طرابلس ـ عواصم ـ وكالات: أعلن مصدر برلماني ليبي أن سلاح الجو التابع للحكومة المعترف بها دوليًّا قصف سفينة شحن تركية دخلت المياه الليبية “دون إذن” ما ادى الى مقتل احد بحارتها بحسب انقرة فيما طالبت الأمم المتحدة باجراء تحقيق في الوقت الذي عبرت فيه أوروبا عن رغبتها في التدخل عسكريا لمكافحة الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من ليبيا.
وقال نائب في برلمان طبرق (شرق) المعترف به ان السفينة القادمة من اسبانيا “دخلت المياه الليبية دون اذن. وقام سلاح الجو بتحذيرها اكثر من مرة طالبا منها المغادرة لكن دون استجابة”.
واضاف “عندما اقتربت السفينة بشكل كبير من شاطئ درنة (شرق)، قام سلاح الجو الليبي بقصفها”.
وكانت وزارة الخارجية التركية اعلنت في وقت سابق ان سفينة الشحن التركية “دانوب 1″ القادمة من اسبانيا تعرضت لقصف مدفعي من الساحل الليبي ومن ثم لغارات سلاح الجو بينما كانت السفينة تحاول العودة ادراجها.
وتابعت الوزارة ان احد الضباط على متن السفينة قتل واصيب عدد من افراد الطاقم بجروح خلال القصف.
واضاف البيان “نحن نندد بشدة بهذا الهجوم ضد سفينة مدنية كانت في المياه الدولية”.
وفي طرابلس، ادانت وزارة الخارجية في ما تسمى حكومة الانقاذ الوطني والتي لا يعترف المجتمع الدولي بشرعيتها في بيان “الاعتداء الغاشم الذي تعرضت له سفينة شحن البضائع”.
واكدت ان السفينة التركية كانت “داخل المياه الدولية وعلى بعد 13 ميلا بحريا من شواطئ مدينة طبرق” عندما جرى استهدافها.
وشددت الوزارة على “عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الليبي والتركي”، معتبرة ان “مثل هذه الاعمال سوف لن تؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدين ، وان الغاية من هذه الاعمال زعزعة الامن والاستقرار في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط وتهديد حركة الملاحة البحرية فيه”.
كما دعت “الامم المتحدة والمنظمات الدولية الى التحرك العاجل بفتح تحقيق دولي في هذه الحادثة ومعاقبة الجناة و منع تكرار مثل هذه الاعمال الارهابية التي سبق و ان استهدفت السفن والمطارات والمنشآت المدنية في ليبيا”.
الى ذلك ناشدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني المجتمع الدولي دعم جهود اوروبا لمواجهة ازمة المهاجرين الذين يعبرون المتوسط مؤكدة اولوية “انقاذ الارواح”، في اشارة الى مصرع مئات المهاجرين خلال محاولتهم العبور الى اوروبا.
وقالت في كلمتها امام مجلس الامن الدولي التي تضمنت خطة الاتحاد الاوروبي لمواجهة مأساة المهاجرين “ان اولويتنا هي لانقاذ الارواح وتجنب وقوع خسائر بشرية اضافية في البحر”.
واضافت “لا نستطيع القيام بذلك وحدنا. يجب ان يكون هذا جهدا عالميا مشتركا ولذلك نامل في دعمكم من اجل انقاذ الارواح وتفكيك المنظمات الاجرامية التي تستغل يأس الناس”.
وتضمنت خطة الاتحاد الاوروبي التي طرحتها القيام بعمل عسكري لتدمير القوارب التي يستخدمها مهربو البشر الذين يستغلون حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا.
وتعمل الدول الاعضاء في مجلس الامن بريطانيا وفرنسا وليتوانيا واسبانيا مع ايطاليا لصياغة مسودة قرار يدعم خطة الاتحاد الاوروبي بشان ازمة المهاجرين.
وتنص مسودة اولية على “استخدام كل السبل الضرورية لمصادرة القوارب والتخلص منها” بما في ذلك تدميرها او جعلها غير صالحة للاستخدام، بحسب دبلوماسيين.
الا ان روسيا لم تبد تاييدا لاقتراح تدمير القوارب وقالت ان المهربين يستاجرون تلك القوارب من مالكيها الذين لا يعلمون غالبا الغرض الذي ستستخدم لأجله.
وصرح سفير روسيا في المجلس فيتالي تشوركين ان الاقتراح “مبالغ فيه”.
وستجري صياغة مسودة القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة ويمنح القوات البحرية في الاتحاد الاوروبي حق التصرف في المياه الاقليمية الليبية بعد موافقة السلطات في ذلك البلد.
وفي مسعى لطمأنة المجلس قالت موغيريني ان القوة البحرية لن تسعى لزعزعة استقرار ليبيا.
واضافت “نحن لا ولن نتصرف ضد اي شخص ولكن بالشراكة مع الجميع”.