كابول ـ وكالات: أعلن وزير الدفاع الأميركي الجديد اشتون كارتر أن الولايات المتحدة تفكر جديا في إبطاء وتيرة انسحاب القوات من أفغانستان بعد محادثات مع المسؤولين الأفغان.
وتعتبر تصريحات كارتر أوضح مؤشر حتى الآن على استعداد واشنطن على تأجيل إغلاق بعض القواعد والاحتفاظ ببعض القوات على الأرض بعد دعوات من الرئيس الأفغاني أشرف غني ونصائح من قادته.
وقال كارتر إنه لحماية التقدم “الذي تحقق بصعوبة” فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما “يدرس عددا من الخيارات لتعزيز دعمه لاستراتيجية الرئيس غني الأمنية بما في ذلك وضع تغييرات محتملة على الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية”.
وأضاف إن “ذلك قد يعني إلقاء نظرة جديدة على توقيت ووتيرة إغلاق القواعد لضمان أن لدينا مجموعة مناسبة من قدرات التحالف”.
وإضافة إلى أعداد القوات، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحتاجون إلى قطع “التزامات طويلة الأمد من حيث الموارد والمعدات وغير ذلك من وسائل الدعم” لضمان نجاح القوات الأفغانية، بحسب الوزير.
وتأتي زيارة كارتر بعد أيام قليلة من توليه منصبه وفي الوقت الذي يفترض أن يتخذ الرئيس باراك أوباما قرارا حول الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقال كارتر للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى أفغانستان إن “سبب هذه الزيارة إلى أفغانستان في أول رحلة رسمية لي كوزير للدفاع هي وجود عشرة آلاف جندي أميركي فيها وهم أول من فكرت فيهم”.
وسيصبح عدد الجنود الأميركيين العشرة آلاف حوالي خمسة آلاف نهاية العام 2015 قبل الانسحاب النهائي نهاية العام 2016 مع انتهاء الولاية الرئاسية لأوباما. لكن البيت الأبيض عدل وتيرة الانسحاب بسماحه ببقاء ألف أميركي إضافي هذه السنة.
وأشار الجنرال جون كامبل قائد القوات الأميركية في أفغانستان إلى أنه يفضل جعل الانسحاب أبطأ رغم أن تفاصيل الخيارات المحتملة قبل انتهاء ولاية أوباما لا تزال غير واضحة.
وفي شهادة أمام مجلس الشيوخ هذا الشهر قبل تعيينه في منصبه، أبدى كارتر استعداده لإعادة النظر في جدول انسحاب الجنود عند الضرورة.
ودعا عدد من القادة الأفغان وعدد من أعضاء البرلمان أوباما إلى إعادة النظر في الجدول الزمني للانسحاب محذرين من أن الانسحاب المبكر للقوات الأميركية يمكن أن يعرض الأمن للخطر ويثبط المانحين الدوليين عن تقديم مساعدات.
وقال كارتر إنه في إطار مراجعة خطة سحب القوات، فإن واشنطن “تعيد التفكير كذلك بتفاصيل مهمة مكافحة الإرهاب” التي تستهدف حاليا مسلحي القاعدة بغارات تشنها القوات الأميركية والأفغانية الخاصة إضافة إلى الغارات الجوية بطائرات بدون طيار.
وأضاف إن أحد أهم العوامل التي أدت إلى مراجعة الجدول الزمني لسحب القوات هو تشكيل حكومة وحدة وطنية العام الماضي في أفغانستان بقيادة غني الذي جلب “الاستقرار” للبلاد، بحسب الوزير.
وقال كارتر إن “هذا أمر لم يكن موجودا قبل أشهر قليلة” واصفا ما حدث بـ”التغيير الكبير”.
وفي أول يوم من زيارته التي تستمر يومين التقى كارتر بالجنرال كامبل وكذلك الجنرال لويد اوستن، قائد القوات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الذي سافر إلى العاصمة الأفغانية للمشاركة في المحادثات.
ويقوم كارتر بزيارته هذه إلى أفغانستان، بينما يضاعف الرئيس غني جهوده لبدء محادثات سلام مع حركة طالبان بدعم غير عادي من باكستان.
ورفض غني تأكيد ما إذا كان قادة طالبان مستعدين الآن للدخول في مفاوضات مباشرة مع حكومته، إلا أنه قال إن الظروف أصبحت ناضجة لإحداث انفراج.
وقال “الأرضية لتحقيق السلام هي الآن في أفضل مراحلها منذ 36 عاما”.
وأعرب عن “تفاؤله” وقال ان “المسار ايجابي” الا انه اضاف “لا نستطيع ان نصدر إعلانات سابقة لأوانها”.
وأعلن مسؤولون في حركة طالبان الافغانية الخميس الماضي عقد لقاء مع مسؤولين أميركيين في قطر قريبا لإجراء محادثات سلام محتملة حول افغانستان لكن واشنطن نفت ذلك مؤكدة انه من غير المقرر عقد مثل هذه اللقاءات “في الوقت الحالي”.
وردا على سؤال حول وجود داعش في افغانستان، قلل كارتر من شأن هذا التهديد معتبرا أن بعض عناصر حركة طالبان تحاول “تغيير اسمها وشكلها”. وقال إن “المعلومات التي بحوزتنا تظهر أنهم ما زالوا قلة”.
وكان كارتر الذي شغل عدة مناصب في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) زار افغانستان عدة مرات من قبل، وانه “لديه فكرة عن الأرض وعن المهمة ويعرف العديد من القادة الأفغان”.
وكانت الولايات المتحدة شنت حربها على أفغانستان في 11 سبتمبر 2001 ما أدى إلى الإطاحة بنظام طالبان الذي رفض التخلي عن علاقته بتنظيم القاعدة.