• الشرق يؤكد على رفض نظام المحاصصة
• ألمانيا تنتقد سياسة المجر تجاه المهاجرين
• مخطط لتحميل أعباء السوريين لدول الجوار
براج ـ عواصم ـ وكالات: ازدات هوة الانقسام بين الدول الاوروبية اتساعا بسبب تباين الرؤا بشأن موجة اللاجئين التي تتدفق على القارة باعداد غير متوقعة منذ بداية العام الجاري، فقد واجهت المانيا مرة جديدة رفضا حازما من جيرانها في شرق اوروبا للموافقة باسم القيم الاوروبية على استقبال الحصص المخصصة لهم من المهاجرين، في وقت أعلنت فيه برلين عن رفضها للأساليب التي تتبعها دول شرق القارة في التعامل مع المهاجرين العالقين على الحدود حيث يواجهون اهمالا ومعاملة قاسية من قوى الامن، في وقت رحبت فيه المجر بخطة اوروبية لتحميل أعباء اللاجئين السوريين لدول الجوار السوري عبر تخصيص مبلغ 3 مليارات لتلك الدول.
وفي نيقوسيا، اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك انه سيدعو قادة دول الاتحاد الاوروبي الـ28 الى اجتماع حول ازمة اللاجئين اذا لم يتم التوصل الى حل الخلافات خلال اجتماع وزاري استثنائي في بروكسل الاثنين.
والتقى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير مدعوما من وزير خارجية لوكسمبورغ الذي تراس بلاده الاتحاد الاروبي ظهرا نظراءهما من دول مجموعة فيزغراد (بولندا، جمهورية تشيكيا، سلوفاكيا والمجر).
ولا يبدو ان هذا اللقاء ساهم في تقريب وجهات النظر. وقال وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك في تصريح صحافي “يحق للدول ان تقرر عدد اللاجئين الذين لديها القدرة على استقبالهم”.
واعلن شتاينماير للصحافيين بعد رفض محاوريه القبول بنسب الزامية ان ازمة الهجرة “قد تكون اكبر تحد في تاريخ الاتحاد الاوروبي” داعيا الى التضامن الاوروبي لمواجهتها.
وتابع “اننا متحدون في وصفنا للوضع .. ينبغي ان نكون متحدين في القول ان مثل هذا التحدي لا يمكن لدولة وحدها ان تواجهه. اننا بحاجة الى تضامن اوروبي”.
وتدعو المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى سياسة “الزامية” بتقاسم اللاجئين الذين لم يحدد سقف لعددهم بعد. وتتوقع المانيا وصول 40 الف لاجئ في نهاية هذا الاسبوع وحده، بحسب شتاينماير اي ربع ال160 الف لاجئ الذي اعربت المفوضية الاوروبية عن رغبتها في توزيعهم بين مجمل دول الاتحاد الاوروبي.
وهو رقم تعتبره المفوضية العليا لحقوق الانسان غير كاف اذ تقدر ان على الاتحاد الاوروبي استقبال 200 الف لاجئ بحلول 2016.
وقوبلت مواقف ميركل برفض شديد من قبل دول اوروبا الشرقية التي دخلت الى الاتحاد الاوروبي في بدايات القرن الحالي بدعم واضح من المانيا. واضافة الى دول فيزغراد الاربع فان رومانيا ايضا ابدت رفضها للحصص المقررة من المهاجرين.
حتى ان الدانمارك التي يجتازها اللاجئون الراغبون بالتوجه الى السويد اعلنت رفضها المشاركة في نظام الحصص كما يرغب الاتحاد الاوروبي.
وفي حال لم يتجاوز الاوروبيون خلافاتهم خلال اجتماع استثنائي لوزراء الداخلية مقرر الاثنين في بروكسل، ستتم الدعوة الى قمة لقادة الدول والحكومات ال28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، حسب ما اعلن تاسك.
وعرضت المجر من جهتها، اشراك صربيا ومقدونيا في المحادثات وهما دولتان تستقبلان اعدادا من اللاجئين تفوق قدراتهما على الاستيعاب، وذلك من خلال تنظيم مؤتمر مشترك مع الاتحاد الاوروبي.
وسجل دخول 7600 مهاجر خلال 12 ساعة الى مقدونيا حسب الامم المتحدة.
وفي مدينة بريشيفو في صربيا تجمع مئات المهاجرين بانتظار وصول الوثائق التي يفترض ان تتيح لهم الانتقال الى مقدونيا ومنها الى المجر التي تعتبر بوابة اوروبا بالنسبة اليهم.
وتقف المجر في الصف الاول للدول المعارضة لموقف المانيا حيث يعبرها الاف المهاجرين الوافدين من مناطق البلقان للوصول الى المانيا. وهي تسعى الى وقف توافدهم اعتبارا من 15 سبتمبر من خلال سياج مزدوج من الاسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا. كما اعلنت نشر 3800 جندي في هذه المنطقة لتسريع انهاء هذا السياج.
وفي فيديو وصور سرا في اكبر مخيم للمهاجرين في المجر على الحدود الصربية تبدو صور عملية توزيع الطعام على المهاجرين التي جرت في ظروف “غير انسانية”، بحسب متطوعة نمساوية زارت مخيم روسكى الاربعاء صورت التسجيل سرا.
ويبدو في الصور حوالى 150 مهاجرا خلف سياج داخل قاعة كبرى يتدافعون لالتقاط اكياس من السندويتشات يلقيها اليهم شرطيون مجريون يضعون اقنعة صحية. واعلنت الشرطة قبيل الظهر انها فتحت تحقيقا “لتحديد الوقائع”.
في وقت اعلنت فيه وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون دير لييين ان الحكومة وضعت 4 الاف جندي في حال التاهب في نهاية هذا الاسبوع للمساعدة في “الحالات الطارئة” مع امكان استدعاء اعداد اكبر اذا دعت الحاجة الى ذلك.
وفي جزيرة ليسبوس اليونانية التي وصلها منذ يومين نحو 22500 مهاجر اي اكثر من ربع سكانها، اعلن وزير البحرية التجارية خريستوس زويس ان الوضع “يتجه نحو التطبيع” اثر قيام عبارات بنقل المهاجرين الى البر اليوناني.
الا ان مغادرة هؤلاء المهاجرين بعد ذلك من اليونان الى مقدونيا يوتر الوضع على الحدود بين البلدين.
ودعا في هذا الاطار رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الاتحاد الاوروبي الى ارسال قوات “لحماية” حدود بلاده مع تركيا واليونان.
وصرح اوربان امام صحافيين في بودابست “بما ان اليونان غير قادرة على حماية حدودها… يجب ان يكون بوسع اوروبا تعبئة عناصر او حرس حدود لحماية الحدود الخارجية لليونان”.
وفي السياق اعرب رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان أمس في مقابلة مع صحيفة بيلد الالمانية عن تاييده لخطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو للدول المجاورة لسوريا بهدف حل ازمة اللاجئين.
وقال اوربان بحسب مقاطع من المقابلة نشرتها الصحيفة “لدينا خطة ساعرضها على قادة الاتحاد الاوروبي في اجتماعنا القادم” وتنص على “دعم مالي مكثف للدول المجاورة لسوريا” وهي الاردن ولبنان وتركيا.
وحتى وقت قريب كان اللاجئون السوريون الفارون من الحرب يستقرون في دول الجوار الثلاث التي استقبلت نحو اربعة ملايين سوري.
لكن الوضع تغير في الاشهر الاخيرة وبدات اعداد متزايدة من اللاجئين السوريين تغامر بعبور البحر الابيض المتوسط باتجاه اوروبا.
وعرض اوربان القيادي الشعبوي المؤيد للتشدد مع المهاجرين والمتهم بترك الوضع يتدهور في المجر، خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات لهذه الدول الثلاث.
واضاف “واذا احتاج الامر المزيد من المال نرفع المساعدة حتى نضوب سيل المهاجرين. ومن شان ذلك ان يعفينا من نقاش لا ينتهي لقضايا الميزانية. والامر يتطلب مساعدة عاجلة الان”.
وتابع اوربان “هؤلاء المهاجرون لا ياتون من مناطق حرب بل من مخيمات تقع (في هذه الدول المجاورة لسوريا). وكانوا هناك في امان. وهؤلاء الناس لا يفرون من خطر فقد فروا اصلا منه ولم يعد هناك خطر على حياتهم”.
واعتبر ان اللاجئين لا ياتون الى اوروبا “بحثا عن الامن بل لانهم يريدون حياة افضل من حياة المخيم. يريدون حياة المانية وربما سويدية”.
وشدد “لكن ليس هناك حق اساسي في حياة افضل، هناك فقط حق في الامن والكرامة الانسانية”.
في وقت وجه زيجمار جابريل وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة انجيلا ميركل انتقادات حادة لسياسة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المتعلقة بأزمة اللاجئين.
وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا أمس في مدينة هيلدسهايم بولاية سكسونيا السفلى “هو ملزم بالقانون الأوروبي ويتعين عليه أن يقدم الحماية للمعتقلين السياسيين”.
تجدر الإشارة إلى أن اوربان كان قد حذر أي شخص يتخطى حدود بلاده مع صربيا بدءا من الأسبوع المقبل بانه سيتم “اعتقاله على الفور”، وانتقد اليونان لأنها لا تقوم بما يكفي لحماية حدودها.
وتابع جابريل:” لا يمكنه أن يترك اللاجئين ببساطة في مثل هذه الظروف السيئة ويعيدهم من حيث جاءوا”.
كان رئيس الوزراء المجري هدد اللاجئين في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية قائلا “عليهم أن يرحلوا إلى المكان الذي جاءوا منه”.