لا تزال الأكاديميات الإرهابية الصهيو ـ أميركية تخرج أفواجها من الإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة وتقدمهم إلى العالم باعتبارهم القوى الثورية التي ستجلب الحرية والديمقراطية والحياة الحرة والكريمة للشعب السوري، بينما الواقع والبرهان يثبتان أن هذه الأفواج مستعدة للتضحية بأرواحها لإبادة الحرث والنسل في المنطقة، بل والعالم من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذا التحالف، وكذلك من أجل الانتقام وإحداث الفوضى.
ووفقًا لذلك، تواصل تلك الأفواج التي اتخذت مسميات إسلامية وعربية لا تمت إلى الإسلام ولا إلى العروبة بصلة، ما أسند إليها من مهمات إرهابية صهيو ـ أميركية، لتدمير الدول العربية وتمزيق مجتمعاتها وبسلاح صهيو ـ أميركي مشترى بأموال عربية عميلة للأسف.
سوريا وحدها اليوم تقدم كشفًا واضحًا بأبرز إنتاجات أكاديميات الإرهاب الصهيو ـ أميركية من خلال مشاهد الدمار والخراب وتدمير البنى التحتية والمؤسسات الاجتماعية وحرق المزارع ونهب المصانع، والإبادة الإنسانية وتهجير المواطنين السوريين من مدنهم وقراهم في حلب وحمص والقلمون ودير الزور وإدلب واللاذقية والغوطة ودرعا وحماة وريف دمشق وعين العرب، ومواصلة هذه المجموعات الإرهابية المسلحة استهداف الآمنين وترويعهم في العاصمة دمشق، حيث أمطرت العاصمة أمس بعشرات قذائف الإرهاب راح ضحيتها عدد من المواطنين السوريين بين قتيل وجريح، في تعبير وتوكيد واضحيْنِ على مدى الحقد الذي يملأ نفوس هؤﻻء العملاء ومموليهم ضد سوريا وأبنائها.
ومن المؤسف والمؤلم في الوقت ذاته، أن هذا الإرهاب غير المسبوق يتم تقديمه إلى العالم على أنه “معارضة سورية معتدلة”، وهناك من لا يزال تنطلي عليه هذه الدعايات والأكاذيب المخفي وراءها أجندات تدمير سوريا وإخراجها من معادلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي بعد تدمير العراق وليبيا وتمزيق السودان وتقسيمه إلى أكثر من سودان، وجارٍ التمهيد لتدمير مصر. في حين تقدم العصابات الإرهابية المسلحة إرهابها هذا على أنه “ثورة” ضد الظلم والفساد، ومن أجل الحرية والديمقراطية!! فهؤلاء يعتبرون قتل الأبرياء وترويعهم وتهجيرهم ونهب أقواتهم وحرق مزارعهم وتدمير مصالحهم، ومصادرة حقوقهم في المسكن والماء والكهرباء والغذاء والدواء والوقود، هو مبادئ “ثورية”، وهم في الحقيقة يقدمون الدليل والبرهان على كذب وزيف الشعارات التي يرفعونها، وزيف ثورتهم، وبما يفضح زيف ادعاء مموليهم بأنهم “يدعمون” الشعب السوري؟ فالقول إنهم يدعمون الشعب السوري في الوقت الذي يصدرون فيه الموت المجاني والإرهاب ويسعرون نيرانه ويشحذون سواطيره ويحرمون هذا الشعب العربي من أبسط حقوقه، استخفاف بالعقل البشري السوي.
إن ارتفاع مستوى الإرهاب والإيغال في الدم السوري وتحديدًا بعد العدوان الإسرائيلي الإرهابي في القنيطرة برهان جديد على أن كيان الاحتلال الإسرائيلي قد انخرط مباشرة في المؤامرة الإرهابية على سوريا بضخ المزيد مما يحتاجه عملاؤه من العصابات الإرهابية من سلاح وقذائف بعيدة المدى تكون قادرة على الوصول إلى أبعد مدى، إذ لم يكن قبل ذلك بمقدور هذه العصابات الإرهابية إطلاق قذائف صاروخية على العاصمة دمشق خاصة بعد أن وسع الجيش العربي السوري الحزام الأمني عن دمشق بحيث لا تطولها هذه القذائف الإرهابية، وهو تحول لا يفهم منه إلا بأنه رد إرهابي إسرائيلي على العملية النوعية للمقاومة الإسلامية في شبعا اللبنانية المحتلة، وأنه بمضاعفة الهجمات الإرهابية من قبل عملاء كيان الاحتلال الإسرائيلي في سوريا فيه إنهاك واستنزاف ورد معًا لمحور المقاومة، وأنه يأتي في الإطار العملاني لإشغال محور المقاومة وعدم تمكينه من فتح جبهة الجولان السوري المحتل، وليؤكد أيضًا أنه قد طور من مهمته الموكلة إليه في دعم الإرهاب من تحت الطاولة إلى فوقها، ومن اقتصارها على أعين الجنود الأمميين إلى رؤوس الأشهاد وأمام العالم كله، وأن التنسيق والدعم اللوجستي والاستخباراتي وتوجيه العملاء والمرتزقة والإرهابيين ودعمهم بكل ما يحتاجونه هو من صميم هذا التطوير والتحول المباشر.