زهير ماجد
اللهم لاشماتة بما جرى للأتراك في انقرة، لكن فاعل الشر سيرتد عليه، ومن المؤسف أن شعبه هو المصاب، ولسوف يظل التركي هائما على قدر غير معروف إلى أن يفكر جيدا من هو المسؤول عما يتعرض له في كل مرة .. للأسف سيذهب الأتراك إلى المقابر، وسيقوم الجيش التركي باصلاح ما تخرب في الساحات مكان الانفجار .. أهل المصيبة سيفكرون، لكن من قال ان هذا الشعب الذي منح أردوغان أصواته بهذا الكم سيصل الى المعادلة التي باتت معروفة وليس ما يختبيء تحت ضوء الشمس.
هل فعلتها ” داعش ” في انقرة، فيما الاعتقاد بأن الكرد وراء المتفجرة قد لايكون الحقيقة التي يعرفها النظام التركي فيما سيخفيها أردوغان من أجل أن يحمل الكرد ما هو غير حقيقي.
أما الهدوء المشوب بالحذر في كافة الأراضي السورية، قد يعكس قدرة الكبار على تنظيم الواقع وإعادة صياغته، إلى أن يتمكن مؤتمر مثل جنيف ، رغم طرح المعارضة القادمة من الخارج بكلام غير مسؤول لاينم عن وجود حل في رأس قيادييها .. فلقد سمع هؤلاء أن الرئيس السوري خط أحمر ، في حين يقول أحد قيادييهم انه لامفاوضة مع الرئيس بشار ، بما يعني اقفال الطريق على أي أمل بحل مفترض قبل التئام المؤتمر.
تعيدنا من جديد تلك المعارضة غير المتفقة في تكوينها على تكوينها، إلى المربع الأول في كل مرة، وهي تعرف قبل غيرها أنها لاتملك اي خيار، ولا رأي، ولا قدرة على التأثير، ولا مجرد زفرة في رئتيها اذا لم يسمح الداعم والممول. لكنها تعطى دائما فرصة التعطيل، بل هي تأتي الى جنيف كيلا تأتي، هكذا كانت دائما، مجرد عنوان في حالة ميؤوس من قيامها .. فهي بالتالي معارضات تود أن تجد لها مخرج تفاهم وبعده الاقتراب من الواقع الذي ترعاه دولتان كبيرتان من المفروض أن لايناقش أحد في حضورهما.
نفهم معنى المعارضة، أية معارضة. بأنها أحرص من النظام على الحل، وهي دائما تأتي إليه حاملة ملفاتها المليئة برغبات هذا الحل، وعلى ورق تكتبه، وتهتم كثيرا بان تكون حاضرة في كل مساحة لقاء دون ان تبدد ولو لحظة منه. لكن المعارضة السورية، اي المعارضات، تنصب الفخاخ قبل مجيئها، وتطرح ما يخربط أي لقاء أو مؤتمر لغايات لاتملكها، لأنها مسيرة في النهاية، وملفاتها ليست من صنعها، وأفكارها ليست من بناتها. إنها مجرد وهم متحرك يعيش على سراب ويظن أنه واصل الى ما يعتقد، في حين هو لن يجني ، بل من يحركه ومن بذل المال والمواقف والدعم.
حتى كتابة هذه السطور مازالت المعارضة تعمل وفق أجندات الآخر .. ومن المعتقد في هذه الحال ان تتعثر المفاوضات، وان يكون المؤتمر الحالي شبيها بما سبقه .. ولن يغير في تلك المعارضة الا اذا اختار الداعم والممول طريقا آخر يفضي الى الاقتراب من حقيقة الواقع الجديد والمستجد في سوريا والذي هو حسب رأي وزير الخارجية وليد المعلم يقترب من نهاية الأزمة .. عندما يقرأ هؤلاء جيدا الظروف والمعطيات الجديدة فلن يكون أمامهم سوى الانصياع.