في وقت سابق هذا الشهر مساعدات لغزة شملت أغطية وملابس ومئات من خزانات المياه لتوزيعها على المتضررين من الحرب على القطاع.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعيد الاعلان عن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار أن الفلسطينيين لن يقبلوا بعد اليوم “الدخول في مفاوضات غائمة” مع اسرائيل، مضيفا أنه سيضع “رؤيا” لحل القضية الفلسطينية لمناقشتها.
وقال عباس متسائلا قبل بدء اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله “الآن وبعد إعلان وقف القتال ماذا بعد؟”.
وأضاف “غزة تعرضت لثلاث حروب في العام 2008، 2009، و2012، فهل نتوقع حربا جديدة بعد سنة او سنتين، وإلى متى ستبقى القضية بدون حل”.
وتابع عباس “سنضع أمام القيادة الفلسطينية رؤيتنا لهذا الحل، وهذه الرؤيا يجب أن تكون محددة جدا ومعلومة جدا من الألف الى الياء، اما الدخول في مفاوضات غائمة لا يمكن أن نستمر فيه”.
وكان عباس أعلن موافقة القيادة الفلسطينية على وقف لإطلاق النار في غزة بدأ مساء أمس.
وشكر عباس مصر والولايات المتحدة والأمم المتحدة وقطر على الجهود للتوصل للاتفاق وقال: “نحن نؤكد على التقدير الكامل لجمهورية مصر العربية التي بذلت معنا جهودها منذ فترة طوية من أجل الوصول الى صيغة ترضي كل الأطراف. ونؤكد أيضا أن دولة قطر أسهمت في هذا”. وأردف: “فكل الشكر لكل الجهات التي بذلت هذه الجهود، والشكر للأمم المتحدة التي سترسل فورا المواد المطلوبة لقطاع غزة، لأن الوضع المأساوي الموجود هناك لا يمكن أن يخطر على بال أحد”.
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن موضوع وقف القتال كان “الموضوع الأساس الذي بحثناه مع قيادة حركة حماس في الدوحة، وبحثنا أيضا مواضيع أخرى لا بد منها وهي تركيز وتمكين المصالحة الوطنية بحيث تتمكن حكومة الوفاق الوطني من القيام بأعمالها، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد ولكنه هدف من الأهداف التي سعينا إليها منذ أن تحدثنا عن المصالحة وعن تشكيل الحكومة أو حكومة الوفاق الوطني”.
من جهته قال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة “ستطالب القيادة الفلسطينية منذ الآن بأن يتم تحديد سقف زمني محدد لإقرار حل الدولتين بشكل ملزم”.
وأضاف “نريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأن نبدا بتحديد الحدود وفق جدول زمني محدود لإنهاء الاحتلال”.
واضاف “لن نقبل حالة اللا حرب واللاسلم نريد سقفا زمنيا واضحا ومحددا بإقرار حل الدولتين”.
وسارعت الولايات المتحدة الى إعلان “الدعم الكلي” لاتفاق وقف النار على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي.
من جهته قال مصدر اسرائيلي ان اسرائيل وافقت على وقف “غير محدود” للنار في غزة.
وقال هذا المصدر “لقد وافقنا مرة اخرى على اقتراح مصري بوقف لإطلاق النار من دون شروط وغير محدود زمنيا”.
وأعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية بعض تفاصيل الاتفاق الذي وصفه بأنه “وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الأعمار والصيد البحري”.
واوضح البيان ان هناك نقاطا لا تزال عالقة لم يحددها سيتم طرحها بين الطرفين بعد شهر. فقد اكد البيان “استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار”.
اما حركة حماس فاعتبرته “انتصارا للمقاومة”. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي عقده في مستشفى الشفاء في غزة “استطعنا ان ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة، اليوم نهنئ شعبنا الفلسطيني بهذا الانتصار الكبير، ونهنئ أمتنا العربية بهذا الانتصار”.
وتابع متوجها لسكان غزة “قلنا لهم لن تعودوا إلا بقرار من حماس وليس بقرار من نتنياهو، والآن نقول لكم بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ بإمكانكم العودة الى بيوتكم بقرار من حماس”.
وخرج آلاف الفلسطينيين في شوارع القطاع في مسيرات احتفالا بالاتفاق وهم يحملون الاعلام الفلسطينية ورايات حماس.
وردد الناس هتافات “تحيا كتائب القسام، تحيا المقاومة”.
وشارك قادة بارزون في حركتي حماس والجهاد مساء أمس في احتفال جماهيري وسط مدينة غزة.
وألقى كل من محمود الزهار القيادي البارز في حماس ومحمد الهندي القيادي في حركة الجهاد كلمة امام آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في شارع عمر المختار في حي الرمال غرب مدينة غزة.
وقال الزهار “سنبني الميناء والمطار، ومن يعتدي على مينائنا سنعتدي على مينائه ومن يعتدي على مطارنا سنعتدي مرة اخرى على مطاره” في اشارة الى الهجمات الصاروخية لكتائب القسام التي كانت تستهدف مطار بن جوريون في تل ابيب.
من ناحيته قال الهندي “نشدد على مزيد من الوحدة بين حماس والجهاد وكل فصائل المقاومة من اجل تحرير فلسطين كل فلسطين”.
من ناحيته قال احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي والقيادي في حماس “نحتفل اليوم بعيد النصر على المحتل في هذه الملحمة البطولية التي لم تحصل للصهاينة منذ ستين عاما”.
وردد المشاركون هتافات تمجد “المقاومة” ومنها “للأمام وللأمام يا سرايا (القدس الجناح العسكري للجهاد) ويا قسام”.
كما عمت الاحتفالات مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان حيث جرى إطلاق النار في الهواء.
وقال شهود إن مئات اللاجئين الفلسطينيين خرجوا إلى شوارع مخيمي عين الحلوة والمية مية. وأطلق المحتفلون النار كما دوت أصوات الألعاب النارية في المخيمين.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / الفلسطينيون يتوصلون لـوقف لإطلاق النار .. ولا قبول بـ (مفاوضات غائمة)