فهد بن محمود: الفنون والآداب تبرز الوجه الحضاري للتراث العماني
مسقط ـ العمانية: بمناسبة مرور ثلاثين عاما على تأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية تم الاحتفال مساء أمس في دار الأوبرا السلطانية بهذا الحدث الفني الكبير والذي قامت الفرقة من خلاله بتقديم أروع أعمالها التي تبوأت فيها مستويات عالمية. وقد استقبل صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لدار الأوبرا السلطانية كلا من المدير العام والمنسق العام للفرق الموسيقية، والمايسترو قائد الأوركسترا لهذا الاحتفال والملحنين للسيمفونيات وممثليهم وذلك بحضور أعضاء مجلس إدارة الدار، حيث أشاد سموه بالمشاركات الفعالة للأوركسترا السيمفونية السلطانية في العديد من المناسبات المحلية والخارجية وحظيت بالتقدير من الجميع لمستواها الفني المتميز. وبهذه المناسبة أكد سموه أن تأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية يعكس الاهتمام المتواصل الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أعزه الله ـ لتوثيق التواصل الحضاري والثقافي مع مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن الفنون والآداب تبرز الوجه الحضاري للتراث العماني على مر التاريخ، مشيدا سموه بالأوركسترا السيمفونية ومساهمتها الفنية وبمسيرة دار الأوبرا السلطانية وما حققته خلال السنوات الماضية من تطور مطرد، كما أشاد سموه بتفاعل المواطنين الإيجابي مع ما تقدمه الأوركسترا السيمفونية السلطانية من أعمال فنية. وقد قام صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد بتقديم هدية تذكارية رمزية لمقر الأوركسترا السيمفونية. حضر المناسبة عدد من كبار المسؤولين في الدولة ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى السلطنة والأكاديميين إلى جانب رواد دار الأوبرا السلطانية .. وتضمن برنامج الحفل مجموعة من السيمفونيات العُمانية ليوسف شوقي من مصر، والرقصات السيمفونية العُمانية المجموعة 1 و2 و3 لعزيز الشوّان ويوسف شوقي، والنهضة المباركة للفنان حمدان الشعيلي وبيرد ريدمان، ومقطوعة انطباعات عُمان السيمفونية للملحن الأرجنتيني الشهير لالو شيفرين، والسبيل إلى عُمان للفنان الروسي شيرفاني تشالايف. ومزجت المعزوفات إيقاعات الطبول العمانية مع آلات الأوركسترا الأوروبية الكلاسيكية، في مزيج مدهش ومتناغم للغاية، بحيث تَستخرِجُ النغماتُ من الإيقاع العماني التقليدي أبعادا موسيقية جديدة ستذهل كل من يستمع لهذه السيمفونيات المبدعة. وتأسست الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية في شهر سبتمبر عام 1985م بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي كان اهتمامه بالموسيقى والثقافة وراء قيام المشروع برمته. ومن هذا المنطلق فقد تم قبول الشباب والشابات ممن وُجِدَ لديهم ولديهن الرغبة في خوض تجربة عالم جديد من الموسيقى. حيث كانت هذه الفكرة فريدة ونادرة في البداية وخطوة شجاعة ملؤها الثقة والتشجيع. وشهدت مسيرة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية محطات بارزة كثيرة من بينها: بلجيكا وبرلين بألمانيا، (اليونيسكو) بباريس وغيرها من دول العالم حيث لا يزال الكثير من أعضاء الأوركسترا الأساسيين الذين بدأوا مشوارهم الفني مع الموسيقى الكلاسيكية لأول مرة فيها حتى اليوم وينتظر هؤلاء الشباب العُمانيين مستقبل واعد وبالجهد والمعرفة ستصبح لديهم الإمكانيات لتخريج جيل من مؤلفي الموسيقى وقادة عمانيين للأوركسترا وعازفين منفردين ومدرسي آلات موسيقية بكافة أنواعها، وسيساهمون في تطوير الموسيقى العُمانية بالطريقة الكلاسيكية. يذكر أن نجاح الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية التي تضم بين جنباتها شباباً وشابات عمانيين وعمانيات يستحقون الثناء على التزامهم وتفانيهم نحو فنهم، يعزا إلى التوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ورؤيته السامية الثاقبة وثقته الكريمة في تأسيس هذه الأوركسترا ورعايته الكريمة والدائمة لها.