دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
جدد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده على أن أي مسار سياسي لا يضمن “محاربة الإرهاب” لحل الأزمة المستمرة للسنة الخامسة “لا فرصة له ليرى النور”. وقال الأسد إن “الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره بل لمن يدافع عنه ويحميه”، مشيرا إلى أن “الجيش قادر على أداء مهامه ومواجهة الإرهاب ويجب رفده بالعنصر البشري . وأكد الأسد في خطابه أمس أمام رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية أن المبادرة التي تريدها المعارضة المرتبطة بالخارج والإرهابيين هي تقديم الوطن إلى أسيادهم وتحويل الشعب السوري إلى تابع وهو ما لن يحصلوا عليه، وقال إن الحديث عن عدم مبادرة الحكومة السورية فيه سوء نية ويهدف لتحميلها مسؤولية الفشل، مشددا على أننا مع أي حوار سياسي ولو كان له تأثير بسيط في الأزمة، وقال إن “روسيا أطلقت عدداً من المبادرات البناءة لتشجيع الحوار السوري ـ السوري وكنا متجاوبين مع المبادرات، ونحن مع أي حوار سياسي ولو كان له تأثير بسيط في الأزمة”. مضيفا أن الشعب هو صاحب الحق الوحيد في تقديم أي تنازل، ولو أراد فعل ذلك لما صمد كل هذه السنوات. ولفت الأسد إلى أن الرابط بين المعارضة المرتبطة بالخارج والإرهابيين هو أن سيدهم واحد، وأكد أن أي فرصة فيها احتمال ولو ضئيل لحقن الدماء، يجب أن تلتقط بدون تردد.
وأشار الأسد إلى أن إيران ودول البريكس وغيرها من الدول وقفت موقفاً حقيقيًّا مع سوريا وساهمت في صمود الشعب السوري كما شكلت روسيا والصين صمام أمان لسوريا في مجلس الأمن، مؤكدا أن إيران الشقيقة قدمت حصراً الخبرات العسكرية، كما أن إخواننا الأوفياء في المقاومة اللبنانية قاتلوا معنا وقدموا أقصى ما يستطيعون وامتزجت دماؤهم بدمائنا. وشدد الأسد على أن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد في تقديم أي تنازل ولو أراد فعل ذلك لما صمد كل هذه السنوات، مؤكدا أن التبدلات على الساحة الغربية حالياً لا يعول عليها ولا تزال المعايير الدولية مزدوجة ، معتبرا الحملات العسكرية والإعلامية والسياسية الغربية لمكافحة الإرهاب بأنها تهدف إلى ذر الرماد في العيون. كما اعتبر الأسد ان رفع وتيرة الإرهاب يهدف إلى وضع الشعب السوري أمام خيار القبول بما يملى عليه أو القتل، و اضاف ان الدول الغربية دفعت ثمن دعمها للإرهابيين في سوريا .كما شدد على ان الإرهاب لا يعرف حدوداً ولا تردعه استنكارات ولا تنهيه حروب أو طائرات كطائرات التحالف، لافتا الى ان مكافحة الإرهاب تتم باحترام إرادة الشعوب واستعادة حقوقها ، مؤكدا أن القوات المسلحة السورية قادرة بكل تأكيد على أداء مهامها. وبخصوص مرسوم العفو عن الفارين من خدمة العلم، بين الأسد ان “المرسوم المتعلق بخدمة العلم بادرة جيدة تمت بطلب من المتخلفين انفسهم وهي تؤكد دعم المواطنين للجيش”، مشيرا إلى أن “الالتحاق بالجيش السوري ازداد خلال الأشهر الماضية”. وتابع الاسد “نحن لم نسع للحرب ولكن عندما فرضت علينا تصدى الجيش السوري للارهابيين في كل مكان ..هناك حرب تشن علينا من الخارج من خلال الحصار وضرب عملتنا الوطنية وهذه الحرب أدت إلى تأثر الاقتصاد السوري لكننا في سوريا ورغم الاختناقات واستهداف موارد المواطنين إلا أن مؤسسات الدولة مازالت مستمرة”. وفي موضوع متصل كشفت مصادر مطلعة ان زيارة ستيفان دي مستورا مبعوث الامم المتحدة الخاص بسوريا إلى دمشق كانت الأهم على الاطلاق بين كل الزيارات السابقة حيث حمل في حقيبته تصورا كاملا للحل في سوريا يبدأ بمحاربة الارهاب، وجرى النقاش فيه مع المسؤولين السوريين قبل ان يحمله ديمستورا الى مجلس الامن في الايام المقبلة وينتظر ان يتم البدء في الاروقة الدولية بصياغة قرار دولي سيصدر عن مجلس الامن يتبنى تلك الرؤية للحل. وبحسب المصادر ان الورقة التي يحملها ديمستورا في جيبه حصلت على موافقة مبدئية من كافة الاطراف بما فيها السعودية وايران، ولهذا فإن المبادرة الروسية بتكوين تحالف رباعي يضم سورية وتركيا والسعودية والاردن لم تكن من رأس بوتين انما تم التوافق عليها مع الاميركيين الذين ابدو موافقة غير معلنة، وضعوها في عهدة الروس وتقول ان لا مشكلة في انضمام سوريا الى الحلف الاميركي لمواجهة “داعش”. ميدانيا اخترقت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس، خط وقف إطلاق النار، الذي يفصل بين المناطق الواقعة تحت سيطرتها من هضبة الجولان السوري (منذ عام 1967)، والمنطقة منزوعة السلاح، التابعة للإدارة السورية. ووفقا لعدة مصادر إعلامية مختلفة تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في المناطق الواقعة تحت الإدارة السورية من هضبة الجولان، بآليات عسكرية ومجنزرات، إضافة إلى جرافات، قامت بجرف أراض زراعية لفلاحين سوريين، وخيام أقامها نازحون سوريون، في “مخيم الشحار” بريف القنيطرة الشمالي، قرب الحدود الإدارية مع ريف دمشق الجنوبي الغربي. ونقلت وكالة الأناضول، عن “بكر العطواني”، أحد وجهاء بلدة “جباثا الخشب” شمالي محافظة القنيطرة (الجولان) السورية، قوله إن “الجيش الإسرائيلي يجري عمليات حفرٍ لخنادق داخل الأراضي السورية، المقابلة لخط وقف إطلاق النار، بين سوريا وإسرائيل، بعمق يصل إلى 400 متر، وبطول 3 كم”.