دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أكدت دمشق متانة العلاقات الروسية السورية، كما دعت مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إدانة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة حلب مؤخرا وتحمل مسؤولياتهما في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه ومصادر تمويله.
وجاء في رسالتين متطابقتين وجهتهما وزارة الخارجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أمس أن العصابات الإرهابية المنضوية تحت تنظيم “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه استهدفت مدينة حلب بوابل من مختلف أنواع القذائف العشوائية المتفجرة بما فيها ما تسميه هذه العصابات “مدفع جهنم” و”قذائف الهاون” وصواريخ محلية الصنع مشيرة إلى استهداف هذه المجموعات في السابع من الشهر الجاري أحياء الخالدية والجميلية والسريان القديمة والسريان الجديدة وكلية الآداب بجامعة حلب وبلدة تلعرن القريبة من مدينة حلب بمدافع جهنم والرمايات الصاروخية وقذائف الهاون ما أدى إلى ارتقاء 12 شهيدا وإصابة 62 مدنيا بجروح. وأشارت وزارة الخارجية إلى أن الإرهابيين فجروا نفقا قاموا بحفره بالقرب من معمل الغاز في منطقة سحسول الكائنة ما بين حيي الخالدية وجمعية الزهراء ما تسبب بإصابة مواطنين وإيقاع خسائر مادية كبيرة في البنى التحتية بالمنطقة. ودعت الوزارة مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إدانة هذا العمل الإرهابي وإلى تحمل مسؤولياتهما في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه ومصادر تمويله عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ولاسيما القرارات رقم 2170/ 2178 /2199/. وختمت الوزارة رسالتيها بالقول “إن الحكومة السورية تؤكد أيضا ضرورة قيام الدول بواجباتها والتزاماتها الإنسانية والقانونية لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه أينما كان وتشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الرادعة والعاجلة بحق الدول الراعية والداعمة للإرهاب بهدف الحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة والعالم”. من جهتها أكدت المستشارة السياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان أن “العلاقات السورية الروسية علاقات متينة وقوية”، معتبرة أن “التساؤل حول عدم رد روسيا على الضربة على معسكر للجيش السوري في دير الزور هو فقط للتشكيك بالعلاقة بين البلدين”، وموضحة أن الأمر تقني بحت. وأشارت شعبان، في حديث صحفي، إلى أن تركيا تعتبر أن لها الحق بالتدخل في سوريا والعراق، لافتة الى ان سوريا تعاني منذ خمس سنوات من الاعتداءات التركية. وحول تحالف واشنطن لمكافحة الإرهاب اعتبرت شعبان أن هذا التحالف هو أحد أهم المؤشرات للنفاق الغربي موضحة أنه لا يجوز المقارنة بين روسيا والغرب فروسيا تستجيب لطلب حكومة شرعية وتنسق معها لكن الغرب يمارس ازدواجية في المعايير فهو يدعي النية في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي لأنهم استشعروا خطرا على أنفسهم وعلى مستقبل بلدانهم إضافة إلى قضية اللاجئين التي شابها الكثير من التشويه لكنه في الوقت نفسه يرفض التعاون مع الجيش العربي السوري أو تشكيل حلف دولي للقضاء على الإرهاب. وأكدت شعبان أن سوريا ماضية في محاربة الإرهاب حتى عودة الأمن والأمان إلى كامل الجغرافيا السورية. مؤكدة إن الحكومة السورية متفاعلة مع الحوار السياسي على كل المراحل والمفاصل التي يجب علينا كدولة القيام به لكن المشكلة تكمن في الآخرين إذ أنهم ليسوا صادقين في التوصل إلى الحل السياسي مشددة على أن الأولوية هي في القضاء على الإرهاب. وأعربت شعبان عن استغرابها من تحديد الثامن عشر من الشهر الجاري موعدا لاجتماعات نيويورك حول الازمة في سوريا دون وجود قائمة موحدة بالتنظيمات الإرهابية أو قائمة بأسماء “المعارضة” وفق ما تم الاتفاق عليه في فيينا وما تصر عليه روسيا وأيضا تحديد الحادي عشر من الشهر الحالي موعدا للقاء ثلاثي في جنيف للتحضير لمؤتمر نيويورك دون رد روسي على هذا الاقتراح حتى الآن. وحول مؤتمر المعارضة في الرياض بالتزامن مع انعقاد مؤتمرين آخرين أحدهما في دمشق والآخر في الحسكة لفتت شعبان إلى أن اجتماع فيينا دعا الى وضع قائمة موحدة بـ “المعارضة” للدخول في الحوار مع الحكومة السورية وقائمة بالتنظيمات الإرهابية مشيرة إلى أن هذه الاجتماعات الثلاثة لم يتم التنسيق بين أطرافها وليس لها موقف موحد لأن كل معارضة أخذت المنحى الذي تمثله والمنفصل عن الآخر مستبعدة أن تدل هذه الاجتماعات على التنسيق أو على قرب توحيد موقف “للمعارضة”. ويذكر انه بعد إنجاز المؤتمر مهمته في إقرار المرجعية السياسية وتشكيل الوفد، تتجه الأنظار إلى مواعيد أخرى، إذ يتضمن برنامج التفاهم بين واشنطن وموسكو عقد استشارات بحضور فريق الأمم المتحدة في جنيف غدا ثم عقد الاجتماع الوزاري لـ “المجموعة الدولية لدعم سوريا” في نيويورك في ١٧ الشهر الجاري يعقبه اجتماع لمجلس الأمن في اليوم التالي. وقرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعوة وزراء خارجية “أصدقاء سوريا” إلى لقاء في باريس الاثنين المقبل استعدادا لمحادثات نيويورك. وقال مسؤول غربي أمس، إن روسيا قدمت إلى الأردن قائمة ضمت أسماء ٢٢ فصيلا تضم معظم فصائل المعارضة، من بينها بعض فصائل “الجيش الحر”، لإدراجها في “التنظيمات الإرهابية”، في حين قدمت تركيا اسم “وحدات حماية الشعب” الكردي، مقابل طلب دول عربية وخليجية إدراج أسماء ١٨ فصيلا تابعة لإيران وتقاتل في سوريا.
من جانبه المح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إمكانية استعمال السلاح النووي ضد “داعش” في سوريا، رغم استبعاد ذلك في الوقت الراهن، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.وقال بوتين أثناء لقائه بوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، والذي أعلن فيه الأخير قصف “داعش” بصواريخ كاليبر الجوالة من الغواصة الروسية “روستوف اون دون” في البحر الأبيض المتوسط، إن “صواريخ كاليبر والصواريخ الجوالة من طراز ايه 101، قادرة على حمل رؤوس تقليدية وأخرى خاصة، أي نووية”. وأضاف بوتين: “الثابت حتى الآن ،أننا لا نحتاج رؤوسا نووية في الحرب على الإرهاب، وأرجو ألا نضطر إلى ذلك قريبا” بحسب ما نقلت صحيفة “لاستامبا” الإيطالية عن وكالة تاس الروسية. وكانت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاجون، اعربت امس عن “امتنانها لروسيا” وفق ما نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الوزارة الأميركية، بيتر كوك، لمبادرتها بإعلام الجانب الأميركي باستعمال هذه الصواريخ قبل إطلاقها، مشيراً إلى أن ذلك يدخل في إطار تنفيذ الاتفاق الأميركي الروسي لتفادي “الحوادث” في الأجواء الروسية.