فيينا – عواصم –وكالات : اعتبر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد يشكل “جزءا من الحل” في هذا البلد، في أول ربط من قبله بين دور للأسد وإنهاء النزاع المستمر في سوريا منذ نحو أربع سنوات. يأتي هذا في وقت صدت فيه القوات العراقية هجمات لمسلحين من داعش على قاعدة “عين الأسد” الجوية العسكرية العراقية في الأنبار .
وقال دي ميستورا في ختام لقاء مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس في فيينا، بعد زيارة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري، إن “الرئيس الأسد جزء من الحل”، مضيفا “سأواصل إجراء مناقشات مهمة معه”.
وهذه المرة الأولى التي يربط فيها دي ميستورا منذ تسلمه مهامه في يوليو العام الماضي بين دور للرئيس السوري والتوصل إلى حل للنزاع في سوريا .
وجدد دي ميستورا قناعته بأن “الحل الوحيد هو حل سياسي”، معتبرا أن “الجهة الوحيدة التي تستفيد من الوضع” في غياب اتفاق هي داعش الذي “يشبه وحشا ينتظر أن يستمر النزاع ليستغل الوضع”. من جهته، قال كورتس إنه “في المعركة ضد داعش، قد يكون من الضروري الكفاح إلى جانب” دمشق، وإن كان “الأسد لن يصبح يوما صديقا ولا شريكا”.
ميدانيا، واصل الجيش السوري مدعوما بعناصر المقاومة من حزب الله وإيران هجومه في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق خاضعة لنفوذ جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة وجماعات أخرى، وقريبة من الحدود مع إسرائيل.
وكانت القوات السورية أحكمت الثلاثاء الماضي سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمالي الغربي والتي خرجت عن سيطرتها قبل أكثر من عام، واستمرت في تقدمها قبل أن تبطئ الثلوج هذا التقدم. وكان التلفزيون السوري نقل عن قائد ميداني قوله إن العملية العسكرية التي بدأ فيها الجيش السوري الأحد الماضي “مستمرة بقيادة الرئيس السوري وبالتعاون مع محور المقاومة حزب الله وإيران”. وذكر عبد الرحمن أن المعارك المتواصلة منذ نحو ستة أيام أدت إلى مقتل 25 من داعش وحلفائه و49 من مقاتلي جبهة النصرة والفصائل الموالية لها.
من جهة أخرى، قتل 20 عنصرا من داعش في غارات للتحالف الدولي استهدفت أمس الأول “الخميس” منطقة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي في شمال شرق سوريا.
وترى دمشق أن الضربات الجوية لا يمكن أن تقضي وحدها على داعش الذي يعد في صفوفه الكثير من المقاتلين القادمين من الخارج، بدون التعاون ميدانيا مع الجيش السوري.
وفي العراق ، لقي 8 مسلحين من داعش مصرعهم أثناء محاولتهم التسلل إلى قاعدة عين الأسد، وهي القاعدة التي يقوم فيها مشاة البحرية الأميركية بتدريب القوات العراقية. وكانت سلسلة من التفجيرات الانتحارية قد ضربت حواجز في القاعدة المذكورة. وجاءت التفجيرات بالتزامن مع مواجهات مع داعش، تقودها القوات العراقية والحشد الشعبي والعشائر.
في غضون ذلك ، وصلت تعزيزات عسكرية للجيش العراقي إلى قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار، في وقت لا تفصل القاعدة العسكرية عن داعش إلا عدة كيلومترات. وقال محمد الكربولي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إن القتال مستمر، وإن مسلحي داعش أصبحوا على بعد كيلومترين من قاعدة “عين الأسد”.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون عراقيون إن مقاتلي داعش سيطروا الخميس على معظم أجزاء بلدة البغدادي في غرب العراق، معرضين للخطر قاعدة “عين الاسد” الجوية. ولكن الناطق الرسمي باسم مجلس محافظة الأنبار، سليمان الكبيسي، أكد أن قوات الأمن ورجال العشائر تمكنوا من السيطرة على الموقف ويحاصرون ما تبقى من عناصر داعش داخل البلدة في مبنيين اثنين فقط. إلى ذلك، أفاد المسؤولون أن مجموعة أخرى من المسلحين هاجمت بعد ذلك قاعدة “عين الأسد” الجوية التي تخضع لحراسة مشددة وتبعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من البلدة، لكنهم لم يستطيعوا اقتحامها. ويقوم نحو 320 من مشاة البحرية الأميركية بتدريب أفراد من الفرقة العراقية السابعة في القاعدة التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون في مناسبة سابقة واحدة على الأقل منذ ديسمبر. من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البنتاغون إيليسا سميث وقوع معارك في البغدادي وقالت إنه لم يقع هجوم مباشر على القاعدة الجوية. وأضافت “ترددت أنباء عن إطلاق نار غير مباشر قرب القاعدة.”