القدس المحتلة ـ (الوطن) ـ وكالات:
بدأ قطاع غزة استعادة الحياة الطبيعية غداة التوافق على وقف إطلاق النار، حيث بات القطاع ينتظر إعادة الإعمار، فيما تلاحق الانتقادات من داخل إسرائيل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.
وفتحت المحلات التجارية بغزة أبوابها وخرج الصيادون بقواربهم إلى البحر.
وأمضى الفلسطينيون في قطاع غزة والإسرائيليون حوله ليلة هادئة بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ إثر عدوان أدى إلى استشهاد 2143 فلسطينيًّا معظمهم من المدنيين وحوالي 70 إسرائيليًّا معظمهم من العسكريين.
وفتحت المحال التجارية أبوابها بينما وقف عمال من بلدية غزة لتنظيف الشوارع وإزالة الركام، وبدأت شركة الكهرباء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية بين قطاع غزة وإسرائيل التي دمرت خلال الحرب.
ويتضمن اتفاق وقف النار الذي تم برعاية مصرية فتح المعابر بين القطاع وإسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار والصيد البحري، وتخفيف للحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 2006 على القطاع الذي يضم 1,8 مليون نسمة.
وسيتم تأجيل النظر في قضيتي المطار والميناء وغيرها من القضايا.
وقد عمت الاحتفالات قطاع غزة منذ مساء أمس الأول فور الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق.
واشاد اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس باحتضان السكان في غزة “للمقاومة” خلال العدوان مشيرا الى ان ما حصل “اعاد الاعتبار” للقضية الفلسطينية.
وقال هنية امام حشد من سكان القطاع الذين تجمعوا للاحتفال بـ”الانتصار” في ساحة مقر المجلس التشريعي غرب مدينة غزة، ان “هذا الصمود العظيم كان السبب في ثبات المقاومة ونصر المقاومة”. واضاف “هذا الانتصار بعد معركة استمرت 51 يوما شهدت مقاومة باسلة ابهرت العالم، شهدت تلاحما بين الشعب والمقاومة فصنعت هذا النصر”.
وفي مؤتمر صحفي للأجنحة العسكرية لفصائل “المقاومة” الفلسطينية عقد مساء أمس فوق ركام منازل فلسطينيين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قال ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام “لا نعرف مع عدونا سوى اللغة التي يفهمها وهي لغة القوة والندية، انتصرت غزة لانها اظهرت هشاشة المحتل”.
وشدد ابو عبيدة “استطاعت المقاومة ان تجمع كل اطياف الشعب الفلسطيني حولها، لا خيار اثبت جدواه سوى خيار المقاومة”.
وقال موجها كلامه للأسرى في السجون الاسرائيلية “ايها الاسرى الاحرار لن ننساكم”. وتابع “موعدنا مع خطاب النصر قريبا في باحات المسجد الاقصى المبارك”.
واختتم “اليوم من غزة الصمود والانتصار بات واضحا اننا لم نعد ايتاما كبر الايتام واشتد عود مقاومتهم ولن يسمحوا لاحد كائنا من كان ان يضطهدهم” مثمنا “صورة الوحدة الفلسطينية العظيمة من خلف المقاومة وانتهاء كل صور الانقسام”.
وفي إسرائيل صمتت صفارات الانذار التي تحذر من الصواريخ القادمة من قطاع غزة لكن معلقين اسرائيليين أبدوا خيبة أملهم إزاء قيادة نتنياهو لأطول جولة قتال خلال عشر سنوات. وعبر أعضاء في الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو أيضا عن خيبة أمل مماثلة.
وكتب المحلل شيمون شيفر في صحيفة يديعوت أحرونوت أكثر الصحف الإسرائيلية مبيعا “بعد 50 يوما من الحرب التي قتل فيها تنظيم إرهابي عشرات الجنود والمدنيين ودمر أسلوب حياتنا اليومية ووضع البلاد في محنة اقتصادية… كنا نتوقع أكثر من اعلان وقف اطلاق النار. على حد قوله. وأضاف “كنا نتوقع أن يذهب رئيس الوزراء إلى مقر الرئيس ويبلغه بقرار الاستقالة من منصبه.”
وقال عوزي لانداو الوزير في حكومة نتنياهو وهو من حزب اسرائيل بيتنا في أقصى اليمين “انهم يحتلفون في غزة.” وقال ان نتائج الحرب بالنسبة لاسرائيل “قاتمة للغاية” لانها لم تحقق الردع الكافي الذي يمنع حماس من مهاجمة اسرائيل مجددا.
وأبدى ناحوم بارنيا أحد أبرز الكتاب في الصحف قلقه “من أنه بدلا من تمهيد الطريق للقضاء على التهديد من غزة فنحن نمهد الطريق للجولة المقبلة في لبنان أو غزة.”
من جانبه اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان حركة حماس لم تحقق ايا من مطالبها في وقف اطلاق النار. على حد قوله.
وقال نتانياهو في مؤتمر صحفي في القدس المحتلة ، في اول تصريح له منذ اعلان وقف اطلاق النار مساء الثلاثاء، ان “حماس تلقت ضربة قاسية ولم تحقق ايا من مطالبها لتوقيع وقف اطلاق النار”.
واضاف ان “حماس كانت تطالب لتوقيع وقف للنار بميناء ومطار في غزة وبالافراج عن معتقلين فلسطينيين وبوساطة قطرية ثم تركية وبدفع رواتب موظفين وبمطالب اخرى ايضا لكنها لم تنل شيئا”.
وتابع “لقد وافقنا على المساعدة في اعادة اعمار القطاع لاسباب انسانية ولكن فقط تحت سيطرتنا”.
واذ عدد ما وصفه بـ”نجاحات” عملية “الجرف الصامد”، اكد نتانياهو ان “حماس لم تتعرض لهزيمة مماثلة منذ نشوئها”.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / غزة تبدأ استعادة الحياة الطبيعية وتنتظر الإعمار .. والانتقادات تلاحق نتنياهو